لاثنين 8 جمادى الآخرة 1430 ـ 1 يونيو 2009
"معادن" و"الكهرباء" و"التحلية" تتجه لتولي مشروع محطة رأس الزور للإنتاج المزدوج
مفاوضات متقدمة بين الأطراف وتعديلات في المشروع لتغذيته بالغاز بدلاً من النفط
الدمام: خالد اليامي
علمت "الوطن" أن 3 شركات وطنية كبرى تمتلك الحكومة حصصاً كبرى فيها تتجه للتصدي لتنفيذ مشروع محطة رأس الزور للإنتاج المزدوج "توليد الكهرباء وتحلية الماء " بعد أن تخلت الحكومة عن خطط لخصخصة المشروع.
وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إن شركة الكهرباء السعودية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تبحث بشكل جاد المضي في هذا المشروع الذي سيخدم مصالح الجهات الثلاث.
وكانت شركة سوميتومو كوربوريشن اليابانية قد أعلنت في مايو الماضي أنها تخلت عن مشروع لبناء المجمع الضخم بعد أن أبلغتهم الجهات الحكومية المشرفة على الطرح أن آلية تنفيذ المشروع وسياسته قد تغيرت تماماً، وتبلغ قيمة المشروع الذي خسرته سوميتومو قرابة 6 مليارات دولار (22 مليار ريال) وتشير المعلومات إلى أن هذا الرقم سينخفض في تراجع قيمة تنفيذ مثل هذه المشروعات.
وقال المصدر إن المشروع سيقام بنفس المواصفات المقررة في العطاء المقدم سابقاً إلا أن الجديد في الأمر أن طريقة تغذية المشروع ستتم بالغاز الطبيعي وليس النفط كما كان مقرراً سابقاً وأضاف " التكتل الجديد يعرف حقاً أن الغاز خيار أفضل واقتصادي لكن السؤال هل ستتمكن أرامكو السعودية من الوفاء بمتطلبات التشغيل؟" مبينا أن هذا الهم سيشكل حافزاً للشركاء على المضي قدماً في مفاوضاتهم مع أرامكو حتى يتمكنوا من استخلاص ضمانات بتخصيص كميات وافرة من اللقيم.
وأكد المصدر أن المحادثات قد تسفر قريباً عن إعلان مشترك وقد يحظى المشروع بدعم من صندوق الاستثمارات العامة حيث تسعى المملكة إلى إنجاز هذا المشروع لمواكبة مشاريع المدينة الاقتصادية في رأس الزور المتمثلة في مشاريع مشتركة تجمع شركتي معادن وسابك.
وما ساعد الجهات التشريعية المختصة على إعادة طرح المشروع هو تراجع تكلفة المشروع عما كان مقررا سابقاً بأكثر من 20%، وستستفيد الجهات الثلاث المشتركة في المشروع من هذه المحطة كل فيما يخصه فستستوفي معادن احتياجاتها من الكهرباء لتشغيل مشروع مجمع الألومنيوم ومشروع الأمونيا وستواكب شركة الكهرباء السعودية خططها لتوسعة دائرة خدماتها فيما سترفع المؤسسة العامة للتحلية من هذا المشروع طاقتها من المياه المحلاة بشكل مضاعف.
وكان وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين وقع بداية مايو المنصرم عقود تصنيع وتوريد وتنفيذ أنظمة نقل مياه رأس الزور – الرياض بتكلفة إجمالية تقدر بنحو تسعة مليارات ريال
وستبلغ طاقة المحطة مليون طن من المياه يوميا لتمثل ثلث الطاقة الإنتاجية الإجمالية للبلاد. فيما ستولد المحطة الحرارية بحسب التصميم المفترض ما بين 850 و 1100 ميجاوات من الكهرباء.
ويمثل مشروع رأس الزور ضمن سلسلة مشاريع مشتركة في قطاع المياه والكهرباء التي أقرت من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية والتي قرر تنفيذها بمشاركة القطاع الخاص الذي يشارك فيها بنسبة 60% وصندوق الاستثمارات العامة بنسبة 32% والشركة السعودية للكهرباء بنسبة 8 %، بينما سينفذ المشروع على أساس البناء والتملك والتشغيل ولكن يبدو أن هذه المعادلة سوف لن تطبق في محطة رأس الزور للحاجة لتشغيلها في وقت مبكر بعيداً عن متاعب التأخير.
|