ثقافة أم لقافة المتداول الحوارية
مفهوم الثقافة أيها الأخوة الزملاء الكرام عبارة عن منظومة قيم ينبغي أن تسود بين أعضاء المنتدى، حيث تتشكل موادها وعناصرها كتابة أو مشاركة وفق أطر محددة مستقاة من أنظمة المنتدى وقوانينه، كما أنها ليست إرثاَ ثابتاَ جامداَ، بل هي حراك متجدد نحو التغيير والتطوير، كي تجعل الأعضاء مثقفون بمعنى أن يكون لديهم ثقافة حوارية نابعة من ديننا الإسلامي، أي من القدرة على إقامة جسور حوارية بينهم وبين من يشاركهم من خلال طرحهم لبناة أفكارهم على أن يكونوا بعيدين عن تحقيق الذاتية من خلال خطابهم الاقتصادي وغيره الذي يقوم على ثقافة الحوار، وأول مكونات هذه الثقافة الحوارية الاعتراف بالرأي والرأي الآخر واحترامه بدلاَ من مصادرته... فتقبل الآراء المخالفة قد يؤدي إلى تطوير الأفكار وتقويمها، وأولى بنا أن ننهج هذا النهج في التعامل مع من يخالفنا، وألا نخاف من أن تؤثر تنوعات الآراء على محبتنا في هذا المنتدى الرائع.
لذا فإن شيوع قيم ثقافة احترام الرأي المخالف هي من أهم العوامل المساعدة على تأصيل مناخ ثقاف عامٍ يسمح بتعزيز (ثقافة الحوار) العصرية المتحضرة طالما أننا مؤمنون بأن أي فكر إنساني يعتريه النقص مهما علا.
أحياناً هناك لبس في الفهم وبخاصة فيما يتعلق بالطرح لدى الكاتب أو المشارك حيث تحمل بعض المشاركات الاستهزاء وبعضها الآخر يخرج عن حدود الأدب... ولم يعد أمرا خفيا بروز أنواع كثيرة من الثقافات ولعل من أبرزها المشاركات التي قد لا أسميها ثقافة بل لقافة من حيث المستوى الخطابي المتعلق بسوء الأدب عند الطرح بين الكاتب والعضو المشارك ... وربما أن الكاتب يكون أسوأ من المشارك أحياناً عندما يقوم بالرد القاس على المشاركة.
وعليه فإن الثقافة من حيث المفهوم تختلف عن اللقافة وربما أن المفارقة كبيرة بين المفهومين إذا ما وردا في سياق الكلام.
وأظن أنه من الأهمية بمكان أن يتعلم العضو الثقافة الحوارية من حيث آلياتها وفلسفتها حتى لا يصبح المنتدى ساحة للمشاحنات بدلاً من الإفادات لكي نرتقي بأجندتها.
ويبقى السؤال مطروحاً: كيف نرتقي بثقافة المتداول الحوارية بدلاً لقافته.
إعداد مغلي الجميع
ابو بدر ... فهد88