بارك الله فيك وفيما طرحت من موضوع وفيما طرحت من روابط مهمة جدا.فتوثيق المعلومات وتحليلها التحليل العلمي الصحيح في نظري وبالأدلة والبراهين أهم بكثير من (كثرة معرفتها) ثم الخلط في الاستنتاجات لتوصيف الحلول المبنية على الأهواء الشخصية وبما يتناقض مع الواقع أو استشراف المستقبل بالشكل الصحيح. ولعلي أعطيك مثالا وهو لا يبعد كثيرا عن موضوعك. فزلزال الرهن العقاري قد حصل وهو الآن يعتبر جزء من الماضي (لكن) يبقى السؤال الأهم والخطير جدا وهو(كم تكلفة الزلزال هذا). ولكي نبسط الأمور أكثر وبنفس مثال الزلزال السابق. فالزلزال عندما يقع فالكل سوف يعلم به ويتأثر لكن(وهنا مداخلة أرجو أن تعتبرها يا عزيزي مداخلة هامشية.عجبي من قوم (وما أكثرهم) يتفاخرون بلغتهم ومعرفتهم بالحقائق التي كانت خافية عننا جميعا وبالتالي هم من سوف يضيئون لنا بها الطريق من خلال تحليلاتهم واستنتاجاتهم الجهنمية رغم أنهم وللآسف ما زالوا يكتبون لاكن). نعود الى السؤال المركزي بعد كلمة (لاكن) السابقة , ما هو مقدار وحجم الأضرار التي حصلت نتيجة هذا الزلزال وما هي (تكلفة) هذه الأضرار من حيث الدمار الذي أحدثه من هدم وتشريد وإعادة بناء وتكلفة مادية وبشرية وإعادة ثقة في أجهزة (الإنذار المبكر) ومدى قوتها وفاعليتها وصيانتها المستمرة. ولعله من المضحك المبكي أن تمر علينا مصطلحات مثل أعادة الهيكلة للأنظمة المالية العالمية مع سن القوانين الصارمة الجديدة للرقابة المصرفية والمالية وكأننا كنا نعيش في فوضى عارمة أو كأن المواطنين البسطاء هم أسباب هذه الكارثة وليست الأزمة المالية (على وزن نكسة وليست خسارة مدوية بكل المقاييس) والتي عصفت بالأخضر واليابس لمن لم يتقاسم(الكعكة) والتي كانت جاهزة للأكل بعد وجبة دسمة طبعا. وربما يكون (مادووف) رغم الحكم عليه مثلا من بسطاء القوم وليس من (هواميرهم على حد وصفك والذي أعجبني كثيرا) أو من أصحاب الدخل البسيط جدا مثلي ومثلك(أغنانا الله وإياك من أوسع أبواب فضله بما يطيب من حلاله جل وعلى)لأننا حتى يومنا هذا رغم الحكم عليه لا نعلم مصير الأموال التي جمعها(طبعا بجهده وكفاحه)وأين أختفت ومن هو صاحب الحظ السعيد الذي أخذها ويستمتع بها حاليا.أخيرا ليس لي غير قول (كيف يسعى في جنون من عقل) وشر البلية ما يضحك. تقبل تحياتي مع تقديري لك ولكل الرواد
|