عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2009, 01:19 PM   #15
مسعد الوسيدي
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 4,672

 
افتراضي

% من الطاقة الشمسية في المنطقة تكفي لسد حاجات أوروبا بكاملها





هل تكون اشعة الشمس طاقة بديلة عن النفط يوما؟
إعداد: رزان عدنان
طرحت مجلة فوربس الاميركية موضوع الطاقة الشمسية واهميتها في العالم الآن، ومدى حاجة الاقتصاديات المتطورة الى هذا النوع من الطاقة، بعد ان استنزفت طاقة النفط جيوبها بسبب اسعارها المرتفعة.
وقالت ان دول العالم المتقدم اخذت تتهافت مرة اخرى على البلدان الاقل تطور منها املا بأن تمد اقتصادياتها بالطاقة، خصوصا بعد ان اخذ موضوع الطاقة الشمسية يتكرر في مناسبات عالمية عدة، لكن السؤال المهم، هل تحل الطاقة الشمسية مشاكل العالم المتعلقة بالنفط والماء وما يترتب عليها من نزاعات جيوسياسية؟
لعل المملكة العربية السعودية هي اكثر مناطق العالم قدرة وانتاجا على حصد الطاقة من الشمس، الى جانب كونها مخزنا كبيرا للبترول، بمعنى آخر يمكن تسمية المملكة العربية السعودية ببلاد الطاقة الشمسية.
فالبلاد تقع ضمن ما يطلق عليه مركز الحزام الشمسي، وهي جزء من منطقة واسعة غير ممطرة تصل من الجانب الغربي من شمال افريقيا وصولا الى الجانب الشرقي من آسيا الوسطى، الامر الذي يساعدها بدعم مصادر الطاقة الشمسية على الارض.

الأزمات الجيوساسية
ومع ارتفاع تكلفة النفط، يجذب الحزام الشمسي انتباه عدد متنام من القادة الاوروبيين، الذين يتبنون مقترحا طموحا لحصد الطاقة الشمسية من اجل دولهم. لكن انتهاء عصر النفط ليس بالضرورة ان يكون انتهاء للازمات الجيوسياسية والحروب على مصادر الطاقة، والمنافسات المحلية التي خلقها النفط.
من ناحيته، ترأس «برنامج عبر البحر المتوسط للتعاون في مجال الطاقة المتجددة» مبادرة سياسية هدفها التركيز على مصانع الطاقة الحرارية الشمسية ومولدات الرياح وخطوط طاقة طويلة المسافة لتزويد اوروبا بالطاقة.
وقد توفر مصانع الطاقة المفترضة بشكل محفز الطاقة لمنشآت تحلية المياه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
والجدير بالذكر ان برنامج عبر البحر الابيض المتوسط للطاقة المتجددة TREC هو وليد كونسورتيوم قاده نادي روما ويشمل اعضاء مؤثرين مثل مكتب الفضاء الالماني وجامعات عدة في اوروبا والشرق الاوسط.
وقد يبدو هذا المشروع المتطرف مناسبا ليكون نظريات مؤامرة اكثر من كونه واقعا، وقد استطاع جذب عدد من المساندين اصحاب النفوذ والقوة، ففي عام 2007، دعا الامير الحسن بن طلال الى تطبيق الخطة ضمن برنامج ابولو، وكان قد قدم مقترحه خلال جلسة برلمانية للاتحاد الاوروبي.
اما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون فقد ساندا بشكل عام المشروع اخيرا.

جاذبية المشروع
وفي يوليو الماضي، استضاف ساركوزي الاجتماع الافتتاحي لاتحاد دول البحر الابيض المتوسط في باريس، ويسعى هذا الاتحاد الى تشجيع العلاقات بين شمال افريقيا والشرق الاوسط واوروبا، ويعتبر هذا الاتحاد مقترح TREC للطاقة الشمسية واحدا من اولوياته. في غضون ذلك، ومما لا شك فيه زاد الصراع المتصاعد في جورجيا والذي كشف عن مدى عدم ضمان الطاقة في اوروبا، من جاذبية مقترح TREC والحاجة اليه.
وفي حين ان مشروع برنامج عبر البحر الابيض المتوسط للطاقة المتجددة لم يصبح واقعا حتى الآن، فلا بد بشكل او بآخر ان يحاول احدهم تمويل مشروع للاستفادة من مصادر الطاقة الشمسية المتوافرة بشكل واسع في البلدان التي تقع ضمن مركز الحزام الشمسي.
من جانب آخر، وفي الوقت الذي يمكن تحويل اشعة الشمس الى كهرباء في اي مكان بشكل تقني، فإن العملية تكلف اقل بكثير في حال تم تنفيذها في مناطق ترزح تحت اكثر اشكال اشعة الشمس طاقة وقوة، والمقصود هنا بأشعة الشمس تلك التي تخسر اقل قدر من الطاقة المشعة عند نقلها من الفضاء الى الارض. ومن المفيد ذكره ان منطقة الحزام الشمسي تستحوذ على حصة الاسد من اشعة الشمس الغنية بالطاقة.
وكان ارنولف جاجر والدن، وهو احد العلماء في معهد المفوضية الاوروبية للطاقة خلال منتدى العلوم الذي عقد في برشلونة، ان اقل من 0,4 في المائة من الطاقة الشمسية التي تسقط على صحاري شمال افريقيا والشرق الاوسط قد تكون كافية لسد احتياجات اوروبا من الطاقة.
في السياق ذاته، لا تزال الفرصة سانحة لدول الحزام الشمسي. ففي مارس الماضي، صرح وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده تأمل ان تصبح خبيرة في مجالالطاقة الشمسية كما هي في النفط.

طموحات المملكة
ويبدو ان طموحات المملكة تنمو بشكل واضح، بالاستناد الى خبرتها في مشاريع صغيرة في الطاقة الشمسية مثل برنامج القرية الشمسية في الثمانينات والذي يهدف الى تطوير استخدام التكنولوجيا في المناطق البعيدة.
وكان الوزير السعودي قد صرح للنشرة النفطية الفرنسية بتروستراتيجيز انه «بالنسبة لبلد مثل السعودية، فإن احد اهم مصادر الطاقة الذي يجب الاستفادة منها وتطويرها هي الطاقة الشمسية».
وأضاف: «من ضمن جهود البحوث التي تقوم بها المملكة ايجاد الطريقة لجعلها مركزا لابحوث الطاقة الشمسية، وتأمل البلاد خلال الاعوام الثلاثين والخمسين القادمة ان تصبح مصدرا رئيسيا للميغاواط، وبالطريقة ذاتها التي تصدر بها النفط، ستصبح ايضا مصدرة للطاقة».
مسعد الوسيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس