مع بدء إدراج سهم شركة اتحاد عذيب للاتصالات في السوق المالية اعتبارا من يوم السبت الماضي، كانت توقعاتي الشخصية أن يتداول السهم في أيامه الأولى ضمن نطاق يراوح بين 10 و12 ريالا للسهم فقط قياساً على مستويات التقييم الحالية لعديد من الشركات الواعدة، التي يتم تداولها حالياً في السوق، في ظل ظروف استثنائية تعيشها الأسواق المالية العالمية والإقليمية على حد سواء نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية.
إلا أن المفاجأة كانت بتداول سهم هذه الشركة عند مستويات سعرية مرتفعة لم يتوقعها أكثر المتداولين تفاؤلاً، لكن ما يهمنا هنا بالدرجة الأولى هو ظهور فجوة في مستويات التقييم بين شركة اتحاد عذيب من طرف وشركات أخرى لا تقل جاذبية عنها من طرف آخر (مثل: زين السعودية ومصرف الإنماء وشركة معادن وغيرها من الشركات الواعدة حديثة التأسيس والإدراج)، وهذا بدوره يدعونا للتساؤل: ما العوامل التي أدت إلى ظهور هذه الفجوة؟ وهل هناك يا ترى خلل في آلية التسعير؟ أم أن الأمور طبيعية بشكلها الحالي؟
قد يرى بعضهم أن شركة اتحاد عذيب تتميز بقلة عدد الأسهم المتاحة للتداول، وطبيعة نشاطها الذي يرتكز إلى خدمات الهاتف الثابت والخدمات اللاسلكية، وهذا كلام صحيح، لكن ذلك لا يبرر (من وجهة نظري الشخصية) وجود فجوة كبيرة نسبياً في مستويات التقييم مع شركات واعدة أخرى تمارس أنشطتها في مجالات قد تكون أكثر جاذبية مثل الهاتف المتنقل والخدمات المصرفية الإسلامية والمعادن، وغيرها من الأنشطة التي تتميز بالربحية والنمو على المدى الطويل، إضافة إلى وجود شركاء استراتيجيين مهمين، والأهم أسبقيتها في تقديم الخدمات للعملاء.
لذلك، يبدو لي أننا أمام مفترق طرق: إما أن يتمكن سهم "اتحاد عذيب" من المحافظة على هذه الفجوة لبعض الوقت، وبالتالي تكون أسهم باقي الشركات مهيأة لتحقيق ارتفاعات لتقليص هذه الفجوة تدريجياً بمرور الزمن، وإما أن يشهد سهم شركة اتحاد عذيب تصحيحاً يصل به خلال الفترة المقبلة إلى مستويات مقاربة للنطاق السعري 10 - 12 ريالا، وإن كنت أميل شخصياً إلى الاحتمال الأول بشرط ظهور أخبار إيجابية خلال الفترة المقبلة تساعد على إشعال شرارة لعودة أسعار الأسهم لسابق عهدها من الارتفاعات ولو جزئياً (إن لم تكن قد بدأت فعلاً).
ما يعزز الاحتمال الأول أنه مع بدء إدراج سهم "اتحاد عذيب"، كان من المتوقع أن يشهد سهم شركة الاتصالات السعودية تصحيحاً ولو بسيطاً بحكم بدء المنافسة رسمياً في سوق الاتصالات الثابتة التي تشكل المصدر الرئيسي لنمو إيرادات شركة الاتصالات السعودية في السنوات الأخيرة، إلا أن أداء السهم خالف التوقعات أيضاً وحقق مزيدا من المكاسب!! وهذا بدوره يدل على ملامح ببدء تقليص الفجوة، لكن هذا يحتاج إلى تأكيد وهو ما سنتابعه خلال الأيام المقبلة من خلال مراقبة أداء الشركات الجيدة والواعدة، إن كان ضمن قطاع الاتصالات نفسه أو ضمن باقي القطاعات (والله أعلم).
http://www.aleqt.com/2009/03/25/article_207849.html