http://www.alwatan.com.sa/news/write...9233&Rname=243
كتاب اليوم
سليمان محمد المنديل
مستقبل صناعة البتروكيماويات
قدمت مؤخراً محاضرة عن مستقبل صناعة البتروكيماويات في ظل الأزمة المالية العالمية، وحيث تضمنت المحاضرة نبرة تشاؤمية حول المستقبل القريب، مقابل نظرة تفاؤلية حول المستقبل المتوسط، وطويل المدى، فإن ردات الفعل الغاضبة قد بينت لي أنه يوجد من بين كل عشرة متداولين في سوق الأسهم السعودية، مستثمر واحد طويل المدى، مقابل تسعة مضاربين، لا تصلح لهم هذه الصناعة، ولا هم يصلحون لها، وسأقدم فيما يلي أهم المعلومات التي وردت في المحاضرة، ثم سأقدم أراء المختصين حول تقديرات المستقبل قصير، ومتوسط، وطويل المدى:
1 – هذه الصناعة مؤشر جيد عن مستوى الرخاء، أو الركود الاقتصادي، فكلما تحسنت القدرة الشرائية للفرد، فهو متوقع منه أن يشتري المزيد من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والألعاب البلاستيكية، والملابس المصنوعة من البوليستر، والنايلون، والعكس صحيح في حالات الركود الاقتصادي.
2 – العالم المتطور عدد سكانه (1) بليون من البشر، ويستهلك ما يعادل (36) جراماً سنوياً من البلاستيك، في حين أن بقية العالم النامي، ومجموع سكانه (5.7) بلايين يستهلكون في المتوسط (6) جرامات من البلاستيك، وهو ما يعطي أملاً حول مستقبل الطلب على المنتجات البلاستيكية.
3 – هذه الصناعة تمر بدورات تتراوح بين 5 – 8 سنوات، وسبب تلك الدورات أن الاستثمارات في هذه الصناعة تأتي على دفعات، ولذلك تتأثر الأسعار بمقدار طاقة الإنتاج التي تدخل السوق، وكم تستغرق من وقت حتى يتجاوز الطلب كمية العرض، وهكذا دواليك.
4 – وضع المملكة التنافسي من حيث توفر خمسة أنواع من الغاز، وموثوقية توفر المواد، والسياسة الرسمية المعلنة بتوجيه الغاز للتصنيع المحلي، ووجود الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والتمويل الميسر من صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التنمية الصناعي، كلها عوامل تصب في صالح التنافسية السعودية.
5 – بالمقابل فإن الصناعات المنافسة في اليابان، وأمريكا، والاتحاد الأوروبي، قد بقيت عاملة بفعل الدعم السياسي، بالرغم من عدم كفاءتها، وارتفاع كلفتها، وعدم توفر المواد الخام المحلية لها.
6 – أسهم البتروكيماويات مهمة في سوق الأسهم السعودية، حيث يبلغ مجموع الأسهم المصدرة (8) بلايين سهم، منها (3,3) بلايين سهم متـداولة، والبـاقي ممـلوكة للحكـومة، من خلال شركتي سابك، وأرامكو. وفي عام 2008م، شكلت تداولات أسهم هذا القطاع الأعلى من حيث عدد الأسهم (24%)، ومن حيث القيمة (35%).
الاستنتاجات:
أ – في المدى المتوسط والطويل، وبسبب الأزمة المالية العالمية، لا يعتقد أن السياسيين سيتمكنون من تدبير دعم مالي لصناعات الدول الصناعية، غير المجدية، مثل صناعة البتروكيماويات الأساسية، ولا بد من إغلاق طاقات كبيرة، وإعادة هيكلة شركات كبرى، وهو ما سيصب في صالح صناعة البتروكيماويات الأساسية في منطقة الشرق الأوسط، وأهم لاعبين أساسيين فيها هما السعودية، وإيران.
ب – في المدى القصير، ونتيجة للأزمة المالية، فإن الطلب سينخفض بما لا يقل عن الثلث، كما أن انخفاض أسعار البترول، ويتبعها الغاز، فإن ذلك يقلل من الميزة التنافسية للمملكة، ولذلك ستواجه صناعة البتروكيماويات في عام 2009م، الحالي ظروفاً صعبة، ولكن لدى الشركات البتروكيماوية السعودية مراكز مالية كفيلة بتحمل تلك الأوضاع، ويبقى السؤال حول عام 2010م، ومدى نجاح خطط الإنقاذ الاقتصادية المرسومة من الدول الصناعية، لحل الأزمة. ولكن عام 2011م يتوقع أن يكون عام الانطلاق إلى مرحلة النمو التالية.
أخيراً هناك مقولة صينية تصلح لهذا الموضوع، وتقول "التفاؤل محمود، ولكن التشاؤم آمن"!!