[سعد الجهلاني]

السالم لـ "السياسة": دعم القطاع الخاص النفطي المحلي يدفعه لمنافسة كبريات الشركات العالمية
السياسة
قال الرئيس التنفيذي في شركة المجموعة الشرقية للطاقة التابعة لشركة الصفاة للطاقة القابضة محمد حمد السالم انه لا يتوقع ان يستعيد النفط انتعاشه ومستوياته القياسية التي بلغت العام الماضي لاسباب "جيوسياسية" في المنطقة, مشيرا الى ان تلك المستويات والتي تجاوزت 147 دولاراً للبرميل العالمي و 132 للمحلي لن تتكرر في العام الحالي او حتى العام المقبل وانما قد يستقر سعر برميل النفط عند مستوى 60 دولاراً خلال العام الحالي.

وعن مدى تأثر شركات الخدمات النفطية التي تندرج شركته تحت مظلتها بهذا الانخفاض قال السالم ان تأثر الشركات سيكون محدودا طالما ان الآبار النفطية مازالت تنتج ومن ثم فالخدمات مطلوبة والشركات مستمرة في مواصلة عملها, وعلى الشركات ان تعزز وضعها التنافسي محليا واقليميا وعالميا لتتمكن من اقتناص الفرص من مثل هذه الظروف والازمات.

واكد السالم ان "المجموعة الشرقية" متخصصة في خدمات استصلاح وتطوير وصيانة الآبار النفطية بما تملكه من احدث الاجهزة الالكترونية الكوادر الفنية المؤهلة.

وكشف السالم في حواره عن استعداد الشركة لبناء سفينة لتحفيز الابار البحرية مقرها الامارات ويبلغ طولها 67 مترا بكلفة 35 مليون دولار وتوقع ان تبدأ العمل مع نهاية 2010 كما كشف أن ارباح الشركة للعام 2008 وصلت نسبة زيادتها 90 في المئة, مضيفا ان حقوق المساهمين زادت بما يقارب 9 ملايين دينار متوقعا ان تصل هذه المعدلات الى اكثر من ذلك خلال العام الحالي, مشيرا الى عدم تأثر الشركة بشكل مباشر بانخفاض اسعار النفط.

وتمنى السالم ان تحقق القمة الاقتصادية طموحات وآمال الشعوب العربية معتبراً ان مؤتمر القمة الاقتصادية سيضع اللبنات الاولى لجعل الكويت مركزا ماليا.

وتمنى السالم ان تتحقق كل التوصيات والقرارات التي خرجت عن القمة ويسعى القادة العرب لتنفيذها فعليا لمواصلة واستكمال المشاريع التنموية العربية الكبرى.

الى مزيد من التفاصيل في ثنايا الحوار التالي:


* حدثنا عن انشطة الشركة؟
- بداية تأسست الشركة الشرقية الوطنية للخدمات النفطية في العام 2004 عن طريق شركة الصفاة للاستثمار برأسمال 3.5 مليون دينار حيث ضمت نخبة من المهندسين المتخصصين في مجال الخدمات النفطية الذين كانوا يعملون مع كبريات الشركات العالمية.
وتتخصص الشركة في تقديم خدمات "الجس والتثقيب" للشركات النفطية حيث تقدم هذه الخدمات بصورة متكاملة من الابار النفطية بهدف اخذ القرارات والقياسات الصحيحة من الابار التي تساهم بدورها في تحسين الانتاج وتطوير المكامن ومعالجة المشكلات ان وجدت.


وسائل الشركة الحديثة

* ما الاجهزة والوسائل التي تعتمد عليها بالشركة؟
- تمتلك الشركة حاليا ثمانية اطقم عمل مجهزة بأفضل ما توصلت اليه التكنولوجيا العالمية الحديثة للمجسات البئرية والمعدات السطحية, حيث يقوم بتشغيلها مهندسون متمرسون في المجال.


الجس والتثقيب

واوضح هنا ان مجال الجس والتثقيب ينقسم الى ثلاثة اقسام: اولا: في الابار المبطنة وتقوم الشركة بتقديم معظم الخدمات في هذا القسم.
ثانيا: الجس في الابار المفتوحة وقد باشرت الشركة مؤخراً تسويق خدماتها الاولية ضمن هذا النوع.

ثالثا: التثقيب, حيث تقدم الشركة مختلف انواع التثقيب التي تمر في انابيب الانتاج او ذات المقاسات الكبيرة, مشيرا الى ان مجال عمل الشركة يعد مجالا متخصصا جدا ويكاد يكون محصورا بين بضعة شركات عالمية وذلك بسبب التكنولوجيا المتطورة والمتخصصة فان الشركة سعت جاهدة لملء هذه الفجوة التكنولوجية عن طريق استثمار بعض اموالها من تملك بعض الشركات المتخصصة في انتاج التكنولوجيا وتصنيع المجسات المختلفة حتى تصل الى مرحلة الاعتماد الذاتي, ودعني اكشف لك سرا ان هذا التخصص تنشط فيه شركة او شركتين فقط على مستوى العالم وربما تكون التكنولوجيا محصورة فيما بينها ما يؤكد انها مبادرة فريدة من نوعها تعكس ستراتيجية الشركة نحو ثقلها في السوق.


600 بئر

* ما انجازات الشركة خلال العام المنصرم?
- انجزنا اكثر من 600 بئر وقمنا بتثقيب اكثر من 8000 متر وتنشط اعمالنا حاليا في العراق وباكستان وقد زادت ارباح الشركة من خلال هذه الانشطة اكثر من 90 في المئة كما زادت حقوق المساهمين فيها الى ما يقارب 12 مليون دينار.

واتوقع ان تحافظ الشركة على ارباحها التشغيلية بل ربما ترتفع اكثر خلال 2009 حيث توشك الشركة على تنفيذ بعض المشاريع المهمة خلال العام الحالي.


"الخليجية العالمية"

* هل هناك استحواذات او شركات تابعة?
/ بالفعل قامت الشركة ببعض الاستحواذات على شركات عدة ابرزها الخليجية العالمية بنسبة 100 في المئة وهي تمثل الذراع التجاري للشركة وتقع على مساحة 5 آلاف متر من شرق الأحمدي بالكويت وقد افتتحت في العام الماضي مقرها الرئيس الذي يضم ايضاً شركة الشرقية الوطنية في مبنى متميز عبارة عن دورين مكاتب وورش عمل وسرداب لمواقف تتسع أكثر من 50 سيارة وتقوم الشركة بمزاولة انشطتها العملية هناك .. ووصلت كلفة هذا المبنى الى نحو 1.5 مليون دينار.

بالاضافة لذلك فقد ساهم الدعم المتواصل للملاك, الرئيسيين للشركة انذاك وهم شركة الصفاة للاستثمار بتحقيق النمو والتوسعات التي كانت تطمح لهما الشركة وذلك عن طريق تأسيس شركة المجموعة الشرقية لخدمات الطاقة برأسمال 15 مليون دينار لغرض التوسع في مجالات جديدة في قطاع الخدمات النفطية والتي تملكت بدورها ما يقارب 70 في المئة في الشركة الشرقية الوطنية للخدمات النفطية.

فما كان من نتاج هذه الانجازات ان قامت الشركة بتملك حصة مؤثرة من شركة »الامارات وسترن« لخدمات النفط ومقرها ابو ظبي تتخصص في تقديم خدمات »التسميت« والتحفيز في الآبار البرية والبحرية, وهي شركة تأسست في عام 1948 ولديها »6« طواقم اسمنت برية و»3« سفن تحفيز بحرية وهذه السفن من الندرة بمكان بحيث انها تمثل ما يقارب 10 في المئة من الاسطول العالمي, وتقدم جميع خدماتها في الامارات العربية المتحدة ودول اخرى مثل ايران.

وعن حجم اعمالها الكلية عن العام 2008 اكد انها تقارب 100 مليون درهم اماراتي.


فحص الآبار

* هل هناك انشطة نفطية اخرى قمتم بها?
/ نعم .. لم تتوان المجموعة الشرقية منذ تأسيسها عن سعيها في تحقيق التكامل المتميزة فقد قامت بتأسيس نشاط جديد هو خدمات فحص الابار وذلك عن طريق تأسيس الشركة الشرقية الدولية لخدمات فحص الآبار برأسمال 1.7 مليون دينار وهذه الشركة تقدم خدمات الفحص السطحي »الثنائي والثلاثي« والفحص البئري والتثقيف بواسطة الانابيب وايضاً مجسات الذاكرة وهي تباشر عملها في باكستان منذ منتصف ,2008 حيث تقدم خدماتها للكثير من الشركات العاملة هناك.


قيمة مضافة

* حدثنا عن حصة الصفاة للطاقة في المجموعة الشرقية?
/ للعلم .. الصفاة للطاقة رأسمالها 60 مليون دينار وهي مدرجة في »البورصة« كما انها تمتلك حصة مؤثرة في شركة »الحفر الوطنية« التي تتخذ من مصر مقراً لها وتعمل في ليبيا حالياً وكذلك الشركة الشرقية للخدمات النفطية والهندسية ومقرها البحرين واعتقد ان استحواذ الصفاة على شركة المجموعة الشرقية بنسبة 90 في المئة يعد قيمة مضافة لتعزيز وضع الشركة وفتح اسواق جديدة لها.


الادراج مستبعد

* ماذا عن الادراج أليس هناك توجه خوا دراجات مستقبلية?
/ موضوع الادراج بالنسبة لنا ليس هدفاً بحد ذاته وانما هدفنا تعظيم حقوق المساهمين في الشركة وتطوير قدرات الشركة ويرجع ادراج الشركة في نهاية الأمر لما يقرره المساهمون اذا ارتأوا ان في ذلك مصلحة لهم على المدى البعيد, وانظر الآن للشركات المدرجة في السوق ومدى معاناتها وتأزمها المالي جراء الازمة المالية وفي المقابل انظر للشركات ذات الاستثمار التشغيلي ستجد من المتأثر من الازمة, اذن نحن لا نفكر في الادراج في الوقت الحالي.

* هل تأثرت الشركة بانخفاض سعر النفط?
/ الغرض الرئيسي من انشاء الشركة تقديم خدمات نفطية معينة وهذا الفرض كما هو الحال في اي شركة يفترض ان تستمر في الاوقات الجيدة والاوقات الصعبة وبناء على ذلك فان الشركة بطبيعتها المتخصصة وطريقة ادارتها من حيث الحجم وستراتيجيتها التوسعية تدرك جيداً ان طبيعة النفط هو التذبذب, ورغم ان اعمالنا لم تتأثر الى الآن, الا اننا مستعدون لمواكبة الظروف الصعبة التي يعتقد انها ستستمر خلال الفترة المقبلة على اختلاف تفسير المتخصصين بتقدير هذه الفترة.

وبرأيي انه ما دامت الآبار تنتج فان خدماتنا مطلوبة, ويقى على ادارة الشركات ان تعزز وضعها التنافسي واقتناص الفرص التي تنشأ في مثل هذه الظروف.


لست خبيراً اقتصادياً

* هل لنا بنبذة عن الازمة العالمية وتوقعاتك لها?
/ بداية لا اعتبر نفسي خبيراً اقتصادياً حتى لا يكون كلامي مرجعاً في هذا الاطار اما عن توقعاتي, اعتقد ان الازمة ستستمر لفترة غير وجيزة بعد التخلص من تداعياتها وان عملية الانعاش والصعود ستستغرق وقتا طويلاً لان الخطير في الامر كما قلنا هو تداعيات اركان الاقتصاد واحد تلو الآخر متأثرين ببعضهم البعض.


ضغط جيوبيوليكال

* اذن هل ستظل اسعار النفط منخفضة, وهل يمكن لها ان تقفز مرة اخرى الى مستوى 132 دولاراً للبرميل?
لا أعتقد ذلك لكني اتوقع ان اسعار النفط سترتفع عن الوضع الحالي الى ما يقارب ال¯ 60 دولاراً خلال هذا العام الجاري واهم سبب في اعتقادي هو مباشرة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما لعمله خلال ايام والذي سينتهج دور التهدئة مما يخفف الضغط الجيوسياسي على سعر النفط.

كما لا اتوقع على الاطلاق ان يصل النفط للمستويات القياسية التي وصل لها منذ بدايات النصف الثاني من 2008 لان هناك عوامل كثيرة ادت الى ذلك منها استمرار التوتر الاميركي - الايراني وعوامل اخرى كثيرة لا يسعنا المجال هنا لشرحها, ومن المنطقي للصالح العام العالمي الا ترتفع اسعار النفط كثيرا حتى تنطلق او تستمر المشاريع التنموية الكبيرة التي تقوم بها الدول, واتمنى ان تواصل الحكومة الكويتية ومضيها في مشاريع البنى التحتية وتحريك عجلة التنمية وانجاز المشاريع بكلفة ارخص نسبياً وذلك من شأنه تحفيز الاقتصاد الوطني في هذا الوقت.


تحفيز للقطاع الخاص

* هل انت مع عدم دعم الحكومة للقطاع الخاص في الازمات التي يواجهها?
اضم صوتي الى الكثير من ابناء الكويت الذين اخذوا على عاتقهم مشاركة القطاع العام في نهضة الكويت وابرازها في جميع القطاعات وعلى المستوى الدولي ولأطالب ضمن هؤلاء ان تقدم الدولة الدعم والتشجيع والتحفيز لمساعدة القطاع الخاص للقيام بدوره, وخصوصاً القطاع النفطي كونه عمود الاقتصاد الكويتي, كما ان هناك الكثير من الشركات النفطية الخاصة التي تعمل باخلاص وجد في مجالها الا انه ينقصها الدعم من القطاع النفطي العام الذي نعيل عليه كثيرا في المساهمة بالاخذ بيد هذه الشركات الوطنية لتصبح في وقت قصير منافسة للشركات الاجنبية خارج الكويت.


الانقاذ الانتقائي السريع

* لكني اتحدث عن الدعم الحكومي للشركات المتعثرة في القروض ... هل توافق على دعمها?
دعني اقول لك لا احب سياسة اللوم والقاء التبعات على الاخرين... الشركات التي تعمل في الكويت هي شركات رأسمالية من المفترض ان تؤمن بمبدأ الربح والخسارة وليس الربح فقط, سواء كانت الخسارة لاسباب داخلية او خارجية... بمعنى ان الازمة الاقتصادية العالمية لم تكن خطأ طرف معين بحد ذاته.

فانا مندهش من تلك الشركات التي تطلب من الحكومة دعمها فقط لسبب انها خاسرة او انها افلست مع العلم انه قد افلس الكثير من الشركات الكبرى والصغرى في العالم قديما وحديثا تحت مختلف الظروف ولم يساعدها احد, ورغم ذلك ارى انه من الممكن ان تقوم الحكومة بالتعامل مع هذه الازمة بما يعود بالنفع على الدولة وعلى هذه الشركات على حد سواء... فاعتقد انه من الممكن شراء حصص في شركات منتقاة, يعتقد بانها ذات قيمة مرتفعة عند انتهاء الازمة, واعتقد في نهاية الامر ان الشركات المتعثرة ترجو من الحكومة حلولا هدفها المصلحة المشتركة وذلك على وجه السرعة, اذن الفحوى في هذا السياق هي "الانقاذ الانتقائي السريع".

* هل انت مع الاندماج في الوقت الحالي?
نسبة كبيرة من الاندماجات تفشل في الاحوال العادية وهذا رأيي الشخصي فان لم يكن هناك فائدة مضافة فان مصير الاندماج هو الفشل لأنه لم يكن هناك فائدة مضافة واذا نظرت له في الاوقات العادية تجده لم يستمر وباء بالفشل, فما بالك وانت تطالب به في الاوقات الصعبة, اعتقد انه سيفشل بالضرورة قريبا وهي تأخذ بعين الاعتبار وتتفهم جيداً الوضع الاقتصادي الراهن فمثلا شركتنا ماضية في تحقيق رؤيتها ومستمرة في نموها لانها تؤمن بان القطاع النفطي سيحتاج لخدماتها.

* ماذا عن مشروعاتكم المستقبلية?
تعتزم الشركة بناء سفينة انعاش وتحفيز الابار البحرية في الامارات وهي جديدة من نوعها وجاري العمل بها الان ويبلغ طولها 67 مترا مبينة على احدث المواصفات القياسية العالمية بقيمة تقارب 35 مليون دولار, ومن المتوقع بدء العمل بها في اواخر .2010 كما تعتزم الشركة زيادة انشطتها في باكستان والعراق عن طريق توسيع قاعدة عملاء لها في هذه البلاد.

اخيرا رأيك في القمة الاقتصادية والتوصيات التي خرجت بها?
اتمنى ان تحقق القمة طموحات وامال الشعوب العربية لتحقيق الرخاء والنمو لهذه الشعوب التي عانت كثيرا من الفقر والحرمان جراء الحروب التي واجهتها وليس ادل هنا على ما يحدث في جسدنا العربي الذي تركناه للمغتصب ينهش فيه دون ان نحرك ساكنا.. قرابة الشهر والعدو الصهيوني يواصل مجازره, ودماره, ليس في غزة وحدها انما خراب ودمار غزة هو خراب للتنمية العربية والجسد العربي, فآمل ان يتم تنفيذ ما توصل اليه القادة في قمتهم الاقتصادية.