عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2009, 02:14 PM   #1
سهيل الدراج
محلل مالي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 1,776

 

تعجب سوق الأسهم السعودي والركود العالمي .. هل هي علاقة حقيقية أم آثار نفسية ؟!!

سوق الأسهم السعودي والركود العالمي .. هل هي علاقة حقيقية أم آثار نفسية ؟!!

http://www.al-jazirah.com.sa/828014/ec11d.htm





سهيل الدراج | الرياض السبت 3 يناير 2009 | صحيفة الجزيرة العدد 13246 | suhaildarraj*************


بقيت سوق الاسهم السعودية بعيدة كل البعد عن الجدل الدائر اليوم عن علاقة السوق السعودي بالاسواق العالمية ، في وقت كانت تنطلق فيه الى الاعلى متجاوزة المقاومات الوهمية التى يرسمها المحلليين الفنيين ، ومكررات الربحية للمحلليين الماليين ، وقوة الاقتصاد للمحلليين الاقتصاديين .. حتى في اسوأ الاوقات واصعب الظروف التى من شأنها ان تهبط بالاسواق ، كانت السوق السعودية تندفع الى الاعلى بقوة خارقة قوامها اربعة ملايين محفظة مسجلة في سوق الاسهم السعودي ..

هذه الحقائق جعلت المتداول في سوق الاسهم السعودي على قناعة تامة بان سوقه بعيد كل البعد عن التوترات العسكرية في المنطقة ، والتجاذبات السياسية ، والمؤثرات الاقتصادية ، والعلاقة بالعالمية .. لكن هبوط السوق في مطلع عام 2006م وحدوث ماعرف بنكسة فبراير التى تلت نكسة مايو 2005م جعل الجميع يستفيق من حلم وردى ، ويعلم ان اسواق المال تعرف طريقاً اخرا يتجه جنوباً غير الطريق الرئيس الذى لايتجه الا شمالاً ..

حاول المحلليين الفنيين رسم نقاط دعم جديدة لكن كل الدعوم تكسرت ، وحاول المحلليين الاساسيين وضع مكررات الربحية المنطقية عند 20 مرة ، لكن الاسواق تجاوزتهم عدة مرات ، وحاول المحلليين الاقتصاديين الحديث عن قوة الاقتصاد ومتانته لكن القوة الخارقة كانت في قاعات الاسهم تجرف كل من يقف امامها من المحلليين والمتداولين على حد سواء ، وحاول من لايؤمن اصلا بالتحليل ان يربط هذا وذاك بحركة الهوامير وقدرتهم على المناورة ، لكن الهوامير كانوا ضحايا ايضاً ولم يسلموا من السكين الساقطة Falling Knife ..

اذا .. آما آن لنا ان ندرك حقيقة هامة ، وهى ان صعود السوق السعودي عام 2005م الى مستوياته القياسية بالقرب من 21000 نقطة كان حدثا استثنائياً لايبرره اى منطق ، وان الحجم الحقيقى للسوق كان عند مستويات قريبة من 12000 نقطة ، واذا ما اعتبرنا ان ذلك استثناءاً فان الاستثناء لاحكم له .. هبطت اسواق المال الخليجيه والسعودية تحديدا الى مستوياتها الحقيقية قبل الأزمة العالمية ، لتستقر بين 9000 و 12000 نقطة بين متقبل للواقع الجديد وبين حالم بالوصول الى المستويات القياسية ..

التاريخ يقول ان مؤشر النازداك ارتفع من 322 نقطة في اوائل عام 1991م ليصل الى قمته عند 5200 نقطة في منتصف عام 2000م ، اى انه ارتفع بمقدار 15 ضعفاً خلال 8 سنوات وهى العصر الذهبي للولايات المتحدة ، ثم انفجرت فقاعة التكنولوجيا ليهبط من 5200 نقطة الى 1100 نقطة في اواخر عام 2002م اى انه خسر حوالي 80% خلال سنتين .. لكنه صارع بعدها اكثر من 7 سنوات وبالكاد استطاع الوصوال الى نصف المستويات القياسية ليسجل مستوى 2860 نقطة في الربع الاخير من عام 2007م ، وعاد ادراجه من جديد الى مستويات 1500 نقطة في الوقت الحالي ..

عام 2008م هو عام الركود الاقتصادي وعام المشاكل المالية العالمية العابرة للقارات ، تحول اعصار الازمة المالية من الولايات المتحدة ليعصف بكل شيء امامه مخلفا ملايين الضحايا في الولايات المتحدة وأوروبا وافريقيا واسيا ومنطقة الشرق الاوسط والخليج العربي .. وبدأت اثار هذا الاعصار بالوصول بعد تجمد الائتمان العالمى واحجام البنوك عن الاقراض ، وتفاقمت الازمة بعد تاثيرها على المستهلك العالمي وفقدانه قوته الشرائية مما اضعف انفاقه واستهلاكه ، وبدأت بوادر الركود الاقتصادي ، ومعها بدأ انخفاض الطلب على الطاقة ، الأمر الذى دفع باسعار النفط الى التهاوى لتنفجر فقاعته ايضاً .. ليس هذا كل شيء بل ان الازمة اثرت في الطلب على المعادن مما ادى الى تهاوى اسعارها ..

مع كل هذه التطورات العالمية وكل هذه الاهمية للمملكة العربية السعودية في المنظومة العالمية على اعتبار انها اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم ، وتحتضن في سوقها المالي شركة سابك ذات الترتيب 227 بين الشركات العالمية الكبرى ، الا ان البعض لايزال يقف حائرا مشككا بعلاقة الاقتصاد السعودي والشركات السعودية بما يجرى في العالم ، وكأننا دولة تعيش في الفضاء ..!! وكيف لنا الا نتأثر واقتصاد المملكة العربية السعودية يعتمد على الله ثم النفط ، والنفط يقبع عند مستويات 37$ بعد ان وصل الى القمة 147$ قبل 6 اشهر ؟!!

سوق الاسهم السعودية تتكون من نوعين من الشركات ، النوع الأول شركات لها علاقة بما يجرى في العالم ، والنوع الثاني شركات محلية محدودة العلاقة بالعالم .. لكن الشركات المرتبطة بشكل مباشر او غير مباشر بما يجرى في العالم تشكل اكثر من 85% من القيمة السوقية لسوق الاسهم السعودية وبالتالي فانها ستتأثر حتماً وقد تأثرت فعلاً بالازمة العالمية وتبعاتها ، فشركات البتروكيماويات وشركات التصدير تأثرت بانخفاض الطلب العالمي على منتجاتها ، في حين تأثرت المؤسسات المالية والبنوك المحلية بحالة السيولة العالمية واصبحت اكثر تحفظاً من ذي قبل على الاقراض ، أما الشركات الجديدة المدرجة في سوق الاسهم فقد تأثرت بتأثر شركائها العالميين وبحالة الاحباط العالمية التى تسيطر على الاسواق ، كما تأثرت بضعف التمويل المصاحب لاكمال مشاريعها الضخمة ..

وبذلك تكون غالبية شركات السوق السعودي تأثرت بالركود الاقتصادي العالمي والأزمة المالية العالمية ، وهبطت اسعار اسهمها بحدة ، وكان ذلك كافياً ان يسحب الشركات المدرجة التى لاعلاقة لها بما يجرى في العالم كالشركات الزراعية المحلية مثلاً .. وذلك لأن اسواق الاسهم والشركات المدرجة فيها تتحرك بتناسق صعودا وهبوطاً وخصوصا في أوقات الازمات والاحداث الساخنة ..




تابع باقى المقال ..
سهيل الدراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس