النفط يتجاوز 50 دولارا بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة وأزمة الغاز الروسي
لندن، الكويت، دبي، سنغافورة، طوكيو: رويترز
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في شهر متجاوزا50 دولارا للبرميل أمس بسبب استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة والنزاع بين روسيا وأوكرانيا على تسعير إمدادات الغاز الطبيعي.
وساهمت التوترات في الشرق الأوسط وخفض إمدادات أوبك والخلاف بين روسيا وأوكرانيا في ارتفاع أسعار الخام أكثر من 50 % من مستواه عند 32.40 دولاراً في 19 ديسمبر.
وقال روب لوخلين من ام.اف جلوبل "لا تزال المسائل السياسية سواء المتعلقة بالغاز أو غزة تدعم الأسعار."
وارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود فبراير 1.20 دولار إلى 50.01 دولاراً للبرميل بعد أن وصل في وقت سابق إلى 50.10 دولاراً مسجلا أعلى مستوى منذ الثاني من ديسمبر. وزاد سعر مزيج برنت 1.76 دولار إلى 51.38 دولاراً للبرميل.
وفي جانب إمدادات أوبك قالت مصادر أمس إن الكويت ستخفض إمدادات النفط بنسب أكبر لعملائها الرئيسيين في آسيا في وقت لاحق من الشهر الجاري في مؤشر على انضمام الكويت لنظرائها في أوبك في خفض الإنتاج لوقف هبوط الأسعار.
وذكرت مصادر أن شركة البترول الكويتية أبلغت ثلاثة عملاء في آسيا أنها ستخفض شحناتها إليهم للتحميل ابتداء من 22 من يناير بنسبة 5%.
وقالت المصادر أيضا إن الشركة أبلغت زبائنها في آسيا أنها ستستمر في وقف الخيار المتاح للمشترين لشحن 5% زيادة على الكميات المقررة لهم من الخام. وكانت أول مرة تطبق فيها الكويت وقف هذا الخيار في أواخر ديسمبر.
وتعزز هذه الخطوات الأدلة المتنامية على خفض أعضاء رئيسين في أوبك الإمدادات بشكل ملحوظ بعد قرار أوبك في الشهر الماضي تقليص الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا وهو رقم قياسي. وبذلك يصل إجمالي التخفيضات منذ سبتمبر إلى 4.2 ملايين برميل
يوميا أي ما يوازي 5% من إمدادات النفط العالمية.
وفي السياق ذاته قالت مصادر مطلعة إن إيران ستخفض الإمدادات لعميلين آسيويين على الأقل بنسبة 14 % هذا الشهر في أوضح دليل على تطبيق ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك تخفيضات أكبر للإنتاج.
وخفض الإمدادات لاثنين من صغار المشترين هو الأول الذي تطبقه إيران على القاعدة الرئيسة لعملائها في آسيا في ثلاث سنوات ويعزز الأدلة المتنامية على التزام أعضاء أوبك بأكبر خفض للإنتاج في تاريخ المنظمة. إلا أنه لم يتضح بعد إلى أي مدى ستطبق إيران التخفيضات.
وفي السابق أبدى بعض المندوبين في أوبك والمحللون قلقا بشأن التزام إيران بتخفيضات الإنتاج. غير أن ذلك تغير اليوم حين ذكر عميلان يصل حجم مشترياتهما بعقود طويلة الأجل إلى 60 ألف برميل من الخام الإيراني يوميا أن إيران أبلغتهما بتخفيضات كبيرة في الإمدادات. ولم يسبق خفض شحنات العميلين في ديسمبر. ولم يتلق ستة عملاء يشترون ما لا يقل عن 435 ألف برميل يوميا إخطارات حتى الآن لتظل التساؤلات مستمرة حول حجم التخفيضات الإيرانية.
في سياق متصل قالت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" أمس إنها خفضت بأثر رجعي سعر البيع الرسمي لخام مربان في ديسمبر 9.30 دولارات إلى 42.10 دولاراً للبرميل.
وكان سعر البيع الرسمي لخام مربان في نوفمبر 51.40 دولاراً للبرميل. وتحدد سعر مربان بعلاوة سعرية قدرها 1.57 دولار على متوسط أسعار خام دبي في ديسمبر الذي بلغ 40.53 دولاراً للبرميل مقارنة مع علاوة سعرية قدرها 1.56 دولار في نوفمبر. وهذه أول زيادة في العلاوة السعرية على خام دبي في سبعة شهور.
كما خفضت أدنوك سعر البيع الرسمي لخام زاكوم السفلي 9.35 % إلى 41.90 دولاراً للبرميل. وخفض سعر خام أم شيف 9.25 دولارات إلى 41.10 دولاراً للبرميل.
وحددت أدنوك سعر البيع الرسمي لخام زاكوم العلوي بواقع 38.75 دولاراً للبرميل انخفاضا من 47.85 دولاراً.
من جانبها قالت وزارة النفط العراقية أمس إن صادرات العراق من النفط الخام زادت إلى متوسط 1.815 مليون برميل يوميا في ديسمبر ارتفاعا من 1.76 مليون برميل يوميا في نوفمبر.
وتقلبت الصادرات في الشهور القليلة الماضية فيما يرجع إلى حد كبير
لصعوبات فنية والطقس السيئ في مرفأ البصرة الجنوبي الذي يجري منه شحن ثلاثة أرباع الخام العراقي.
وقال عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط إن صادرات ديسمبر تشمل متوسط 1.401 مليون برميل يوميا عبر البصرة بالإضافة إلى 404 آلاف برميل يوميا من حقول نفط كركوك الشمالية عبر ميناء جيهان التركي.
وتشمل أيضا 10 آلاف برميل من الخام صدرت عبر الحدود الأردنية من كركوك بالشاحنات وهي أول مرة يصدر فيها الخام بهذه الطريقة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 .
|