بعد تقديرات بعجز في الموازنة لأول مرة منذ خمس سنوات
التواتي: الواقعية معيار أساسي لتحقيق مستوى مقبول من الإنفاق
الرياض - قبول الهاجري:
أكد الأكاديمي والكاتب الاقتصادي الدكتور علي التواتي أن الواقعية هي المعيار الأساسي لتحقيق المستوى المقبول من الإنفاق المتوائم مع الدخل الحكومي السنوي المتوقع انخفاضه،وقال" لا يجب أن نتوسع أكثر من اللازم،كما يمكن أن تتأجل بعض المشاريع التي لا ترتبط بحياة المواطن،واستطرد يجب أن نضع أولويات عليا،متوسطة،ثم دنيا.
وكانت وزارة المالية السعودية قد أعلنت عن الميزانية العامة للدولة أول أمس الاثنين بتحقيق فائض لعام 2008 بلغ حوالي 590 مليار ريال، في حين توقعت ان تحقق عجزا مقداره 65 مليار ريال خلال عام 2009 وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توقع عجز منذ عام 2004 وذلك بسبب إبقاء الإنفاق المخطط له لعام 2009 عند مستويات عالية.
ولفت التواتي في سياق حديثه ل"الرياض الاقتصادي إلى" أن ارتفاع رقم الإنفاق العام يحمل في طياته العديد من العوامل الإيجابية على اقتصاد ورفاهية الوطن والمواطن....و في حالة الخوف من دخول الاقتصاد في كساد أو تباطؤ يصبح الإنفاق الحكومي وسيلة فعالة لتحريك الاقتصاد وإقناع المستثمرين بأن هذا الاقتصاد موثوق ،والأموال متوفرة،وينمي قناعة في جدوى الاستثمار". فبحسب إعلان الميزانية شهدت جميع القطاعات زيادة عن مستوياتها في العام الماضي،ونحو ثلثها رصدت لمشاريع تنمية الموارد البشرية.
وفي ما يتعلق بمعدل التضخم للعام 2008 والذي وصفه بعام الطفرة،أشار إلى أنه لم يتعد الخانة الواحدة قياساً بجارات السعودية من دول الخليج ،وبالتالي فإن ما نسبته 9.2 في المئة يعد إنجازاً جيداً للمسؤولين عن تنفيذ السياسات المالية والاقتصادية.
وذكر التواتي أن توقعات المراقبين أشارت إلى تقدير الميزانية الحالية عند مستويات 40 دولارا أميركيا للبرميل وبحسب إنتاج شهري يصل إلى 8.3مليون برميل يومياً.وبحسب رأيه يتوقع أن تستقر أسعار النفط عند هذه المستويات لفترة تترواح ما بين 6-7 أشهر خلال العام 2009 بعد أن تظهر نتائج تخفيضات دول الأوبك وتوقع دخول روسيا في المنظمة،معبراً بتفاؤله عن أن تحقق الميزانية في العام القادم فائضاً.
وكانت السعودية قد نبهت عن عجز"مفترض" قيمته 65 مليار ريال سعودي في الميزانية المتوقعة للعام 2009،وهي بذلك "طوقا" من التفاؤل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم. حيث قدرت الحكومة إيرادات الميزانية المتوقعة للعامل المقبل ب 410 مليارات ريال،في حين حددت النفقات العامة المتوقعة بمبلغ 475 مليار ريال. وبحسب إعلان الميزانية" على الرغم من الانخفاض الحاد الذي طرأ على أسعار البترول خلال الفترة الأخيرة من العام المالي الجاري 1428/1429 وتقديرات الإيرادات للعام المالي المقبل،
|