محادثات اندماج بين الشركات العقارية بالخليج لمواجهةالأزمة المالية
اليوم - دبي
قال تقرير شركة المزايا القابضة ان عوامل تقليص حجم السيولة وتزايد صعوبات الوصول إلى الائتمان يرافقه جمود شبه كامل في الأسواق الأولية، تعكس تراجع الثقة لدى المستثمرين في المنطقة وتدفع الشركات ذات الأساسيات الاقتصادية والمالية وتستغل الوضع للتوسع عبر الاستحواذ على شركات أخرى، منها ما هو في وضع مالي متعثر.
وقال التقرير ان انكماش السيولة وضعف الائتمان وتقهقر معنويات المستثمرين أدت الى تبدل في العنوان العريض الذي يحكم الاستثمار من التوسعين الأفقي والعمودي، اعتمادا على الاقتراض الى التوحد والاندماج لتعزيز التنافسية والمحافظة على الحصص السوقية، عدا عن تقليص النفقات والتكاليف.
وبين التقرير أنه في حين أن بعض الشركات تملك الخيار في لجوئها الى الاندماج مع شركات أخرى، لكن شركات أخرى تجد نفسها مجبرة على سلوك طريق الاندماج أو الاستحواذ. وقال التقرير ان الطفرة التي مرت على أسواق الخليج أوجدت بيئة ملائمة لظهور شركات ومؤسسات متشابهة، وربما منسوخة عن بعضها البعض، تتقاسم قطاعات متضخمة، أما بعد تغير الأحوال، فان الخيار أصبح اجباريا وأضحت الاندماجات بين القطاعات المتشابهة هي السبيل الوحيد لمواجهة الأزمة العالمية، وتخطي آثارها السلبية، والتعامل مع التنافسية في الأسواق.
ورغم أن أسعار النفط لا تزال مرتفعة كفاية لتوفير فوائض سخية للموازنات الحكومية لمعظم دول الخليج، فان توقعات بأن تشهد الأسعار مزيداً من التراجع، بثت الذعر بين المستثمرين.
وكانت تقارير اقتصادية قد تحدثت عن تكوين دول الخليج احتياطيات مالية ضخمة في 2008، جراء ارتفاع أسعار النفط الخام، فقد تطرق تقرير لمركز دبي المالي الى دول مجلس التعاون الخليجي بفضل العائدات النفطية الهائلة في السنوات الأخيرة، تمكنت من تحقيق فوائض مالية كبيرة، مما أدى الى خفض ديونها العامة وتكديس احتياطيات من العملات الأجنبية، قدرت بـ151 مليار دولار في 2007.
وواجهت العديد من هذه المشروعات صعوبات هذا العام مع ارتفاع تكاليف مواد البناء مثل الصلب والاسمنت. لكن أسعار هذه المواد انخفضت بشدة في الشهور الماضية بعد أن أضعفت الأزمة المالية العالمية الطلب بدرجة كبيرة.
وفي السياق، قالت محللة اقتصادية كويتية ان شركات الاستثمار الكويتية ستشهد موجةً من عمليات اعادة الهيكلة والاندماجات بعد أن تضررت من الأزمة المالية العالمية. وأبلغت أستاذة التمويل في جامعة الكويت أماني بورسلي قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط ان شركات الاستثمار في بلادها، والبالغ عددها 95 شركة، تمثل نحو نصف الشركات المدرجة، تتجه صوب عمليات اندماج أو بيع، في حين تعصف أزمة الائتمان بسابع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
كما قالت شركة أعيان كابيتال الكويتية الاسلامية لادارة الأصول انها تجري محادثات اندماج مع شركتي استثمار محليتين في اطار سعيها الى مضاعفة قاعدة أصولها لمساعدتها على تحمل تداعيات الأزمة المالية العالمية. وقالت ان الكويت ستشهد موجة من الاندماجات في القطاع المالي من شأنها تقليل عدد المؤسسات الى 50 في غضون عام. حيث ان أعيان كابيتال وهي شركة خاصة تبلغ أصولها نحو 371.1 مليون دولار تجري محادثات مع شركتين للاستثمار بشأن اندماج واحدة منها بالحجم نفسه مدرجة في البورصة الكويتية.
|