المختصون يكشفون أبعاد الأزمة المالية لسيدات الأعمال
حسين الشريف-جدة
نظمت الغرفة التجارية الصناعية بجدة ندوة اقتصادية بعنوان (الأزمة المالية العالمية بين الفرص والتحديات) بقاعة إسماعيل أبوداوود لسيدات الأعمال، وشارك فيها الدكتور مقبل الذكير استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، ومحمد العمران عضو لجنة الاقتصاد، والدكتورعبدالله بن بيه نائب الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأدار الندوة عصام الطيار نائب الرئيس التنفيذي الأول بمجموعة التوفيق المالية.
وقد تحدث الدكتور مقبل الذكير عن أسباب الأزمة المالية العالمية وانها تعود إلى منتصف التسعينات، وأنه سبق الإشارة إلى ذلك، ويعود ذلك بأن العرض من السلع -كان ذلك عقارات أو غيرها- بسبب نزولها إلى مزادات لعدم الالتزام من قبل ملاك العقارات بالسداد لارتفاع الفائدة على الرهن العقاري.
أما الشيخ عبدالله بن بيه فقال بأن المخرج الحقيقي من الأزمة هو النهج المصرفي الإسلامي الذي بات مطلبا في كثير من اقتصاديات العالم، وبلا شك أن اعتماد المؤسسات المالية على الفوائد هو نظام ربوي وبالتالي كما ذكر الله في كتابه بأن الله يمحق الربا وينمي الصدقات، لذا علينا العودة إلى النهج الصحيح في التعاملات المالية وفق الشريعة الإسلامية.
محمد العمران أكد بأن الأزمة المالية لا تزال في بدايتها وإن كثيرا من الشركات العالمية مهددة بالإفلاس، وحول تأثيرها على السوق المحلي أشار إلى أن الاقتصاد السعودي جيد وربما لا يتأثر بالصورة الكبيرة لاعتمادها على التعاملات وفق الشريعة الإسلامية. وأشار العمران الى إنه بالإمكان أن يستثمر بالسوق السعودي عندما تتضح الرؤية للقاع حتي يستطيع المستثمر أن يحقق أرباحا جيدة، وأن على المستثمرين المتواجدين داخل السوق عدم الاستعجال بالخروج.
وأوضح حسن العماري الرئيس التنفيذي لمجموعة التوفيق المالية أن هناك واجبا أساسيا على الشركات المالية في توضيح مثل هذه الأمور الهامة التي تنصب في تثقيف المواطنين ورفع درجة ثقافتهم عن ما أصاب الأمة من كارثة تسببت فيها المصارف والمؤسسات المالية العالمية والشركات الأخرى المكملة لمنظومة الصناعة المالية كما أن هناك دورا هاما يجب أن يكون واضحا لكافة المستثمرين وأن ليس ما يطبق في الغرب هو أصل عمل المصرفية المالية الإستثمارية وأنه يجب عدم الانجراف إلى تطبيق ما يرد لنا من الغرب وكأنه أمر مسلم به أن الأدوات الاستثمارية التي طبقها الغرب هي أدوات يمكن ممارستها لاسيما إذا كانت تخالف في منظومتها تشريعاتنا الإسلامية، وان منطقتنا العربية وبخيراتها الطبيعية واستثماراتها في مأمن مما حصل فعلا في الغرب وعلى كافة المستويات إذا ما كانت مصارفنا تراعي التطبيقات السليمة لفقه المعاملات الإسلامية، أما إذا ما –للأسف- تجاهلنا مصداقية التعامل في تطبيق العمل المصرفي الإسلامي ولم نراعي المقاصد الشرعية في العمل المصرفي الإسلامي فبكل تأكيد ستتعرض مصارفنا إلى ضربات لا يعلم الله بحجمها إذا لم تكن هناك شفافية في العرض من قبل هذه المؤسسات وتدارك الحدث حتى لا تكون المصارف سببا في خلق كوارث للمستثمرين ومن يأتي دور المؤسسات المالية في توضيح وتثقيف المواطنين.
و قدم العماري شكره الكبير لمقام الغرفة التجارية الصناعية وعلى رأسها صالح التركي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة على فتح مثل هذه الفرص الجيدة أمام زيادة الوعي ما بين المواطنين.