خبراء يصفون تراجعات الأسبوع بأنها الأعنف منذ 2004
الأسهم الإماراتية في مرمى نيران الأزمة بعد تسجيل خسائر تاريخية
http://www.alaswaq.net/files/image/l...3897_19589.jpg
دبي - علاء المنشاوي
وصف خبراء ومحللون الخسائر التي منيت بها أسواق الأسهم الإماراتية خلال تعاملات الأسبوع الجاري بأنها تعد الأسوأ في تاريخه، مشيرين إلى أن المتعاملين في الأسهم خلال الأسبوع الجاري لم يجنوا إلا خسائر في أسبوع تعد تراجعاته هي الأعنف.
وأغلق مؤشر سوق دبي المالي نهاية تعاملات جلسة يوم الخميس 13-11-2008، متراجعًا بنسبة 4.9%، بينما تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.5%.
تعليق تسهيلات القروض
وانعكست بشكل كبير على أسعار الأسهم الأنباء السيئة التي ترددت اليوم في دبي، حول قيام شركات تطوير عقارى كبرى بعمليات تسريح واسعة لموظفيها لتقليص النفقات استعدادًا لأوضاع سيئة متوقعة في ظل التراجع الكبير على الطلب العقاري، وتوقع تعرض البنوك المحلية لخسائر جراء استثماراتها في الصناديق العقارية الأمريكية.
وترددت اليوم أنباء عن قيام بنك الإمارات دبي الوطني بتعليق تسهيلات القروض الشخصية لموظفي كبرى شركات العقار والتمويل العقاري وشركاتها التابعة في دبي؛ وذلك بعد قيامه برفع سقف الرواتب للإقراض الشخصي من 3 ألاف إلى 5 آلاف درهم.
وقالت شركة إعمار العقارية إنها تعيد النظر في سياستها الخاصة بالوظائف في ضوء الأزمة المالية العالمية، وقالت في بيان لها صدر اليوم "من الأهمية القصوى الآن أن نلجأ لتعزيز الكفاءة وتعظيم الإنتاجية، وهو ما يشمل إعادة النظر في سياسات التوظيف، وتعظيم الموارد البشرية".
خسائرنا تجاوزت 60%
وقال مدير شركة الدار للأسهم والسندات كفاح محارمة إن الأزمة المالية العالمية عمقت من خسائر أسواق الأسهم الإماراتية رغم عدم وجود أزمة رهن عقارى داخل الدولة، لافتًا إلى أنه كان من الطبيعي أن تتأثر الأسهم بشكل غير مباشر بما يحدث، ولكن ما كان يتوقع أحد من المحللين أن يكون تأثر الأسواق المحلية بأضعاف تأثر الأسواق التي نشأت فيها المشكلة؛ حيث تراجعت المؤشرات بأضعاف تراجع مؤشر داو جونز، الذي فقد منذ بداية الأزمة قرابة 25% فقط، أما أسواقنا المحلية فقد تخطت خسائرها أكثر من 60%، وهذا أمر يستدعي التوقف عنده ودراسة أسبابه ومعالجتها بشكل جزري.
ووصف محارمة ما يحدث بأنه أزمة ثقة بالدرجة الأولى ولا يمكن الحديث عمَّا يجري في أسواقنا المحلية دون الحديث عن أزمة الثقة التي أفقدت المستثمرين حتى الأمل في إمكانية حدوث حركة ارتدادية على المدى القريب، وإلا فبماذا نفسر عمليات البيع العشوائية لأسهم تتداول عند مستويات متدنية للمرة الأولى منذ إدراجها؟
دعم السيولة
وأضاف أن الأزمة تبدو ككرة ثلج تتدحرج وتكبر بين حين وآخر، ولا بد من التصدي لها من خلال اتخاذ بعض القرارات التي تعالج أزمة الثقة التي يعاني منها المستثمرون؛ حيث ما عاد يجدي مع المؤشر هبوط طفيف باثنين أو 3%، بل صار من الطبيعي أن تتجاوز خسائر السوق اليومية الـ6%، وفي بعض الجلسات 10%، ووجدنا أسهم لا ترضى بأقل من الليمت دون، وخلال الأسبوع الجاري شاهدنا 3 أو 4 أسهم كانت تتداول عند الليمت دون.
وطالب محارمة بضرورة دعم السيولة داخل أسواق المال المحلية حتى تعود الثقة بشكل تدريجي للمستثمرين، وأن تقوم البنوك بإقراض عملائها بشكل طبيعي وفق اشتراطات طبيعية تضمن قدرة العميل على السداد، مشيرًا إلى أن قيام البنوك برفع أسعار الفائدة على الودائع لـ5%، دفع المستثمرين للقيام بعمليات تسييل كبيرة رغبة في الاستثمار الآمن، في ظل أوضاع صعبة تمر بها الأسواق.
وقف التداول
وأوضح مدير شركة الدار للأسهم والسندات أن الأزمة الحالية تتطلب أن يتحمل الجميع مسؤولياته، وأن تفصح الشركات عن الأوضاع الداخلية التي تمر بها من خلال أرقام وبيانات صحيحة وعن خططها المستقبلية، والمشاكل التي تواجهها، وكيف تأثرت بالأزمة المالية العالمية لقطع الشك باليقين على ما يتردد من شائعات في الأسواق.
وقال "ما المانع أن تقوم إدارة السوق بوقف التداولات لفترة معينة تلتقط فيها المؤشرات والمستثمرون أنفاسهم، لافتًا إلى أن هذا القرار ليس جريمة بل قامت به بعض الدول التي شهدت أسواقها انهيارات عنيفة، ولكن يجب على الجانب الآخر اتخاذ بعض الإجراءات خاصة فيما يتعلق بالإفصاح والشفافية.
تحركات مسؤولة
وقال العضو المنتدب في شركة شعاع للأوراق المالية محمد علي ياسين إن العامل الرئيس فيما وصلت إليه الأسواق هو فقدان ثقة المستثمرين، فهم يرون أن التخلي عمَّا في أيديهم من أسهم أجدى بكثير من التمسك بأسهم تكبدهم خسائر كبيرة من دون وجود أمل في ارتداد أسعارها على المدى القريب.
وقلل ياسين -في حديثه لقناة العربية- من أهمية الحديث عن وصول مستويات أسعار بعض الأسهم لما دون الدرهم؛ لأنه ليس مقياسًا، والمقياس الأساسي هو ما تحققه هذه الأسهم للمستثمرين من أرباح أو ما تكبده لهم من خسائر، لافتًا إلى أن الأوضاع الحالية تستلزم القيام بتحركات مسؤولة.
وقف التسهيلات الإجبارية
وقال حسام الحسيني -مدير الوساطة بشركة إعمار للخدمات المالية- إن الأسواق تعرضت خلال الفترة الأخيرة لنوعين من التسييلات يجب معالجتها بشكل سريع.
وطالب الحسيني -في حديثه لقناة العربية- بضرورة وقف التسييلات الإجبارية التي تحدث من جانب البنوك لأسهم المقترضين.
وأغلق مؤشر سوق دبي المالي على 2106 نقطة بانخفاض وقدره 109 نقاط عن إغلاقه السابق، وشهد تداولات بقيمة 418 مليون درهم، بتنفيذ 7187 صفقـة، توزعت عـلى 227 مليون سهم، كما شهد اليوم ارتفاع شركة واحدة هي مصرف السلام - السودان بنسبة طفيفة بلغت 0.40%، بينما هبطت أسعار 23 شركة، وثبتت أسعار 3 شركات.
أرابتك تخسر 9.9%
وكانت شركة أرابتك أكثر الشركات انخفاضًا في أسعارها، فأغلقت عند 3.34 دراهم بنسبة تراجع 9.97%، تلاها سهم الشركة الخليجية للاستثمارات العامة بإغلاق 6.35 دراهم، وبنسبة انخفاض بلغت 9.93%، وفي المرتبة الثالثة جاء سهم مصرف عجمان الذي أغلق عند مستوى 1.27 درهم بنسبة تراجع بلغت 9.93%.
وتراجع سهم دار التكافل بنسبة 9.91%، وسهم شركة الاتصالات المتكاملة الذي أغلق على 2.82 درهم بنسبة انخفاض بلغت 9.90%.
وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي، بلغت قيمة مشتريات الأجانب -غير العرب- من الأسهم خلال هذا اليوم نحو 23.11 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 75 مليون درهم.
كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب -غير الخليجيين- خلال اليوم نحو 82 مليون درهم، وقيمة مبيعاتهم نحو 88 مليون درهم.
وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين الخليجيين 31 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 16 مليون درهم خلال الفترة نفسها.
مبيعات بـ17 مليون
وبلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب -غير الإماراتيين- من الأسهم نحو 163 مليون درهم لتشكل ما نسبته 39% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 181 مليون درهم؛ لتشكل ما نسبته 32% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 17 مليون درهم كمحصلة بيع.
وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.5%، وأغلق عند مستوى 2765 نقطة، وكان عدد الشركات الرابحة 8 شركات، فيما كان عدد الشركات الخاسرة 42 شركة، وبلغت قيمة التعاملات 257 مليون درهم.
وقاد تراجعات اليوم بسوق أبوظبي للأوراق المالية شركة دار التمويل بنسبة 9.94%، وتراجعت 3 شركات بنسبة 9.8%، هي المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق وشركة طيران أبوظبي.
وقاد الشركات الرابحة خلال جلسة اليوم سهم شركة أبوظبي لمواد البناء بنسبة 9.1%، تلاها سهم سراميك رأس الخيمة بنسبة 7.8%، وفي المرتبة الثالثة جاء سهم آبار بنسبة تراجع بلغت 5.3%.