الاستثمارات السعودية في الخارج متحفظة ومتدنية المخاطر
المؤشر العام يفقد نحو 1850 نقطة خلال شهر وحالة التشاؤم تتزايد قبيل إجازة الفطر
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...27/e40-big.jpg
تحليل : علي الدويحي
يستأنف المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية اليوم السبت اعماله بعد قضاء اجازته الأسبوعية، وفي نفس الوقت يستعد للدخول في اجازة عيد الفطر المبارك التي من المقرر ان تبدأ بنهاية تداول غد الأحد 28/09/1429هـ (حسب تقويم أم القرى) الموافق (28/09/2008م)، على أن يستأنف التداول بعد الإجازة يوم الاثنين 06/10/1429هـ (حسب تقويم أم القرى) الموافق (06/10/2008م). ويأتي ذلك بعد ان امضى السوق ما يقارب اربعة اسابيع في حالة تراجع شبه متواصل الى ان سجل خسائر متراكمة بنحو 1850 نقطة او ما يعادل 21% خلال شهر واحد فقط، كما سجل انخفاضا بنسبة تصل الى 35.4% تقريبا منذ بداية العام. وكذلك قيمة التداول السوقي فقد انخفضت في الاسبوع المنصرم حيث بلغت 15.9 بليون ريال مقابل 22.6 بليون ريال في الاسبوع الماضي.
من الناحية الفنية يقع السوق حاليا في منطقة محايدة ما بين قاع فبراير الاسود والمحدد عند مستوى 6767 نقطة وبين بداية الإيجابية المحددة عند مستوى 8120 نقطة، مما يعني ان كل الاحتمالات واردة من حيث الناحية الفنية، مع ملاحظة ان السوق يخضع ومنذ فترة طويلة للتحليل المالي الذي يدعو الى دراسة الاسواق المالية من جميع الجوانب ومثال ذلك ما يحدث حاليا في السوق المحلي من تباين في انخفاض احجام الأسهم المتداولة وحجم السيولة وعدد الصفقات وعزوف المساهمين عن الاستثمار وغيرها من المؤشرات التي يمكن اخضاعها لادوات التحليل الفني ومن ثم الوصول الى معرفة الاوضاع المالية والإستراتيجية للسوق بطريقة اسرع واقل تكلفة ومن خلال جزئية التحليل الفني الذي يخطئ من يعتقد انه فقد اهميته فغالبا ما يكون الإتيان بنتيجة خاطئة فنية بسب قراءة المحلل وليس عيبا في التحليل الفني، وبالعودة الى الحالة الفنية فقد اغلق السوق الاسبوع الماضي اقرب الى السلبية على مدى اليومين المتبقيين من تعاملات شهر رمضان المبارك ويمكن معرفة الاوضاع من خلال تدفق السيولة مع بداية الجلسة ومدى نجاح السيولة الشرائية في التغلب على السيولة البيعية، وكذلك مراقبة الأسهم القيادية ولعل سهم سابك في مقدمتها حيث يمتلك خط مقاومة عند مستوى 104 ريالات وسعر دعم عند 98 ريالا.
حقيقة تظل الحالة النفسية من ابرز العوامل المؤثرة في تحرك الاسواق المالية، والسوق المحلي جاء في مقدمة الاسواق التي تم ربطها (نفسيا) مع الاسواق التي تواجه حاليا أزمة مالية وذلك رغم تأكيد المسؤولين بان الاستثمارات السعودية في الخارج متحفظة ومتدنية المخاطر وان البنوك المحلية لا تعاني من شح في السيولة، فلذلك من المتوقع ان تميل السوق المحلية مع الاستجابة للمؤثرات الخارجية، مع بقاء الفرص الاستثمارية متوفرة تجاوبا مع المحفزات ومن ابرزها نتائج الشركات الفصلية ومن اهمها نتائج الربع الثالث والتي ينتظر البدء في اظهار نتائجه بعد اجازة عيد الفطر المبارك، فمن الامثل في الفترة القادمة ان يستفيد المتعاملون مع الاسواق المالية من الازمة الحالية فمن المتوقع ان يتم دعم تلك الاسواق بأخبار إيجابية، من المتوقع ايضا ان تتجاوب معها الاسواق المرتبطة نفسيا، مع اخذ الحذر ربما سيكون أي تفاعل مجرد مهدئات قبل مواصلة الهبوط القسري وكسر خطوط الدعم التاريخية، واستغلال الاوضاع السلبية، حيث يمر السوق حاليا بحالة تشاؤم حاد، زاد الامر تعقيدا غياب الاخبار الايجابية التي من شأنها تخفيف حدة الهبوط.