بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا يليق بجلاله ووجهه الكريم
( المصائب لا تأتي فرادى )
هكذا هو الحال والحمد لله على كل حال يبدو أن السوق السعودي لا يكاد أن يخرج من أزمة إلا ويقع بأخرى جديدة لم تكن بالخاطر أو الحسبان بدءا من التضخم الذي كان حاصلا بالسوق مرورا بالأوضاع السياسية بالمنطقة ثم تعميق السوق باكتتابات ضخمه وأخيرا وليس آخرا نكبات الاقتصاد الأمريكي .
رؤوس الأموال كعادتها جبانة تتأثر بأضعف وأقل الأخبار وعلى من يتعامل مع أسواق المال أن يؤمن بهذا الأمر ويحسب حسابه .
( صدور الأخبار هو آخر السقوط )
ذكرنا مسبقا عندما كسرنا متوسط ال 200 يوم أن الأمر ليس بالسهل فالهدف أبعد من مجرد نزوله بنقاط بسيطة فالإحجام عن الشراء حينها كان يعتمد على أخبار مسربه لم تعلن آنذاك أخبار كفيلة بإنزال السوق لأسعار أبعد بكثير وإن كانت بيوع بخسارة إلا أنها نقطة وقف خسارة سيتم تعويضها بالشراء بأسعار أقل ب 30% فما أكثر .
وعند اقتراب المؤشر من 7800 حذرنا من كسر هذا المسار الصاعد وأن كسره أيضا سلبي بما لا يقل أهمية عن ما سبقه ويبدو أن تسرب خبر الافلاسات كان قد وصل حينها لهوامير السوق وبدأ القصف للشركات بشكل غير طبيعي وتم تسجيل أسعار لم تكن بالخاطر لأكثر المتشائمين .
صدر الخبر وعادة عند صدور الأخبار يكون الهوامير قد أعدوا العدة للشراء لا للبيع لأنهم قد باعوا مسبقا بأسعار عليا فالخبر ليس بالجديد عليهم وصدوره هو لحظة البيع للصغار لا الكبار وهو ما حصل خلال اليومين الماضيين
( ماذا بعد )
السوق مغري جدا من حيث المكررات من حيث الأسعار ولكن ماذا عن الأخبار القادمة من أمريكا هل سنكتفي بما صدر حتى الآن أم هناك المزيد ؟ هذا ما يجب أن نحسب حسابه فأي ضرب قادم بالسوق ينبئ أن هناك مزيدا من الأخبار السيئة بالطريق ويجب أن نكون أكثر حذرا ما لم نرى سيولة حقيقية تدخل السوق فعدم وجود سيولة هو أكبر إشارة إلى أن هناك مزيدا من الأخبار السيئة بالطريق فعدم دخول السيولة ليس إلا من واقع أخبار مسربه قد وصلت ستحجم تلك السيولة من الدخول .
إذا فالمطلوب مراقبة السيولة لأنها هي الإشارة الأكبر إن كان هناك مزيدا من الأخبار السلبية
ما هو الرابط الحقيقي بين السوق الأمريكي والسعودي ؟
لا يخفى على الجميع أن الرابط بين السوق السعودي والأمريكي هو رابط كبير جدا سواء كان هذا الرابط على المستوى الحكومي أو حتى الفردي حتى وإن كانت السياسة الجديدة للمملكة العربية السعودية ترمي إلى أن تكون احتياطياتها متعددة العملات ولكن هذا الأمر يحتاج إلى مدة طويلة جدا لا يمكن إنجازها بعام أو عامين وما سيصاحبها من غربلة سيطول كثير من المنشآت الاقتصادية الداخلية فالجميع يعلم أن أغلب رؤوس الأموال السعودية لم تكن ذات تواجد هنا وعودتها خلال الفترة الماضية لم تكن عودة كاملة فمراكزها لازالت بالخارج وتحديدا بأمريكا وأي اهتزاز بالاقتصاد الأمريكي سيكون حاضرا هنا سواء كان فرديا أو حكوميا حتى وإن تم نفي مثل هذه الأمور
وأعجب كثيرا من بعض التصريحات التي لا تربط بين الأخبار القادمة من السوق الأمريكي على السوق السعودي هل تم تغييب استثمارات الصناديق السعودية العالمية وكأنها لن تتأثر بما حصل بدءا من أزمة الرهن العقاري وانتهاء بإعلانات الإفلاس حتى وإن تجاهلنا إمكانية وجود ودائع من مؤسسة النقد في تلك البنوك الأمريكية فالتأثير السلبي حاصل لا محالة على الأقل على البنوك واستثماراتها من خلال تلك الصناديق الأمريكية خصوصا بالسوق الأمريكي مما سيؤثر على نتائجها المستقبلية .
خلاصة الأمر :
الأخبار السلبية تم إعلانها وانتهينا من تأثيراتها
السوق يقع بمكررات مغريه جدا وأسعار لم تكن بالحسبان
ما يجب أن نتطلع له الآن هل هناك مزيدا من الأخبار وكيف لنا أن نعرف ؟
المقياس الأكبر هو السيولة إن استمرت السيولة بذات الضعف السابق فهو مؤشر على أن هناك مزيدا من الأخبار السلبية ومع ازدياد السيولة يوما بعد يوم هو مؤشر إيجابي بإذن الله وإشارة دخول صريحة .
السيولة خلال اليومين الماضيين :
تحسنت السيولة نسبيا خلال اليومين الماضيين وهو مؤشر إيجابي ولكن ل ايمكن أن نأخذ بأن هذا التحسن هو تحسن حقيقي فقد يكون لتداول شركة كيمانول تأثيرا بهذا وما يحصل بالسهم من عمليات مضاربية كبيرة إضافة لبعض التدخلات الغير مباشرة وبعض التصاريح الغير منطقية.
وكل ما أنصح به الآن عدم انتظار الأخبار السلبية فإعلاناتها تأتي متأخرة لتسربها المسبق وأكثر المتضررين منها صغار المتداولين.... أكرر يجب أن لا نغفل عن السيولة إن استمرت بالتدفق إلى السوق فهو مؤشر للدخول بإذن الله وكلما تناقصت فالسوق يتطلب الحذر والحذر فالسوق لا يمكن أن ترفعه المكررات أو حتى أسعار مغريه ولن يرفعه سوى السيولة التي لازالت غائبة فأن أدخل سوق متضخم تتدفق له السيولة أفضل من الدخول بسوق مغري يفتقد السيولة .
حفظكم الله من كل مكروه