عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2008, 05:12 AM   #81
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

إيكنوميات
خربشات لوحات سياراتنا!!



علي القحيص@
لوحات تسجيل السيارات هي عبارة عن لوحات معدنية أو بلاستيكية تثبت في مقدمة ومؤخرة الآلية أو المركبة بغرض التعريف بالمركبة وتحديد هويتها، وذلك عن طريق رمز مكون من أرقام أحياناً أو من جزءين أحدهما رقمي والآخر حرفي حيث يشترط أن تنفرد كل لوحة تسجيل برمز خاص بها وحدها يميزها عن غيرها، يتم الاحتفاظ به في قواعد بيانات لدى السلطات المختصة.
وقد تعمد بعض البلدان إلى اعتماد طريقة واحدة لترميز مركباتها في جميع مناطقها، في حين تلجأ بلدان أخرى إلى تخصيص ترميز معين لكل منطقة أو محافظة أو ولاية بحسب نظام كل بلد.

ظهرت لوحات تسجيل السيارات مع ظهور أول السيارات بين عامي 1890- 1910م، وقد كانت هولندا سباقة في هذا المجال إذ يعود إصدار أول لوحة تسجيل للسيارات إلى هذا البلد في عام 1898م وكانت هذه اللوحة تحمل الرقم (1) فقط، ثم تبعتها باقي الدول كالولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما وهكذا مع بداية القرن العشرين أصبحت هذه اللوحات أمراً إلزامياً على كل مالك سيارة.

واتبعت كل دولة نظاماً خاصاً بها انفردت به عن غيرها لتمييز السيارات المسجلة لديها، وفي المملكة العربية السعودية، التي دخلت إليها لوحات السيارات مع تأسيس الدولة ودخول أولى السيارات إلى شوارعها، فقد شهدت لوحات التسجيل تعديلات وتبديلات عديدة من الرمز الرقمي إلى الرمز المكون من جزءين أحدهما رقمي والآخر حرفي وصولاً إلى شكلها الحالي الجديد الذي قسمت فيه اللوحة إلى أربعة أجزاء، واستخدمت فيها اللغتان العربية والإنكليزية فيما يتعلق بالقسم الحرفي، كما استخدمت الأرقام الهندية والعربية فيما يتعلق بالقسم العددي من رمز تسجيل السيارة.

ورغم الحسنات والإيجابيات التي يتصف بها التصميم الجديد للوحات تسجيل السيارات من الناحية التقنية وذلك باستخدام شرائح الكترونية ممغنطة حساسة يتمكن من خلالها شرطي المرور وبواسطة جهاز خاص في سيارته أن يتعرف على السيارة ومالكها وجميع التفاصيل المتعلقة بهما كنوع السيارة وبلد الصنع وسنة الصنع واسم المالك ورقم الرخصة بالإضافة إلى تاريخها المروري المحفوظ لدى إدارة المرور.. إلا أن اللوحات الجديدة واجهت انتقادات كثيرة، بسبب مظهرها غير المتناسق وذلك ما لاحظناه خلال موسم الصيف وتجوال عدد كبير من السيارات السعودية في الدول المجاورة ومنها الإمارات العربية المتحدة، فنتيجة لاستخدام لغتين في اللوحة أثر ذلك على حجم الحروف والأرقام التي أضحت صغيرة جداً وغير مقروءة إلا من مسافة قريبة، إضافة إلى أنها بدت وكأنها حشرت حشراً لتناسب مقاس اللوحة، ناهيك عن تقسيم اللوحة لأربعة أجزاء شبه متساوية وهذا غير مألوف وغير متبع في أي من دول العالم.

وهنا نتساءل عن سبب استخدام أكثر من نمط في كتابة الأرقام على لوحة تسجيل السيارة، فلمَ لا نكتفي بالأرقام العربية (التي يعتقدها البعض أجنبية) بما أنها مألوفة ومقروءة من قبل الجميع ونتخلص من الأرقام الهندية (التي يعتقدها البعض عربية)، كما نتساءل عن سبب استخدام أكثر من لغة في كتابة رمز لوحة تسجيل السيارة، حيث لم نر بلداً في العالم يستخدم حروفاً غير حروف لغته الرسمية في ترميز السيارات اللهم إلا البلدان التي نعت لغاتها الأصلية واستبدلتها بلغات غربية أجنبية، ثم إن رجال المرور في بلدنا - ولله الحمد - كلهم من السعوديين ولن يستعصي عليهم قراءة الأحرف العربية، والمملكة لا تعاني من خلل في تركيبتها السكانية حيث نسبة المواطنين تفوق نسبة الأجانب، فما المبرر من استخدامنا أحرفاً لاتينية على سياراتنا ثم عقد المؤتمرات والندوات للحديث عن الحفاظ على لغتنا العربية المهددة!!

ناهيك عن الالتباسات التي قد تحدث عند ترجمة الأحرف العربية إلى اللاتينية، حيث لا يكون للحرف الأجنبي علاقة بمثيله العربي، وأحياناً تعطي هذه الترجمة معاني مقززة وغير مناسبة، إذ أن معظم الكلمات "النابية" المستخدمة في اللغة الانكليزية لها اختصارات تتكون من ثلاثة أحرف وتستخدم في اللغة الدارجة، وهذه الاختصارات لا مجال لحصرها وبالتالي تحاشيها لكثرتها!

ما المانع أن تكتب اللوحات بأسماء المناطق مثل (السعودية - الرياض، السعودية - جدة، السعودية - الدمام، السعودية - حائل .. إلخ) ويكتفى بالرقم كبيراً واضحاً باستخدام الأرقام الانكليزية (التي هي أصلاً عربية)، وهي مقروءة ومفهومة للجميع فمن منا لا يعرف قراءة الساعة الرقمية أو قراءة عداد "طبلون" السيارة أمامه، بدلا من اللوحات التي أضحت خربشات لا تؤدي الغرض المطلوب منها لا مرورياً ولا أمنياً!!
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً