جدل استثماري
أدت التذبذبات العالية ما بين الارتفاعات القوية والهبوط الحاد وتحكم كبار المحافظ في سوق الاسهم السعودية الى فقدان الثقة بالاسهم نتيجة الارتفاعات والانخفاضات غير المفهومة دوافعها . وما شجع على تنامي هذه الظاهرة التي تحولت الى مشكلة يصعب حلها ضعف تفعيل التنظيمات الخاصة بآلية السوق . وبالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة لتفعيل الانظمة والاجراءات الا ان تلك الجهود لا تزال ضعيفة جدا في مواجهة قوة السيطرة المالية التي تتمتع بها المحافظ الكبرى التي تسيطر على الاسهم الكبرى والقيادية . هذه الاوضاع ارغمت الكثير من اصحاب المحافظ الصغيرة على تسييل اسهمهم بخسائر فادحة والتوجه نحو قنوات اخرى ربما تكون اكثر فهما واكثر استقرارا ومنها على سبيل المثال المجال العقاري . وبالرغم من استقرار سوق العقار نوعا ما مقارنة بما يحدث بسوق الاسهم الا ان سوق الاسهم يتميز عن السوق العقاري بعدة مزايا منها توافر فرص استثمارية ممتازة تحتاج فقط الى اعادة صياغة في رسم الاستراتيجية الاستثمارية وكيفية شراء الاسهم بصورة مقننة وتستهدف الادخار طويل المدى مثلما يحدث عند شراء العقار الذي عادة ما يحتفظ به كادخار بعيد نسبيا عن المفهوم السائد بالاسهم التي يفترض انها تكون قناة ادخارية واستثمارية خاصة وانها تتمتع بعوائد ومحفزات وتوزيعات نقدية تصل في بعض الاحيان الى مستويات 20% سنويا او اكثر . هذا الوضع اذا ما نظر اليه من زاوية استثمارية وادخارية بحتة ومعتمدة على الادوات العلمية في قياس المزايا والمخاطر فانه بلا شك قد يحول الخسائر نتيجة انخفاض الاسعار بالاسهم الى ارباح على المدى البعيد وربما تكون القرش الابيض حتى لو للورثة .
المسألة تحتاج فقط الى هدوء اعصاب زائدا نظرة متعمقة وواقعية والتمرين على الصبر وعدم المتابعة اليومية وحتى الاسبوعية للاسعار . اذ يجب ان يتم وضع هدف سعري منطقي يعتمد على الاساس السنوي .
عبدالله كاتب
|