بموضوعية
نفط مرتفع وصناعات ستندثر
راشد محمد الفوزان
يقول النائب البريطاني ماك فول " نريد معرفة لب المشكلة خصوصا في ضوء معلومات عن بلوغ حجم العقود الآجلة للنفط مستويات 260بليون دولار أو أكثر "، وقد بلغت العقود الآجلة في بورصة لندن مستوى راوح 200و 275دولاراً، وتوقع المدير العام لعملاق الغاز الروسي " غازبروم " ألكسي ميلر أن يتجاوز سعر النفط 250قريبا، وأضاف أن الغاز التي تبيعة " غازبروم " في أوروبا الغربية سيصل 500دولار لكل ألف متر مكعب بحلول نهاية 2008في مقابل 370دولاراً في مارس الماضي. كذلك تم ارتفاع فقدان الوظائف في الولايات المتحدة للشهر المنتهي بما يقارب 62ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي تم فقدانها ووصل العدد الآن للذين فقدوا أعمالهم ما يقارب نصف مليون أمريكي وأصبح معدل البطالة في الولايات المتحدة 5.5بالمائة . هذه الصورة المختصرة لما يحدث الآن بالعالم أسعار نفط كالقطار السريع لا يتوقع، وكرصاصة انطلقت لن تتوقف إلا عند الهدف، لن يكون حديثي عن أسباب الارتفاع السعري للنفط والغاز، لا الحلول، لكن سنتحدث عن من المستفيد والمتضرر، المتضرر هي كل صناعة تتداخل في استخدام الطاقة، ولكن هناك صناعة لها بديل وهي الأكثر تضررا، وصناعة لا بديل لها وستظل صامدة ومستمرة، ولكن الأكثر تضررا الآن هي صناعة السيارات وخاصة الأمريكية وجنرال موتورز أولها فقد وصل السعر لأقل من 10دولارات لأول مره منذ 55سنة، وشركة فورد للسيارات 4.39دولارات وكانت في مايو الماضي تلامس 8.50دولارات أي خسارة تقارب 50بالمائة، وأيضا استمرار تراجع المبيعات لدرجة أن لجأت جنرال موتورز للبيع المؤجل لمدة ست سنوات بدون فوائد ؟!! فأصبحت صناعة السيارات في العالم التي تعتمد على استهلاك النفط المرتفع وهي طبيعة الشركات الأمريكية خطرا كبيرا يعني القضاء على هذه الشركات إن لم تغير في استراتيجياتها. صناعة الطيران متضررة أيضا ولكن لا بديل غيرها، ومدخل النفط متساوٍ لمعظم خطوط الطيران وبالتالي حتى الارتفاع لن يكون مضرا لهذه الصناعة بنفس الصورة التي تتم بالسيارت قد تتراجع نسبيا ولكن ستظل مستمرة، صناعات البتروكيماويات ستكون متضررة بارتفاع الغاز الذي قارب ارتفاع 80بالمائة خلال ستة أشهر، سيعني صعوبات للصناعات البتروكيماويات ولكن سيظل هناك طلب ولكن سيكون هنا تراجع في النمو، فرغم عدم وجود البديل لأن المدخل للغاز واحد، ولكن سيكون الأثر بسبب الركود الاقتصادي وارتفاع للأسعار بنفس الوقت، وهذا ما سيظهر نتائجة المالية حتى نهاية العام، القطاع الزراعي سيكون متضرراً من خلال البترول المستخدم والأسمدة، وهذا ما أنعكس على الانتاج للغذاء فأصبحت تكلفة مرتفعة مع عوامل أخرى من ضعف دولار وشح المياة وغيرها. هذه أمثلة مختصرة، فيجب على الدول والمستثمرين قراءة المتغيرات الحالية وما سيحدث مستقبلا من تراجع صناعات او قد تندثر وتختفي كليا، وبروز البدائل من الطاقة الخضراء وغيرها، والاتجاه نحو التصغير والتحجيم لتقليل الاستهلاك، متغيرات كثيرة وصور ستتغير مع الاتجاه العالمي لنفط سيصبح كالذهب فعلا، مقياس الندرة أصبح هو الحكم لا غيره.
|