مدبرة المنزل وكاشفة أسراره
خادمات المنازل في الخليج.. عنوان معلن لوظائف سرية
دبي - مكتب - "الرياض" تحقيق، عطاف الشمري
اقترب العاملون المنزليون في السعودية من الحصول على تأمين طبي يضمن لهم الحصول على الرعاية الطبية أثناء خدمتهم لأصحاب المنازل التي يعملون بها بعد موافقة مجلس الضمان الصحي السعودي على التأمين عليهم.
وكان مجلس الضمان الصحي قد أعلن على لسان وزير الصحة السعودي حمد المانع، أنه إعتمد ثلاث وثائق للتأمين منها وثيقة تأمين موحدة لأفراد الأسرة ووثيقة لكبار السن ووثيقة للعمالة المنزلية الفردية تختلف كل منها في بعض المزايا الصحية ورسوم الاشتراك.
وستضمن وثيقة الضمان الصحي للعامل المنزلي جميع مصاريف الكشف الطبي والتشخيص والعلاج والأدوية، وفقاً لجدول الوثيقة وجميع مصاريف التنويم بالمستشفى بما في ذلك العمليات الجراحية وجراحة أو معالجة اليوم الواحد والولادة.
كما ستضمن الوثيقة للعامل المنزلي معالجة أمراض الأسنان واللّثة كذلك الإجراءات الوقائية التي تحددها وزارة الصحة مثل التطعيمات، ورعاية الأمومة، والطفولة ومصاريف إعادة جثمان الشخص المؤمن عليه إلى موطنه الأصلي في حالة وفاته.
هذا الخبر يرى فيه الكثيرون ممن يثيرون مشكلة الخدم في الخليج مؤشرا ايجابيا، ومدخلا انسانيا للتعامل مع القضايا والمشكلات التي تثيرها قضية العمالة الاجنبية في الخليج بصفة عامة وفئة الخدم خاصة، الا ان مثل هذا التطور يجب الا ينسينا ان للخدم في الخليج تداعيات سلبية ايضا رغم ما يرى فيه البعض من فوائد وللاطلاع على هذه المسألة لابد لنا من العودة الى الاسباب التي ادت الى تزايد الخدم سواء من النساء او الرجال في منطقة الخليج فكما هو معروف بعد التطور الكبير الذي شهدته منطقة الخليج العربي ، اثر اكتشاف الثروة النفطية، وتداعيات ذلك على كل مناحي الحياة، شكل الثراء السمة الابرز لاهل المنطقة، كما اتجهت الحياة كثيرا باتجاه النمط الاستهلاكي، في حين برزت عادات جديدة، لم تكن معروفة من قبل، ومن هذه العادات، هو وجود الخادمات في البيوت الخليجية، اذ تكاد لا تخلو الاسرة الخليجية اليوم من الخادمة ، وتعريف الخادمة بسيط وهي عبارة عن امرأة غالبا ما تكون أجنبية، تقوم بمساعدة الاسرة في الاعمال المنزلية المختلفة، بدءا من تنظيف المنزل الى طهي الطعام، وصولا الى تربية الاولاد في معظم الاحيان.
ومع ان عمل الخادمة ليس جديدا على المنطقة، اذ ان هذه الطريقة من الاستخدام كانت شائعة منذ القديم، ليس في الخليج فقط وإنما في العالم، الا ان ما يميزها في الخليج انها اصبحت سمة عامة، حيث يكاد لا يخلواي بيت من وجود الخادمة.
واضافة الى العمل الذي تقوم به والذي يعتقد البعض انه مهم، الا ان هناك من الناس من يبالغون في هذا الجانب، ويستخدمون النساء الخادمات، انطلاقا ايضا من رغبة في التفاخر، والتظاهر بالثراء، انطلاقا من نظرة اجتماعية محدودة الافق، لا سيما وان هناك الكثير من الاسر التي تستخدم احيانا اكثر من خادمة في المنزل . وليس ثمة شك في ان وجود الخادمة اليوم في المجتمع الخليجي بات علامة من علامات الترف الاقتصادي والتباهي والمظهرالاجتماعي وبات على الاسرة الخليجية ان تسرف في اقتناء الخادمة وان كانت في غنى عنها .وتتباهى الاسر في نوع الخادمات المقتناة ، فسعر التايلندية وقيمتها يختلف عن الهندية ، وهذه بدورها لها صفات تختلف عن الاندونيسية ومع ان دورها المعلن هو المساعدة في اعمال المنزل، ومساعدة ربة الاسرة في الاعباء المنزلية، الا انه ومع الاسف، فقد تعدى عمل الخادمة في الكثير من الاسر هذا الدور الى دور جنسي احيانا، وهو دور خطير لانه يدور خلف الكواليس، والابواب المغلقة، ويصعب اكتشافها في كثير من الحالات، لانها تتم في سرية مطبقة.
فضائح بالجملة
وكثيرة هي الحالات التي تطفو على السطح بين الفينة والاخرى لتكشف عن قصص العلاقات الجنسية بين الخادمة ومخدومها والخادمة وخادمتها .او حتى بين الخادمة واحد الاطفال في الاسرة، وأحيانا يصل الامر الى ابعد من ذلك ليصل الى ممارسة حتى الشذوذ الجنسي في بعض الحالات، والتي قد تصل احيانا الى درجة القتل.
مدخل للجريمة
ومع ان هناك الكثير من الفوائد التي تحملها الخادمة، وخاصة عبر حمل جزء من المسؤوليات المنزلية عن كاهل ربة المنزل، الا انها تشكل في الوقت ذاته مخاطر من نوع آخر على حياة الاسرة الخليجية، باعتبارها شخصا غريبا، يدخل ليقيم بالبيت، ويقترب من أدق تفاصيل الحياة في هذا البيت، ولذلك كثيرا ما نرى ان العديد من الاسر تفضل استخدام خادمة من جنسية اجنبية، رغبة منها على عدم كشف اسرارها كاملة امام هذا الساكن الجديد، مع ان هناك من يستخدم النساء الاجنبيات للتستر على امور قد تحصل، داخل او خارج البيت.
وموضوع الخادمات في الخليج موضوع شائك في الحقيقة، خاصة وانه يكاد لا يمر يوم الا ونسمع فيه عن قصص وحوادث، يكون للخادمات دور فيها، وفي كثير من الحالات تصل هذه القصص الى مستوى الجريمة، كان نسمع مثلا ان خادمة انتقمت من الاسرة التي تعمل عندها بطريقتها حيت قامت باعداد وجبة طعام فاسدة للعائلة، كما كشفت كاميرا .وكشفت كاميرا فيديو ان خادمة تنام لساعات تاركة الطفل يلهو ويصرخ لوحده في البيت. او انها تقوم بتعذيب الطفل، انتقاما من ربة الاسرة او رب الاسرة احيانا.
وحسب الكثير من الدراسات النفسية فان الخبراء يرون ان الاسرة الخليجية بسلوكها الفوقي أحيانا تجاه الخادمات الفقيرات يحفز الخادمة على الانتقام ويذكي في عقلها الباطن الحسد والغيرة ، ويجعلها تعتقد ان الحياة غير عادلة، فتنشأ في داخلها رغبة الانتقام من الاسرة كلما سنحت لها الفرصة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ففي إحدى المرات القت الاجهزة الامنية الكويتية القبض على سائق وافد يمارس الجنس مع ابنة كفيله فى مكان نائي بعيدا عن الانظار.
جيش من الخادمات
وللوقوف اكثر على تفاصيل المشكلات التي تعاني منها الخادمات في الخليج او المشكلات التي يسببنها، لابد لنا اولا من ان نعود للوراء قليلا، كي نتعرف على اسباب انتشار الخدمات بهذا الكم الكبير لدى الاسر الخليجية، فقد اشارت العديد من الدراسات الخليجية الى ان اكثر من مليوني خادمة يعملن في منطقة الخليج.وهو عدد كبير قياسا الى عدد السكان الذي يقارب ال 33مليونا، ومعظم الخادمات يأتين من بلدان فقيرة او تعاني من ازدياد عدد السكان وتدني مستوى الحياة، كالهند وسري لانكا وبنغلاديش والفلبين واندونيسيا وباكستان وفي أغلب الأحيان من الريف وأكثر من نصفها من الأميات أو شبه الأميات . وطبقا للدراسة يبلغ متوسط عمر الخادمة نحو 30سنة لكن هناك خادمات تبلغ اعمارهن عشرين سنة واقل من ذلك ونحو ثلثي الخادمات اما متزوجات أو كن متزوجات.
أما على الصعيد الديني فتأتي المسيحيات في المقدمة تليهن المسلمات ثم البوذيات والهندوسيات وتقل نسبة العربيات بين الخادمات عن 1في المائة ويعزو البعض ازدياد عدد الخادمات في الخليج لاسباب عدة، ومن اهمها دخول المرأة الخليجية ميدان العمل، وازدياد الرفاه الاجتماعي في ظل تحسن الاوضاع المادية، ونسبة الثراء الكبيرة في منطقة الخليج، ولاسيما في اعقاب الطفرة التي شهدتها اسعار البترول في اوائل السبعينيات من القرن الماضي.
والحقيقة التي لابد من التوقف عندها ومتابعتها باهتمام، هي انه وعلى الرغم من الاعباء الكبيرة التي قد تحملها الخادمةعن ربة المنزل، الا ان المشكلات التي تحملها الى المنزل، ربما تكون اكثر بكثير من الخدمات التي توفرها، وذلك لاسباب عديدة، وهي:
أولاً: ان الخادمات اللواتي يعملن في البيوت الخليجية معظمهن من خارج الوطن العربي، أي انهن يحملن عادات وتقاليد مغايرة لعادات المنطقة، ناهيك عن الاختلاف الديني، باعتبار ان معظمهن غير مسلمات.
ثانياً: ان اختلاف الثقافة والموروثات الاجتماعية بين الخادة والاسرة التي تعمل عندها، يولد الكثير من المشكلات ولا سيما بالنسبة للاطفال، الذين يأخذون الكثير من الطباع والعادات من خلال الخادمة، بسبب تواجدها معهم اكثر احيانا من الأم او الأب.
ثالثاً: تقوم بعض الخادمات في كثير من الاحيان ببمارسات مشينة كاقامة علاقات جنسية مع البعض خارج منزل الاسرة التي تعمل عندها، وأحيانا قد تدخل في علاقات مع مراهقين او ربما رب الاسرة ذاته، مما يولد المشكلات الاجتماعية الخطيرة، واحيانا تقوم الخادمة باتهام مخدومها بالاعتداء عليها لتبرئة نفسها من حمل سفاحا او ما شابه، وهنا ايضا ندفع الاسرة الثمن غاليا، وتفقد الكثير من استقرارها، بسبب ربما مكيدة من الخادمة او رغبة منها بالانتقام، بسبب تعرضها لموقف او سلوك شائن من احد افراد الاسرة.
رابعاً: لعل من اخطر ما يمكن ان ينتج عن وجود الخادمة في البيت ايضا، هو قيام علاقات شاذة احيانا بين الخادمة وربة المنزل، او بيتها وبين احد الاطفال، وهناك الكثير من الحوادث التي تكشف عنها وسائل الاعلام، والتي تنقل العديد من هذه القصص التي تدعو الى القلق، وتنذر بمخاطر كبيرة قد تواجهها الاسرة الخليجية.
وكثر الجدل في الآونة الأخيرة حول وجود الخادمة لدى كل أسرة سعودية، فهناك من يرى عدم ضرورة وجودها، وهناك من يعتقد بأنها جزء أساسي مكمل للأسرة.. ويرى البعض ان إفرازات وجود أجنبيات بشكل ملازم مع الأطفال له اثار جد سلبية.. ربما انبنت هذه النظرة من واقع أحداث تكررت في عالم الخادمات.. ولذلك فقد ارتفعت مؤخراً أصوات عديدة ترى ان الخادمة اليوم وبعد التجارب المريرة لم تعد أمراً ضرورياً لدى كل الأسر إلا في نطاق خاص جداً وفقاً لظروف معينة.
وفي دراسات كثيرة اجريت على الاسر السعودية على سبيل المثال تبدو بوضوح خطورة الخادمة على الاسرة بالرغم مما تقدمه من خدمات، اذ ان هذه الدراسات تبين العريمة فإن ملازمة الخادمة للزوجة باستمرار قللت من الخصوصيات بين الزوجين. ولذلك فان الكثير ممن يؤيدون وجود الخادمة رأوا ان وجودها في المنزل يمكن ان يحدد بساعات محددة تفاديا للمشكلات التي يمكن ان تحدث في حال استمرار وجودها في المنزل كمقيمة.
وما يعزز هذا الموقف ان استمرار وجود الخادمة، من شانه ان ينمي الاتكالية ولا سيما بين الفتيات، مما يحرمهن من التاهل جيدا لحياتهن في المستقبل وتوصلت الكثير من الدراسات إلى أن الخادمة الأجنبية تقوم بدور كبير في مجال تنشئة ورعاية الابناء في ظل غياب الوالدين، ما يشكل خطورة على الاسرة السعودية وأوصت هذه الدراسات بتشكيل لجان من المتخصصين في شؤون الخادمات للعمل على زيارات ميدانية للاسر السعودية للتعرف أكثر على سلبيات الخادمات الأجنبيات داخل الاسرة السعودية حتى يتسنى القيام بالتوجيه والإرشاد اللازم لها.
ويرى معظم أفراد المجتمع أن من الأسباب الرئيسة التي دعت إلى استقدام الخادمة الأجنبية كبر حجم الأعمال المنزلية او عمل الزوجة او رغبة الزوجة بالتفرغ للزوج والاهتمام بشؤونه، في حين يرى البعض انه من أسباب استقدام الخادمة الأجنبية رعاية الأولاد ويعتقد البعض ايضا انه من الأسباب التي دعت لاستقدام الخادمة الأجنبية من وجهة نظر مجتمع الدراسة هو عدم رغبة الزوجة في القيام بأعمال التنظيف وغيرها، كما ان البعض يعتقد أن من أسباب استقدام الخادمة الأجنبية هو شعور الزوجة بالوحدة والملل، كذلك نرى ان البعض يعتقد ان من أسباب استقدام الخادمة الأجنبية التقليد والمفاخرة.
وبينت دراسات اجريت بهذا الشأن ايضا أن معظم أفراد مجتمع البحث لا يعرفون مستوى الخادمة التعليمي، مما يعني اضافة مشكلة جديدة الى المشكلات الكثيرة التي تحملنها الخادمات الينا.
وحول هذا الإشكالية والقضية الاجتماعية التي تهم أي اسرة خليجية توجهنا بكل هذه الأسئلة والمحاذير والتخوفات إلى من لديهم عاملات منزليات في البيت وكررنا السؤال على بعض العاملات أو الخادمات اللواتي يعملن لدى بعض الأسر الخليجية وهنا تحدثت السيدة إلهام النجار، تعمل في مجال التدريس، وهي أم لأربعة أطفال، أوضحت لنا محاسن أو على الأصح إيجابيات العاملة المنزلية "الشغالة"، حيث أكدت أن المرأة العاملة وحتى غير العاملة لا بد أن تحتاج للشغالة شاءت أم أبت، خاصة في الفترة الصباحية التي تكون فيها المرأة خارج البيت "هذا إذا افترضنا أنها تعمل لفترة واحدة" وأضافت: وجود الشغالة في أيامنا هذه أصبح ضرورة ملحة في كل بيت، بسبب كبر حجم البيوت، زد على ذلك زيادة عدد ساعات الدوام، كما زادت أصلاً متطلبات الحياة، ولكن على الرغم من كل هذه الأمور التي تستدعي وجود الشغالة في المنزل الخليجي، أرى أن وجودها يجب أن يكون خاضع لقيود محددة، أهمها: أن تعرف هذه العاملة أنها جاءت للمنزل للعمل فقط، وسترجع إلى بلادها بعدما تنتهي مدتها القانونية، كما يجب أن تحدد ربة البيت مهامها المحددة التي تقوم بها في البيت، ولا تترك لها "الحبل على الغارب" فتتصرف في أمور البيت وكأنها هي صاحبته، فتطبخ ما يحلو لها وتصول وتجول في البيت كيفما تشاء .
وأكدت الأستاذة النجار على أهمية المعاملة الحسنة للشغالة ، حيث لكل فعل ردة فعل، فيجب أن نعاملها معاملة جيدة وكأنها فرد من أفراد الأسرة، حتى نأمن جانبها وتهتم بأطفالنا، فهي كالسلاح ذو الحدين، إن عاملناها وفق تعليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، نجني ثمار هذه المعاملة الحسنة، أما إذا "استعبدناها" فالجفاء يولد البغضاء والإنتقام، وهكذا دواليك.
أما سلبيات العمالة المنزلية "الشغالة"، فحالها حال العمالة الأجنبية في مجتمعاتنا الخليجية، الذين يؤثرون علينا سلباً في طريقة التعامل واللغة والعادات والتقاليد، وكذلك التأثير على التركيبة السكانية في المجتمع الخليجي.
وبينت أنها تظل عنصر غريب في البيت، فلا تستطيع الزوجة أن تأخذ راحتها في منزلها بحرية تامة.
ولا ننسى القلق النفسي وعدم الإطمئنان لجانبها مهما وثقنا فيها، فهي تظل عنصر دخيل في البيت.
أما السيدة السعودية أم عبدالله وهي ربة بيت وأم لطفلين، فلها آراء مغايرة في هذا الموضوع، حيث أكدت أن وجود الشغالة ليس ضرورياً في المنزل إذا كانت المرأة ليست عاملة، وحتى إذا كانت عاملة فتستطيع تدبير أمورها المنزلية عن طريق تنظيم وتوزيع العمل في المنزل وبمساعدة زوجها يمكنها أن تتخطى هذه العقبة، مثلما كانت أمهاتنا وجداتنا يفعلن، فتربينا تربية سليمة وفي ظروف حياتية أصعب وأقسى من الحياة المترفة التي نعيشها اليوم.
وأضافت: إذا كان لا بد من وجود الشغالة في البيت، فأرى أن يكون التعامل معها بحذر تام، ومع ربة البيت مباشرة دونما أية علاقة للزوج معها، فأكثر ما يقلق الأسر الخليجية هو العلاقة المشبوهة التي قد تحدث بين الزوج وهو رب المنزل مع الشغالة، أو بينها وبين الأبناء البالغين، مما يحدث خلل ودمار للأسرة من الداخل.
وتوجهنا بالسؤال للعاملة المنزلية جوان وهي فلبينية الجنسية وغير متزوجة، تعمل لدى أسرة سعودية، فتفيدنا بالقول: أنا قدمت من بلدي لكي أحصل على مرتب جيد كعاملة منزلية في بيت محترم، يحميني من الضياع والإنحراف، وأستطيع أن أعيل به أسرتي.
وأضافت: أنا أتعامل مع الأسرة تعاملاً جيداً كما يعاملوني، فهم بمثابة الأهل لي، فأنا أحاول أن أتكيف وأقنن نفسي مع متطلبات أهل البيت وطريقتهم في المعيشة وتربية أبنائهم، وحتى طريقة الإسراف والتبذير، فإن وجدت مراقبة وحزم في هذه الأمور فأنا ألتزم بما يريدون، وإذا وجدت العكس فمن المؤكد أنني لا أبالي ولا أتقيد بكمية الصرف والتبذير.
ولكن في الأسرة التي أعمل لديها وجدت دقة وشدة ملاحظة وترتيب ونظافة شديدة، فكيفت نفسي على طريقتهم، فأنا معجبة بطريقتهم وتكاتفهم الأسري مما انعكس ايجابياً على نفسيتي فأصبحت واحدة من أهل البيت.
أما العاملة السيلانية خليان، وهي أم لثلاثة أطفال وتعمل لدى أسرة خليجية، فتقول: جئت أعمل تاركةً أطفالي ورائي من أجل أن أوفر لهم المال الذي يستطيعون من خلاله مواصلة دراستهم، فزوجي رجل مسكين ويعمل بمبلغ زهيد لا يوفر لنا لقمة العيش.
أما عن محبتها لأطفال مخدومتها، فتؤكد على أنها تحبهم مثل أبنائها، فمخدومتها امرأة طيبة ولا تحرمها من شيئ، وتوفر لها حتى الكماليات دون أن تطالبها بالمال.
وأكدت، أن العاملة المنزلية مهما كانت سيئة فإذا لاقت معاملة حسنة من أهل البيت فلا بد أن تتغير للأفضل، والعكس صحيح، إذا كانت محترمة ووجدت معاملة سيئة من أهل المنزل فقد تحاول العناد وتدمير البيت من الداخل بالوسائل التي تضر البيت والأسرة، وربما دون أن يشعروا بذلك.
أما العاملة أنوما وهي سيلانية مسلمة، وتعمل لدى أسرة محترمة، تؤكد على أن معاملة بعض أرباب المنازل الرجال قد تكون سيئة مع الشغالة، فتتحدث عن تجربة إحدى الشغالات التي تعرفت عليها صدفة في المطار حيث تروي لها الأخيرة عن تعامل الزوج السيئ معها وعن الأمور المحرمة شرعاً، والتي يطلبها منها مقابل المال ودون علم صاحبة المنزل، وأحياناً يضربها لأسباب تافهة، وهي لا تستطيع إخبار مخومتها بما يفعله زوجها مما يجعلها أحياناً تقسو على أطفاله.
وتقول السيدة السعودية أم خالد أن "الخطير في الأمر أن بعض العوائل السعودية في فترة إجازاتهم أثناء الصيف ولكي يتخلصوا من أعباء استخراج الفيزا وتذكرة الطائرة أو حتى مكان السفر في السيارة يقومون بإعارة عاملتهم المنزلية لأحد الجيران أو أحد الأقارب، وهنا تكمن الخطورة، فإذا كانت الشغالة صالحة وتذهب إلى منزل لديه عاملة منزلية غير صالحة فإنها تؤثر سلباً على زميلتها الصالحة، وإن كان العكس وكانت سيئة وانتقلت إلى عاملة منزلية أصلح منها أفسدتها، وهنا تنتقل العدوى من وإلى، وحتى أبناء رب المنزل ربما ينظرون لها نظرة مشوبة بالحذر والشك والريبة بسبب عدم تعودهم عليها أو عدم تعودها عليهم، وهذا يفترض أنه لا يجوز من كلا الطرفين.. ربما أن المستضيف للشغالة يستفيد منها في مساعدة زميلتها الشغالة أو ربما لم تكن لديهم عاملة منزلية وكثير من هذه الحالات تحدث أحيانا خلافات بين الجيران وحتى بين الأقارب" وتقربا من الموضوعية لا يمكننا ان نغفل ان هناك حالات كثير يكون فيها الخدم، هم الضحايا وان اعتداءات كثيرة تقع عليهم، الا ان هذه الاعتداءات ما كان من الممكن ان تحصل لو تمكنت المجتمعات الخليجية، من استبعاد ظاهرة الخادمات، او التقليل منها قدر الامكان، لا سيما وان هناك حالات كثيرة تعمل فيها الخادمات بدون غطاء قانوني ويواجهن مشكلات متعددة في مقدمتها سوء المعاملة والانتهاكات الجنسية اضافة الى عدم دفع الرواتب او التاخر في دفعها.
هناك هناك جوانب سلبية يتركها التوظيف المفرط للخادمات على المجتمعات الخليجية خاصة وان العمالة المنزلية لا تخضع لقانون العمل في اي من دول مجلس التعاون الخليجي الست.
كما ان هناك عائلات لا تمنح الخادمة أي عطلة اسبوعية كي ترتاح من اعباء العمل، وبالمقابل فان هناك الكثير من الحالات التي استغلت فيها الخادمات طيبة مخدومها، وقامت باعمال منافية للاخلاق، بدءا من السرقة، الى اقامة علاقات غير مشروعة، الى الهروب احيانا، وحتى ارتكاب الجرائم. والحقيقة اننا لو اردنا ايفاء هذا الموضوع حقه لاحتجنا الى عشرات الكتب، نظرا لاتساعه واثاره المتعددة، ولكن ما نود قوله في هذه العجالة هو ان ازدياد استخدام الخادمات والخدم في البيوت الخليجية، وبدون اي ضابط لا يعدو كونه قنبلة قد تنفجر في المنزل في اي لحظة، لتدمر التماسك الاسري وتطيح بالاسرة نهائيا، ولهذا فانه لابد من البحث عن وسائل تساعد على التقليل من استخدام الخادمات ولا سيما الاجنبيات، وذلك للحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها، واذا كان لابد من وجود الخادمة كما يرى البعض، فانه من الممكن البحث عن هذه الخادمات في الوطن العربيالذ يعج بالملايين من الفقراء، لان استخدام امرأة عربية يبقى افضل وأكثر أمانا للمنزل من استقدام امرأة اجنبية، تختلف اختلافا كبيرا عن عاداتنا وتقاليدنا.
|