عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2008, 04:31 AM   #3
اشراقة قلم
اشراقة قلم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 10,646

 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا اختي نجدية
اسهم المواشي وبيشة ، أضحك الله سنك
طمعي يجعلني ابتغي سهام الليل وجزاك الله خيرا..

اليك ماتم جمعه وتلخيصه من الرابط ادناه
وإن شاء الله تجدي الفائدة..


أما قلب شبه الجزيرة، وهو نجد، فكان مقسما إلى نواح جغرافية، وقبائل، ومدن صغيرة، لا تجمع بينها وحدة سياسية، ولا يظهر فيها مجتمع موحد، ولا دعوة إلى دولة موحدة .

واكتسبت الدعوة الإصلاحية من دولة الإمام محمد بن سعود قوة سياسية مكنتها من البقاء والاستمرار والانتشار في شبه الجزيرة، ناهيك عما حققه لها من امتداد وتأثير في خارج شبه الجزيرة.


في عصر الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانت نجد على حال من السوء في أمور الدين والدنيا تحدث عنها كل من تناول سيرة الشيخ، فقد داخل الشرك عبادة كثير من الناس، وتسلل إليها من أوسع الأبواب ومن أخفاها، وكانت الخرافات منتشرة يعلمها العلماء فيسكتون، ويراها الأمراء فلا يتصدون لها، وأكثر ما كانت الخرافات والبدع في شأن توحيد الألوهية، جوهر الإسلام وركنه المتين، إذ قدس بعض الناس القبور، واستغاثوا بالأموات، والتمسـوا الذرية من الأشجار والأحجار، وعلقوا التمائم والخرق، ونذروا لغير الله، وذبحوا وأهدوا ذبائحهم إلى الأموات والجن والشياطين، وفي الجملة كانت مظاهر الشرك ذائعة، وصوره غالبة في نجـد ، قلب شبه الجزيرة، التي انبثق نور الإسلام في أرجائها، ولم يكن فيها لمشرك مكان في عصر النبوة والخلافة الراشدة، أما أخلاق الناس فلم تكن تقل سوءا وجهالة عن ابتداعهم في الدين وشركهم في العبادة، ولم تكن هناك سلطة سياسية، وإنما أمراء ورؤساء يتنازعون فيما بينهم، ويغير القوي منهم على الضعيف، وكانت الغارة وسيلة للكسب، وأسلوباً في العيش لدى القبائل المتناحرة وأمرائها وشيوخها الذين لا يعرف كثير منهم من الإسلام إلا الاسم، وليس لهم من العبادات الصحيحة أو أخلاق الإسلام الكاملة الفاضلة إلا الرسم .





لقد كان بعض علماء نجد سباقين إلى الأخذ بدعوة الشيخ الإصلاحية، واقتنع بها علماء آخرون خارج نجد إلا أنهم مع اقتناعهم أبدوا عجزاً عن مقاومة ما يخالفها من البدع الشائعة ؛ إذ لم يجدوا قوة تؤيدهم .



ولم يكن ذلك ليتم دون مساندة السلطـان، وإلا كان جهدا علميا خالصا سبق إليه الكثيرون، ودعوا إليه، وكتبوا وتحدثوا فيه، ثم انتهت آثاره ؛ لأنه لم يجد حظا من مساندة السلطان الذي يستطيع أن يمنع المنكر، ويلزم بالمعروف، فإظهار الحق وإبطال البدع يحتاجان إلى قوة السلطان التي تعضد هدي القرآن .


لقد ظهرت في البلاد الإسلامية - وفي العصر الحديث بالذات - حركات إصلاحية عديدة، وكانت هذه الحركات على اختلاف توجهاتها، تهدف إلى إصلاح الناس في دينهم ودنياهم، وفي القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) كانت معظم البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب العربي واقعة تحت النفوذ الغربي الاستعماري مباشرة بالغزو والاحتلال العسكري أو بطريق غير مباشر، بسبب ضعفها، وتفرقها، وقوى الاستعمار التي تحيط بها، وكانت حركات الإصلاح تهدف إلى تحرير البلاد الإسلامية، ولم يكن هناك أقوى، وأمضى من سلاح الدين، ولم تكن هناك وسيلة لجمع المسلمين على هدف سوى وقوفهم تحت علم الإسلام، ولذلك فإن الحركات الإصلاحية في العصر الحديث كان لها صفة، أو صبغة دينية .


كان القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) يموج بحركات إصلاحية عديدة، كان لبعضها صفة دينية، ولكن هدفها كان في الغالب سياسياً، وقد ذكرنا ذلك من قبل، ولا يمكن أن تعتبر تلك الحركات الإصلاحية من قبيل الدعوات الخالصة، إذ لم يكن هدفها الأول والأهم، خدمة الدين عقيدة، وشريعة، وما يتبع ذلك من صلاح المجتمع المسلم عن طريق تصحيح معتقدات الناس، وإقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطبيق شريعة الله، والحكم بما أنزل .


أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، كانـت دينية الهدف في المقام الأول ؛ إذ كان الهدف الأول، والأهم، والأصيل، هو خدمة دين الله، بتوضيح مفاهيمه العقدية والشرعية والأخلاقية، ولم تتخذ الحركة منذ بدايتها أهدافاً أخرى سياسية أو قومية .


ولقد كان ذلك هو الصفة الغالبة على حركات التحرر الوطني والقومي في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) وإن كان عدد من حركات الإصلاح في البلاد الإسلامية، في ذلك الوقت قد وقفت تحت الراية الإسلامية دون أن تقتصر على هدف وحيد، هو خدمة الدين، وإصلاح مجتمع المسلمين عقدياً، وخلقياً، وسلوكياً، كما فعلت الدعوة الإصلاحية في الدولة السعودية .


كانت الحركات الإصلاحية التي نشأت في البلاد الإسلامية، وعاصرت الدعوة الإصلاحية في شبه الجزيرة، تواجه خصوماً سياسيين، إما من الحكام المستبدين، أو الأجانب الغاصبين.


تفرقت الحركات المعاصرة لها، وقل أتباعها، وتعرضت لمقاومة الحكـام والسلطات، لظهور نشاطها السياسي على حساب الدعوة إلى الله، مما أضعف الحركة وأثرها.

لكِ مني أجمل التحايا.


http://www.darah.org.sa/bohos/Data/2/2-1.htm
اشراقة قلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس