مبيعات السيارات المستعملة تنخفض بنسبة 40% لقلة العرض
- عبد الإله الشديد من الرياض - 01/05/1429هـ
ألقى ارتفاع أسعار تكلفة المعيشة في السعودية بظلاله سلبا على سوق السيارات المستعملة في الرياض، إذ أًصبح الركود الحاد الذي ضرب معارض السيارات علامة فارقه له، وقلل هذا الركود المبيعات بنسبة 40 في المائة، وهبط بأسعار السيارات إلى نحو 18 في المائة، إذا ما قورنت بالفترة نفسها من العام الماضي. عن هذا الشأن كانت جولة "الاقتصادية" على عدد من معارض السيارات التي تباينت في تفسير أسباب هذا الانحدار.
يقول عبد العزيز الجبر صاحب معرض لبيع السيارات المستعملة إنه لاحظ عزوفا واضحا عن السيارات المستعملة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فتوقع أنها شدة وتزول إلا أن الأمر استفحل، وأصبح يجني الخسائر عوضا عن الأرباح، ولكن بعد بحثه وتمحيصه في المسألة اكتشف أن العزوف جاء ثمرة لغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي أجبر الناس على بيع سياراتهم لقضاء التزاماتهم المختلفة مما خلق فائض عرض.
واستطرد الجبر قائلا: "إن معرضه تكبد خلال الأشهر الثلاثة الماضية خسائر تقدر بـ 48 ألف ريال، وتلخصت الخسائر في إيجار المعرض ورواتب العمال، إضافة إلى السيارات التي لم يتم بيعها"، معتبرا أن وقوفها في المعرض دون بيعها يعرضه لخسائر كبيرة.
أما محمد الكثيري صاحب معرض سيارات الذي كانت له نظرة مختلفة لهذا الكساد فأكد أن ما تشهده السوق من كساد واضح هو نتيجة لزيادة العرض وقلة الطلب، موجها بذلك أصابع الاتهام إلى شركات تقسيط السيارات التي باتت تنافس أصحاب معارض السيارات في العروض الترويجية مما كان له أثر سلبي في أصحاب المعارض، مضيفا أن بعض هذه الشركات أصبحت تبيع السيارات بهامش ربحي قليل وميسر، تيح لها من خلاله الظفر بجميع طبقات المجتمع، حتى الذي لا تؤهله إمكاناته المادية من شراء سيارة جديدة، ولكن مع هذه العروض المغرية أصبح متاحا للجميع اقتناء سيارة جديدة.
وفي هذا الشأن التقينا عبد الله الهزاع وهو يعرض سيارته للبيع في السوق، يقول إن ظروفه المادية الصعبة وراء بيع سيارته، فهو مقبل على زواج ويحتاج إلى سيولة كافية لإتمام زواجه، مشيرا إلى أن سعر سيارته نقص عشرة آلاف ريال عن آخر مرة عرضها فيها قبل خمسة أشهر.
ولم يخف الهزاع استغرابه من هذا السعر الذي اعتبره بخسا في حق سيارته، مؤكدا أن السوق تتجه إلى انحدار أكثر، وأنه يسعى إلى التخلص من سيارته في أسرع وقت ممكن حتى لا تفقد المزيد من قيمتها.
حمد العود هو الآخر يبحث عن شراء سيارة من السوق، أكد أنه لم يصدق هذه الأسعار المغرية، إذ إنه باع سيارته قبل ستة أشهر عندما حصل على بعثة دراسية في الخارج بسعر 60 ألف ريال، وعندما عاد إلى الوطن اضطر للبحث عن سيارة من جديد، حيث وجد سيارة مشابهة لسيارته بسعر 49 ألف ريال، مضيفا أنه من أكثر الناس الذين ربحوا من خلال الكساد الحاصل في السوق، حيث انطبق عليه المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد".
|