ستفي بتعهداتها الدولية "مهما كانت صغيرة" .. وزير بحريني
دول الخليج تتخذ تدابير لإنتاج طاقة نووية آمنة " للكهرباء "
- مهدي ربيع المنامة - 01/05/1429هـ
أكد وزير شؤون النفط والغاز البحريني الدكتور عبد الحسين علي ميرزا، أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على اتخاذ تدابير لإنتاج طاقة نووية آمنة للأغراض السلمية خاصة في مجال الكهرباء، مشيراً إلى أن تلك الدول على دراية تامة بالمخاوف الدولية المصاحبة والمحيطة بهذا الشأن، بيد أن قادة بلدان الخليج يؤكدون للمجتمع الدولي ولكل شركائهم ، تعهداتهم المطلقة بالوفاء بكل المتطلبات "مهما كانت صغيرة".
وقال ميرزا في كلمة افتتح بها أمس في المنامة "مؤتمر تقنيات الطاقة النووية في خدمة المجتمع العربي"أنه يجري العمل حاليا على أعلى المستويات السياسية لمتابعة عدد من التدابير التي تعزز جهود الاستفادة من الطاقة النووية، لافتاً إلى أن أول هذه التدابير هو "ضرورة وجود إرادة سياسية راسخة لمتابعة تطوير وتركيب وإنتاج طاقة نووية آمنة للأغراض السلمية".
ويهدف المؤتمر لتعزيز الوعي والتعاون لاستفادة دول الخليج من الطاقة النووية، ما حدا بالوزير البحريني للقول "إن استخدام تلك الطاقة في شكل طاقة خالصة أو إشعاع، أصبح أكثر شيوعاً، وبالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والبحرين خاصة ، فإنها حريصة على تطوير هذه الطاقة بأمان لتوليد الكهرباء .
وأقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع القمة 27 في عام 2006 في الرياض، استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتم التأكيد على هذا القرار في القمة 28 بالدوحة خلال شهر أيلول (ديسمبر) الماضي.
وقال ميرزا إن تلك الدول على دراية تامة بالمخاوف الدولية المصاحبة والمحيطة بتطلعات الدول لاستخدام الطاقة النووية حتى في الأغراض السلمية، منوهاً إلى أن قادة تلك الدول يؤكدون للمجتمع الدولي ولكل شركائهم، تعهداتهم المطلقة بالوفاء بكل المتطلبات "مهما كانت صغيرة".
وأشار إلى أن البحرين وقعت – لهذا الغرض – في آذار (مارس) الماضي في واشنطن، مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشدداً على أنه " ليس هناك شك أو ريب في أن الخطة و النية تؤكدان الالتزام بمتطلبات وكالة الطاقة الدولية، وأن جميع المنشآت ستكون مفتوحة لعمليات المراقبة والتفتيش اللازمة".
ولفت إلى أن البعض قد يتساءل عن أسباب تطلع دول تصدر الوقود "الأحفوري" بكميات هائلة إلى الطاقة النووية ، مجيبا على ذلك بالقول "إن منطقة الخليج تتمتع بثروة هائلة من النفط الخام والغاز الطبيعي والإحصائيات تشير في أغلبها إلى 60 في المائة من احتياطيات النفط في العالم و 40 في المائة من احتياطيات الغاز الطبيعي، موجودة في هذه المنطقة".
وقال الوزير البحريني "إن النفط والغاز سوف ينفدان في يوم ما، وزيادة استعمال الوقود "الأحفوري" يضر بالبيئة كثيراً، في الوقت الذي يسعى فيه الجميع للمحافظة عليها"، مضيفاً، باختصار فإن تكاليف توفير احتياجاتنا من الطاقة في المستقبل، لا يمكن قياسه ماديا فقط".
ودعا لدعم الجهود الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي وآثاره "المأساوية" في المنطقة، متابعا "وعلينا الإدراك بأننا بدون طاقة، سنواجه انحداراً تدريجياً في اقتصادناً، وانخفاضاً في المستويات وارتفاعاً في معدلات البطالة وتنافراً اجتماعياً"، وقال "إننا ندرس جميع المصادر البديلة للطاقة، وإن التطوير الأمني والسلمي للطاقة النووية يأتي في صدارة الحلول الواضحة".
من جانبه، أبلغ "الاقتصادية" الدكتور مجيد العوضي الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء في البحرين، أن دول مجلس التعاون الخليجي ما زالت تجري مباحثات ومشاورات سياسية وفنية حول احتياجاتها "النووية" لإنتاج الكهرباء والمياه "باعتبارها مجدية اقتصادياً" مقارنة بالطاقة "الأحفورية " الحالية، مستشهداً في هذا الصدد بكلفة إنتاج الكهرباء الحالية التي تبلغ 10 فلس "هللة" للكيلووات، في حين سيكون أقل من ذلك عبر الطاقة النووية.
وقال إن التوقعات العالمية بالنسبة إلى استكمال استخدام الطاقة النووية في الكهرباء والمياه ، تصل إلى 12 عاماً، "ولكن يمكن أن تتقلص في حال توافر ثراء اليوارنيوم".
وقدّر أن احتياجات دول الخليج لهذه الطاقة تبدو مختلفة، حيث إن محطة الكهرباء الواحدة بالطاقة النووية تنتج 5000 ميجاوات، في حين أن احتياجات البحرين ـ مثلاً ـ تبلغ 2500، ما يعني أن هناك فائضا سيحدث بالنسبة إليها.
|