عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2008, 04:30 PM   #4
khaled33
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 799

 
افتراضي


الوقفة الرابعة : الهداية منة وهبة من الخالق تبارك وتعالى

عباد الله المؤمنون المصلون، العابدون، يطلبون الهداية من الله تبارك وتعالى في كل يوم بعدد ركعات صلاتهم، فريضةً كانت أم نافلة، ويعلنون أنهم إن لم يهدهم الله تبارك وتعالى، فقد ضلوا إما ذات اليمين أو ذات الشمال، فكانوا إما مع المغضوب عليهم، وهم: الذين رأوا الآيات البينات، وعرفوا الحق، ولكنهم لم يتبعوه، وإما مع الضالين، وهم: الذين عبدوا الله تبارك وتعالى على جهل، فلم يتبعوا ما أنزل الله وما شرع، بل عبدوه بالبدع، لا بما شرع.

يقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي عن نعمة الهداية وحاجة الناس إليها :

((إذاً الافتقار الأول هو الافتقار إلى الهداية، وهو أشد أنواع الافتقار بالنسبة للمخلوق، فالعبد المخلوق أفقر ما يكون إلى هداية الله، ولذلك قدمت الهداية على الطعام وعلى الكساء، لأن أهم شيء هو: أن يهتدي الإنسان إلى الله تبارك وتعالى، كما قال تعالى : الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ [الرحمن:1-3].
فامتنَّ الله تبارك وتعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان، مع أن الإنسان لن يستطيع قراءة القرآن إلا إذا خُلق، ولكن أعظم من كونه مخلوقاً: أن يكون عالماً بالقرآن، عاملاً به، مهتدياً إلى ربه، وإلا فكم من مخلوق لا يعرف ربه ولا يعرف القرآن، فحياته نقمة عليه، لأنه والدواب سواء، قال تعالى: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الفرقان:44]، فهم أضل من الأنعام.

فالهداية هي أحوج ما يبحث عنه الإنسان، وأشد ما يفتقر إليه )) انتهى كلام الشيخ


يقول الحق تبارك وتعالى في الحديث القدسي ((يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم))

إن نعمة الهداية؛ الهداية إلى الطاعة، إذا وفقك الله تعالى وهداك، وجعلك طائعا تعبد ربك وتطيعه، وتتقرب إليه بالقربات التي يحبها ربنا -سبحانه وتعالى- وتترك المعاصي والمخالفات، وتقبل على الله وأنت خاشع، وتتجنب المحرمات، وتتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا تعصي ربك طرفة عين، فقد مَن الله تعالى عليك بهذه النعمة؛ فعليك أن تشكر الله سبحانه وتعالى وتسأله الثبات عليها .


ولو تتبعنا سويا قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه وكيف أنه خرج يطلب الدين الحق، وكيف عَبَدَ الله بـالمجوسية مدةً من الزمن، ثم انتقل من راهبٍ إلى راهب، وهذا يسلمه إلى ذاك، وهذا يحوله إلى ذاك، حتى مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه بلقاء المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فآمن بالله، وجاهد في الله، وطلب الهداية وسعى من أجلها، فلم يمت إلا وقد قرت عينه بالإيمان، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله إذا قال (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))

فعلى كل عاقل أن يطلب الهداية من رب العالمين وأن يلح عليه وأن يبذل أسبابها ويصبر على ذلك ؛ فمن أطال القرع على الباب أوشك أن يفتح له
وفقنا الله جميعا لهداه والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

khaled33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس