بعدما قررت بنوك الخليج المركزية السير وراء "الفيدرالي الأمريكي" وخفض الفائدة
خبراء: الخليجيون يغامرون جماعيا باستيراد السياسة النقدية وزيادة الغلاء
دبي – الأسواق.نت
خفضت دول الخليج العربية باستثناء عمان سعر الفائدة أمس محاكية الخفض الأمريكي في خطوة من المرجح أن تزيد من ارتفاع التضخم الذي اقترب بالفعل من مستويات قياسية وتكثف الضغوط على هذه الدول لرفع قيم عملاتها أو فك ربطها بالدولار.
وقررت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تخفيض سعر إعادة الشراء العكسي"الريبو العكسي" (الفائدة على الودائع)، بمقدار نصف نقطة مئوية أمس الخميس 31-1-2008 وهو ما يعادل الخفض الأمريكي للفائدة أمس الأول الأربعاء.
وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" قد خفض سعر الفائدة الأساسي خمس مرات منذ 18 سبتمبر/أيلول بمقدار 2.25 نقطة مئوية، ويبلغ إجمالي الخفض حتى الآن في السعودية التي تربط عملتها بالدولار نقطتين مئويتين (2 %).
مضاربات على العملات
وبحسب تقرير للزميل محمد البيشي نشرته جريدة "الاقتصادية" السعودية اليوم الجمعة قال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في بنك ساب السعودي وهو الوحدة المحلية لبنك إتش إس بي سي لوكالة رويترز إن هذه الدول تبذل أقل القليل لتصحيح المعروض النقدي ولتوجيه رسالة للسوق بأنها لا تريد مضاربات على العملات.
واستمرت السعودية مثل أغلب جيرانها على سياسة الإبقاء على سعر الريبو الأساسي الذي يوجه أسعار إقراض البنوك دون تغيير عند مستوى 5.5 % لمنع خفض أسعار الاقتراض من رفع التضخم بدرجة أكبر.
وبعد خفض طارئ في الفائدة الأمريكية بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع الماضي رفعت السعودية والبحرين المجاورة متطلبات احتياطيات البنوك لحمل المقرضين على الإبقاء على أموالهم في خزائنهم.
وقال سفاكياناكيس "البنك المركزي سيتعين عليه تحجيم البنوك في نهاية الأمر".
وقالت وكالات الأنباء إن الكويت - الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تعد تربط عملتها بالدولار- والإمارات خفضت سعر إعادة الشراء لأجل ليلة الريبو بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3.5 % أمس.
وأبقت الكويت على سعر الخصم ثابتا على 5.75 % بعد خفضه لأول مرة في 18 شهرا الأسبوع الماضي في أعقاب قرار البنك المركزي الأمريكي.
والريبو هو السعر الذي يقرض به البنك المركزي البنوك التجارية، وهو بالتالي السعر الذي يوجه الأسعار التي تقرض بها البنوك.
إيرادات استثنائية
وتحقق دول الخليج إيرادات استثنائية من ارتفاع أسعار النفط التي سجلت مستوى قياسيا فوق 100 دولار للبرميل هذا الشهر، وكانت الأسعار قد ارتفعت لأكثر من أربعة أمثالها خلال السنوات الست الماضية مما غذى النمو الاقتصادي والتضخم.
وعلى العكس تخفض الولايات المتحدة سعر الفائدة في محاولة لتحفيز الاقتصاد في أعقاب أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر وما أعقبها من خسائر للبنوك.
وقالت مونيكا ماليك الاقتصادية المختصة في الشرق الأوسط في المجموعة المالية القابضة هيرميس "هذه التخفيضات في سعر الفائدة تزيد من تحفيز الاقتصاد، وسيصل الأمر إلى حد تصبح فيه أسعار الفائدة منخفضة إلى درجة تدفع إلى إصلاح نظام الصرف في الخليج".
وشهدت قطر أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم أعلى معدل تضخم في المنطقة الذي بلغ 13.7 % في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتوقع اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم أن يرتفع التضخم في قطر هذا العام إلى 14.5 % مدعوما بزيادة أسعار الإيجارات والمواد الغذائية.
وخفضت قطر سعر فائدة تسهيلات الإيداع بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3 %، لكنها تركت سعر الإقراض الأساسي دون تغيير عند 5.5 %. وقامت البحرين بخطوة مماثلة وتركت سعر الريبو دون تغيير عند 5.25 %.
وقالت ماليك "أغلب دول الخليج تشهد سعر فائدة (حقيقيا) سالبا، مما يجعل الاقتراض أرخص على الناس من ترك أموالهم في البنوك.
وطرحت الإمارات التي لم تغير قيمة عملتها أمام الدولار منذ عام 1997 سعر الريبو كسعر فائدة أساسي في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي. وبلغ معدل التضخم في الإمارات ثاني أكبر اقتصاد عربي أعلى مستوياته في 19 عاما مسجلا 9.3 % في 2006.
وتحدد عمان أسعار الفائدة في مزاد أسبوعي على شهادات الإيداع كل يوم إثنين، وكانت قد خفضت سعر الريبو بمقدار 61 نقطة أساس فعليا أمس الأول الأربعاء في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الطارئ بخفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع الماضي.