عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2008, 03:00 PM   #7
ألباحث
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 1,542

 
افتراضي

خلال افتتاحه ورشة عمل بناء القدرات لفصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.. عبد العزيز بن سلمان:
السعودية تتبنى مبادرة إيجاد آلية لتأسيس هيئة نفطية للحفاظ على البيئة
- أحمد العبكي من الدمام - 21/01/1429هـ
كشف الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، أن وزارة البترول تسعى إلى تطوير آلية تنسيقية، لتشكيل لجنة أو هيئة مكونة من عدة دول تبحث فيما بينها تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه وآلية تطويرها ومدى مساهمة هذه الدول بشكل مشترك في الإنفاق على تطوير هذه التقنية.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

تتبنى السعودية مبادرة إيجاد آلية لتأسيس هيئة بين الدول المنتجة للنفط تعنى بتطوير التقنيات اللازمة للحفاظ على البيئة. وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول للصحافيين، خلال ورشة العمل الثالثة حول بناء القدرات لفصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه التي انطلقت أمس في الخبر، إن وزارة البترول تسعى إلى تطوير آلية تنسيقية، بحيث تكون هناك لجنة أو هيئة مكونة من عدة دول تبحث فيما بينها تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه وآلية تطويرها ومدى مساهمة هذه الدول بشكل مشترك في الإنفاق على تطوير هذه التقنية، مؤكدا أنه لابد وأن يكون هنالك آلية لتقاسم الأدوار المشتركة وبشكل واضح في هذا المجال للجمع بين الدول المشاركة في هذا التوجه وأيضا الجهات والشركات التي يمكن لها أن تستفيد من هذه التقنية.
وأضاف مساعد وزير البترول، أن تبرع خادم الحرمين الشريفين الذي أعلنه خلال عقد قمة قادة " أوبك " حفز بعض الدول للتوجه إلى هذا المجال، وإن هذه الدول على تواصل مستمر مع السعودية، مضيفا أن هنالك عددا من الدول ترغب بأن يكون لها مشاركة والاستفادة من هذه التقنية بشكل كبير.
وبيّن أنه من خلال الجهود المبذولة لإيجاد الحلول للقضايا البيئية العالمية مثل تغير المناخ، وهو موضوع قد نال قدرا كبيرا من الاهتمام على الصعيد العالمي، وكذلك هنا في الخليج، يتعين على المنتدى الريادي لفصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه التأكيد على دور السوق، ودور الابتكار والتطوير التكنولوجي في أي محاولة إقليمية أو عالمية للحد من تغير المناخ.

هيمنة الطاقة الأحفورية

وشدد الأمير عبد العزيز على أن مكانة السعودية على خريطة الطاقة العالمية تؤكد أهمية دورها في توفير الإمدادات البترولية الموثوقة والمستقرة إلى العالم، مع السعي إلى تقليل الآثار البيئية الناتجة عن استهلاك هذا المصدر الأساس للطاقة، مشيرا إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية، تركزت جهود مراكز الأبحاث والتطوير وصانعي القرار على مصادر الطاقة البديلة، وذلك بناء على تصورات خاطئة حول إمكانية توافر وجاذبية البترول كمصدر رئيس للطاقة على المدى البعيد، ونتيجة لتلك المخاوف غير المبررة، فقد أنفقت المليارات من الدولارات لتطوير هذه المصادر البديلة، مبينا إنه حتى الآن، وعلى المدى المنظور، لا تشكل هذه المصادر البديلة إلا جزءا ضئيلا من إمدادات الطاقة العالمية، مبينا أن الرأي السائد أصبح هو أن مصادر الوقود الأحفوري ستظل مهيمنة على السوق العالمية للطاقة طوال القرن الحادي والعشرين وعليه، فستحظى تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في طبقات الأرض الجوفية بالمزيد من الاهتمام على مر السنين.

التقنية تخفض الانبعاث

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان، إنه وفقا لوكالة الطاقة الدولية يعتقد أن هذه التقنية يمكن أن تؤدي إلى خفض نسبة كبيرة من الانبعاث العالمية من غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050، ويتوقع أن تساعد هذه التقنية على تخفيف العبء في الاقتصاد العالمي وفي الدول التي تعتمد اعتمادا كبيرا في تنميتها على تصدير الوقود الأحفوري، مضيفا أن السعودية تشجع التوسـع في استخدام الحلول المبنية على التقنية، مثل تقنية فصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون للتعامل مع التغير المناخي، في عالم يسوده الاعتماد المتبادل، بدلا من السعي للاستغناء عن الوقود الأحفوري. ولتوسيع انتشار هذه التقنيات، فإن المنتدى بحاجة إلى التغلب على العديد من العقبات التي تحول دون هذا الانتشار، بما في ذلك التكلفة الباهظة والنظرة السلبية لدى الرأي العام، مبينا أن السعودية لن تحتاج إلى تقنية فصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون لغرض الاستخلاص المعزز للنفط لقرون مقبلة، بيد أنه أكد القيام بإجراء البحوث والتطوير في هذه التقنية لتحمّل نصيبنا العادل في التصدي لتغير المناخ كجزء من منظومة التعاون الدولي.
وتطرق مساعد وزير البترول إلى الناحية الاستراتيجية للصناعة النفطية الخليجية التي هي بحاجة إلى بناء شراكات مع مؤسسات البحوث من أجل وضع حلول في مجالات التخزين الجيولوجي، وتعزيز إنتاج البترول، وخفض تكلفة فصل ثاني أكسيد الكربون من المصادر الثابتة، وإيجاد تكنولوجيات جديدة لفصله من المصادر المتحركة، وأكد أن الحلول الحقيقية لن تقلل كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي فحسب، بل يمكن أيضا الحصول بواسطتها على قيمة من ثاني أكسيد الكربون المستخلص، معتقدا أن التطور التقني سيلعب دورا محوريا في إيجاد حلول واقعية وذات مصداقية للتعامل مع موضوع الكربون، فضلا عن إمدادات البترول، والوقود النظيف.
ويرى الأمير عبد العزيز بن سلمان أن التقنية ينبغي أن تلعب دورا مهما في تلبية التحديات المحتملة لتغير المناخ، وفي هذا الصدد، نشطت السعودية على الصعيدين الوطني والدولي، وعلى العديد من الجبهات، مستشهدا في هذا الصدد، بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة لتخصيص 300 مليون دولار لتمويل البحوث في مجال الطاقة والبيئة، وبخاصة في مجال تغير المناخ، وذلك خلال قمة "أوبك" التي عقدت قبل شهرين، وقد حظيت هذه المبادرة برد إيجابي من جانب بعض أعضاء دول "أوبك" الآخرين، حيث تعهدت كل من الكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، بمبلغ 150 مليون دولار لكل منها ليبلغ مجموع رأس مال المبادرة 750 مليون دولار.
وبيّن أن مواجهة تغير المناخ من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في الأبحاث والتطوير ستوفر فرصا لمنتجي الطاقة، مثل منظمة "أوبك"، والسعودية، للاستمرار في تطوير هذه الطاقة، وتعزيز مستقبل أسواق البترول، كما ستمكن البترول من المنافسة المتكافئة باعتباره المصدر المفضل لاحتياجات الطاقة في المستقبل. وبالتزامنا في مواجهة التغير المناخي بهذه الطريقة، نود أن نعامل كشريك يعتمد عليه في مواجهة هذه الظاهرة، حيث قررنا من خلال هذه المبادرة أن نلعب دورا قياديا بارزا في تطوير الحلول التقنية ذات الجدوى الاقتصادية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى تعزيز الاقتصاد العالمي.

دعوة المجتمع الدولي للتعاون

ودعا المجتمع الدولي إلى التعاون لتحقيق هذا الهدف عن طريق بناء القدرات، وإلى نقل التقنية وزيادة الاستثمار، مبديا تطلعه للمجتمع الدولي والدول الأعضاء في المنتدى لتوسيع التعاون مع السعودية في مجال البحوث في استخدامات البترول النظيف، بدءا من تقنية فصل الكربون وتخزينه.
وقال الأمير عبد العزيز، إن السعودية تتطلع إلى تحقيق نتائج مثمرة من المناقشات التي دارت على مدى السنتين المقبلتين حول خريطة الطريق التي تم اعتمادها في بالي في إندونيسيا. ولتشجيع مشاركة واسعة من جانب الأطراف من البلدان النامية، فإنه من الضروري أن يوفر أي اتفاق جديد المناخ المناسب للدول المختلفة كي تسهم في الجهود العالمية لمعالجة تغيّر المناخ، وفقا لمبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة، مضيفا أنه من الممكن أن تتمثل هذه البيئة التمكينية في شكل تأييد لتوسيع انتشار تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه واعتماد هذه التقنية تحت مظلة آلية التنمية النظيفة، وذلك لمنتجي ومصدري البترول، ولا سيما التي تعتمد اعتمادا كبيرا على عائدات البترول من أجل تنميتها المستدامة.

أبحاث "أرامكو" والطاقة النظيفة

ومن جانبه، أكد خالد عبد العزيز الفالح النائب التنفيذي لرئيس "أرامكو السعودية" للعمليات أن الشركة قطعت سنوات طويلة من الأبحاث التطويرية للوصول إلى طاقة نفطية أكثر صداقة للبيئة، مشددا على حرص "أرامكو السعودية" على أن تبقى مصدرا موثوقا للطاقة في الوقت الذي تسعى فيه للحد من الآثار البيئية لاستغلال واستهلاك المواد الهيدروكربونية.
وقال في هذا الإطار، إن "أرامكو السعودية" تعي جيدا هواجس العالم بشأن التغيرات المناخية، وهي تستجيب لهذه الهواجس من خلال اهتمامها بالبحث والتطوير في مجال التقنيات البترولية المتقدمة لتوفير وقود أحفوري بشكل أنظف وأكثر ملاءمة للبيئة بما في ذلك تقنية فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تضطلع الصناعة البترولية بدور قيادي وملموس في تطوير الحلول التقنية القوية التي تتسم بالجدوى التجارية العالية والقادرة في الوقت ذاته على الحد من الانبعاثات الكربونية.
ألباحث غير متواجد حالياً