قراءة منقولة في اكتتاب( الإنماء) و (زين)؟
قراءة هادئة في خبري اكتتاب (( بنك الإنماء )) و (( شركة الاتصالات المتنقلة )) ...
--------------------------------------------------------------------------------
اتمنى من الجميع قراءة المقال بعقولهم لا بقلوبهم ، ومن كان تحت تأثير ضغط الأخبار الجديدة من الهيئة ، فلا بأس أن يستريح قليلا ويأخذ شيئا من الهواء الطلق وكأسا من التوفي أو البندق قبيل أن يقرأ المقال ،،،
ما قامت به هيئة سوق المال اليوم من تحديد موعد اثنين من أكبر الاكتتابات التي ينتظرها السوق خلال هذا العام أمر متوقع ، ولكن أن يتم بهذه الحرفية الكبيرة فهو أمر لم يكن متوقعا بكل صراحة ، وأعلم أن الهيئة تملك من الأدوات الشيء الكثير الذي تستطيع به تحقيق أهدافها التي تريد تحقيقها من خلال السوق ، ولكن أن تكون بهذه المهنية وهذه الحرفية فالحقيقة لم أكن أتصور كل ذلك ، ولا يسعني بصفتي متداول من ضمن متداولي السوق السعودي ، سوى تقديم الشكر والامتنان لهيئة سوق المال على ما قامت به ، وليس الشكر على الطرح ، فهو أمر ملح وضروري لسوق المال ، ولكن من حيث الصياغة والالية التي سيتم بها طرح الاكتتاب ، وإليكم ياسادة ما قامت به الهيئة ، من محاولة واضحة وجريئة لامتصاص قوة تأثير الخبر على السوق ،،،
أولا : وهو الأهم في نظري ، تحديد السقف الأعلى للاكتتاب في شركات الاتصالات المتنقلة بـ 1000 سهم ، وفي بنك الإنماء بـ 2000 سهم فقط ،،،
هذا التحديد بهذه الكمية المتدنية يجعلني أتذكر مباشرة ما قامت به الهيئة من تحديد الاكتتاب في شركة كيان كحد أعلى بـ ( 20 ) مليون سهم ،،، ولك أن تلاحظ قوة الفرق بين الشركتين من حيث الكمية ، ومن حيث حجم الشركتين ولك تفسير الأسباب التي دعت الهيئة لهذا العمل في كيان ومن ثم في الشركتين الحاليتين بناء على وضع السوق المتردي إبان اكتتاب كيان وإبان انصراف الناس عن الاكتتابات الكبيرة ، ومحاولة توفير كمية كبيرة لمن يريد السوق في ذلك الوقت ، وحال السوق إبان طرح الشركتين الاخيرتين ، كسوق قوي تم دعمه بصناديق كبيرة تحتاج إلى حماية الهيئة من جميع الهزات التي قد تهز ثقتها في السوق بعد أن استطاع اكتساب ثقة عدد كبير من المستثمرين ، وكذلك فتح المجال لجميع المتداولين بالحصول على نسبة لا بأس بها من الشركتين ، ولكن هذه النسبة مقرونة بالاقبال الكبير المتوقع عليهما بعد عودة روح الاكتتابات من جديد ، وكذلك مقرونة بأهمية المحافظة على وضع السوق الحالي واستقراره ،،،
وبتفصيل أكثر وضوحا لمن لم يستوعب ما سبق ، فإن هامور من هوامير السوق في اكتتاب كيان كان سيقوم بسحب ما يقارب : 200 مليون ريال لأجل الاكتتاب له شخصيا فقط في كيان ، ولك أن تحسب كمية الأموال التي سيسحبها لو أراد الاكتتاب لعدد ثلاثة أبناء من عائلته ،،،
أما في بنك الإنماء مثلا فإنه لن يستطيع أن يسحب أكثر من 20 الف ريال فقط له شخصيا ، ولك أن تسحب كمية السيولة الضعيفة التي سيسحبها للاكتتاب لثلاثة من أبنائه ، إن كان فعلا بحاجة لسحب سيولة لهذا الاكتتاب الكبير في شكله الظاهر والصغير جدا في حقيقته ،،،
نحن كصغار المتداولين ، فإن شخص منا عند رغبته في أخذ حصة جيدة من كيان فإنه سيندفع للاكتتاب بما لا يقل عن 10 الاف سهم ، وسيسحب على ضوئها 100 الف ريال له شخصيا ، ولك أن تحسب كم سيسحب من السوق إذا أراد الاكتتاب لعدد (( 6 )) من أبنائه ،،، (( لا شك أن عدد أبناء صغار المتداولين لا يقل عن الضعف من عدد أبناء الهوامير ))
بينما في بنك الإنماء فإنه لن يستطيع أن يكتتب بأكثر من 2000 سهم ولن يسحب من السوق أكثر من 20 الف ريال ، ولك أن تحسب كمية السيولة التي سيسحبها من السوق عند الاكتتاب لأبنائه الـ (( 6 )) ،،،
وقس على ذلك شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية : mtc ،،، لترى الفرق الكبير بين اكتتاب كيان السابق ، واكتتاب الشركتين اللتان جعلت العرق يتصبب في عز الشتاء من جبين كثير من المتداولين بعد الإعلان عنهما ،،،
باختصار شديد ، فإن ما قامت به هيئة سوق المال من تحديد السقف الأعلى للشركتين بكمية تعتبر ضعيفة جدا ، هو (( ضربة معلم )) لا تصدر إلا من خبير ، وكأن لسان حاله يقول (( ياسوق ما يهزك إنما ولا اتصالات بإذن الله )) ... ويظهر بشكل جلي حرص الهيئة على السوق أولا ، ومن ثم على سحب شريحة كبيرة من العامة الذين هجروا السوق سابقا للعودة إليه بمثل هذه الاكتتابات المغرية ،،،
ثانيا : وهو ما أعتقد أنه ظاهر للجميع ، وهو ما تقوم به الهيئة من فترة لا بأس بها ، فإن الإعلان المبكر عن هذين الاكتتابين كفيل بامتصاص الخبر بشكل أكثر من رائع ، وبإذن الله يمر الخبران وقت الاكتتاب بنفس السلاسة التي مر بها اكتتاب بترورابغ الذي كان يعتبر شيئا من المعضلات ولكن تم تجاوزه بسبب توقيت الإعلان عنه وطرحه الأكثر من رائع ،،،
ثالثا : طرح الاكتتابين في وقت واحد ،،، وهو بلا شك كمن يرغمك على الدواء المر دفعة واحدة ، وهو أفضل بلا شك من تقصيد مثل هذه الأخبار ، والتي مهما اجتهدت الهيئة في تخفيف وطأتها على السوق إلا أنها لن تستطيع إزالتها تماما ،،،
النقطة الأخيرة وهي هامة جدا
النقطة هي : تغطية الاكتتابين الكبيرين ،،، هل ستتم تغطيتهما أم لا ،،،؟؟
المسألة في غاية البساطة ،،،
نأخذ بنك الإنماء على سبيل المثال ، كم سيكتتب به من المواطنين ،،، ؟؟
أعتقد لن يقل عدد المكتتبين عن : 5 مليون مكتتب ، وأعتقد أن مليون مكتتب منهم سيكتتب بالحد الأعلى وهو : 2000 سهم ،،،
مليون مكتتب لو اكتتب كل منهم بـ 2000 سهم ، فهم بحاجة إلى 2 مليار سهم ،،، وهي كمية أكبر من الكمية المطروحة من بنك الإنماء ،،،
وبهذا نرى أن تغطية الاكتتاب الأكبر (( بنك الإنماء )) سيقوم به مليون مواطن فقط ، لو اقتصر الاكتتاب عليهم بشرط أن يكتتب كل منهم بـ 2000 سهم ، ولن يستطيعوا الحصول على جميع الكميات التي يريدونها ،،،
إذن لك أن تتخيل عندما يقدم 5 مليون مكتتب على الاكتتاب على البنك ، ولك تخيل الحصة التي سيحصل عليها كل مكتتب ، وأكاد أجزم أنه لن يحصل أي مواطن على أكثر من 1000 سهم من أسهم البنك والله أعلم ،،، خاصة لو قامت الهيئة بمطالبة البنك بوضع دعايات كبيرة للاكتتاب ، وهو أمر يكاد أن يكون مفروغا منه ،،،،
وهذا يؤيد ما سبق ، وأن السعي أيضا للاكتتاب بـ 2000 سهم غير مجدي حقا ، فالحصول على هذه الكمية قد يكون من ضمن المستحيلات ، فالأفضل تقليل الكمية وبالتالي تقليل كمية السيولة التي ستسحب من السوق ،،،
بعد كل هذا فإنني أعتقد والله أعلم ، أن الهيئة قامت بكل ما تستطيعه لامتصاص الخبرين ، وتحجيم أثرهما السلبي على السوق ، ولكن يبقى هناك دور هام جدا وهو (( دور صغار المتداولين ))
أولا : يجب علينا أن نعي هذه النقطة جيدا ، ونعي أنها لم تصدر من الهيئة بهذه الصورة إلا لكونها تعلم أن السوق يحتاج إلى الثقة أكثر من حاجته إلى أي شيء أخر في هذا الوقت بالذات ، وكذلك يجب علينا أن نعلم الكمية التي يجب علينا الاكتتاب بها وألا نتجاوزها ، كما يجب علينا نشر هذا الوعي بيننا في هذا الوقت بالذات قبل أي وقت أخر ،،،
إن مثل هذا الخبر لن يرفع له الهوامير أو الصناع حاجبا ، لولا معرفتهم بردة الفعل السلبية التي ستأتي من صغار المتداولين ، فماذا عساه سيسحب هامور من هوامير السوق ليوفر سيولة لهذا الاكتتاب ، ولكن يبقى الخوف الحقيقي منا نحن الصغار بالمقام الأول والذين قد نتصور الخبر بصورة أكبر من حجمه الطبيعي ،،،
إن طرح الاكتتابات الكبيرة كبنك الإنماء وشركة الاتصالات المتنقلة ، أمر في غاية الأهمية لعدد من الأمور التي تلامس قلب السوق ، منها تجديد الفرص الاستثمارية ، وإيجاد عمق كبير يستوعب السيولة الطموحة التي تفكر في السوق ، وإنشاء سوق جديد بكر داخل السوق القديم والذي انهكت كثير من شركاته بسبب الانهيار السابق ،،،
إن كنا نحب السوق ، ونؤمن أنه مصدر رزق لنا ، فيجب علينا الترحيب بمثل هذه الاكتتابات وتقبلها بصدر رحب ، والتعامل معها بالصورة الصحيحة ،،،
كل هذا لا يدل سوى على دلالة واحدة فقط وهي أن السوق مقبل بإذن الله على (( طفرة )) لم تكن بالبال ولا بالخاطر ، وبأن ما شاهدناه في كيان وفي جبل عمر ، سنراه ولو بعد حين في بنك الإنماء وفي الاتصالات المتنقلة ولك أن تقيس الشركات التي ستتأثر إيجابا بكل هذا مستقبلا بإذن الله ،،،
موضوع منقول للفائدة
|