عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2007, 04:24 AM   #7
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

حول الوضع الداخلي الاقتصادي


مازن السديري
اليوم نصوم وغداً نحتفل بالعيد وننسى الهموم والتضخم والبطالة وغيرها ونحتفل ونرتاح بالعيد والمثل القديم يقول (الكسل أبو الحلول) ونفكر قليلا بمشاكلنا فقد تكون أيام العيد القليلة المباركة فترة طيبة للاسترخاء والتأمل لأن لكل شيء حلاً والأمل أساس النجاح .
وسط تبادل الاتهامات من كل الجهات الفاعلة مثلا رجال الأعمال يلقون باللوم على وزارة العمل وشروطها الإجبارية وشكواهم من قلة الأيدي العاملة وبدورها وزارة العمل تلقي باللوم على التعليم وأن أغلب الخريجين تخصصاتهم لا تناسب سوق العمل، والمجتمع يشتكي من التضخم والتجار يحمّلون مسؤولية التضخم للسلع لارتفاع أسعار الشحن ومسؤولو الشحن ينفون ارتفاع أسعار الشحن، والبعض الآخر يشكك أن يكون تنفيذ خطط الميزانية بمستوى الطموح والوقت المأمول نظرا لاحتياج الوزراء صلاحيات أوسع لتنفيذ الخطط المرجوة وهناك البعض الآخر يرى أن الوزير لابد أن تكون له صلاحية محدودة ليبقى التجانس متوازناً بين عمل الوزارات .. وزيادة الصلاحيات قد تؤدي إلى حالة تفاوت في أعمال الدولة .

أسف أن أُذكّر القارئ بالهموم ولكن أطلب منه أن لا يتشاءم فنحن مجتمع حافل بالاستثمارات والفرص، ووطن سوف يتضاعف دخله القومي خلال السنوات القادمة (البترول وزيادة الطلب العالمي عليه) كل المطلوب هو بعض التنظيم، هناك أوطان كانت بلا موارد وفي قمة الفقر والتخلف أصبحت اليوم أساس النهضة والتقدم في كل المضامير ولتكن اليابان مثلا عندما أرسل الإمبراطور أول بعثة إلى الولايات المتحدة لدراسة المناهج ووسائل التعليم وبعد التعليم يأتي العمل فذهبت ثاني بعثة إلى بريطانيا لدراسة الهندسة والمحاسبة ووصف الإمبراطور صوت أول محرك صنع باليابان بأنه أجمل موسيقى (لأن صوت المحرك كان عالياً ومزعجاً ولكن الجميل فيه أنه كان صناعة وطنية) ومع العلم والتجارة تطور المجتمع ولوحظ القصور في القوانين اليابانية فذهبت ثالث بعثة إلى فرنسا بلد القانون لمعرفة كتابة القوانين وتأسيس القانون المدني والتجاري بما يتناسب مع طبيعة المجتمع وتقاليده واقتصاده وعدم أخذها كما هي في فرنسا إلا عبر مراعاة الاختلاف بين البلدين، ومع دخان المصانع وتطور الحياة ذهبت رابع بعثة إلى ألمانيا لدراسة الطب ومعرفة علاج الأمراض الجديدة التي دخلت علي اليابان، ومع العلم والتجارة والأنظمة والوعي الصحي زادت الأعمال والهموم على المواطن الياباني وبدأت تظهر حالات الملل فأرسل الإمبراطور الحكيم خامس بعثة إلى إيطاليا بلد الفن وخفة الدم والشياكة والرشاقة لدراسة المسرح والفن وإضفاء حالة من المرح على المجتمع .

قد نحتاج لأن نكرر نفس بعثاتهم لأن ما نحتاجه هو كفاءات وقوانين تكبح التضخم، وخطط اقتصادية تعالج البطالة وبعد وقبل كل ذلك نكتة رائقة تهدئ الأعصاب بالضحك وتطرد الهمّ، وتشرح النفس للتفاؤل ثم العمل..

وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وأفرحكم في أعيادكم والبهجة مع الأهل عند الفطور .
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً