ايكنوميات
الخطوط.. والأخطبوط!!
علي القحيص
تعددت خلال السنوات الاخيرة شركات الطيران في منطقتنا وزاد عددها على نحو واضح، كما تنوعت هذه الشركات وتراوح نشاطها بين الطيران المنخفض التكلفة (السياحي) وصولاً إلى الطيران الخاص وطيران رجال الاعمال ذي التكلفة الباهظة، بالمقابل شهدت هذه الفترة كوارث عدة حدثت لبعض شركات الطيران في الدول الفقيرة نتيجة قدم الطائرات المستخدمة واستهلاكها وإفتقارها للصيانة الملائمة.
الامر الذي يدعو إلى التساؤل عن مدى جدية الاتحاد الدولي للنقل الجوي "آياتا" والذي تاسس منذ عام 1945م بغرض تنظيم صناعة النقل الجوي وفرض الرقابة على الشركات العاملة في مجال النقل الجوي، حيث اضطرت بعض الدول الاوربية إلى وضع قوائم سوداء لشركات الطيران التي تعتبر غير آمنة وصالحة للاستخدام الجوي.
لماذا لا يتم مثلاً فرض إجراءات صارمة وزيارات مفاجئة للخطوط الجوية في البلدان المعنية، واجراء فحص سنوي صارم ودقيق لجميع طائرات العالم من قبل الاتحاد الدولي للطيران على غرار الفحص السنوي للسيارات الذي يجرى في الدول المتقدمة حيث لا تتمكن السيارة من اجتياز الفحص بنجاح ما لم تكن خالية تماماً من المشاكل الميكانيكة او انها تعاني من خلل في الهيكل (الشاصي) هذا بالنسبة للسيارة فما بالك بالطائرات التي تحمل مئات الاشخاص على علو آلاف الاقدام معلقة بين السماء والارض.
فنحمد الله تعالى على خلو منطقة الخليج عموماً من هذه الكوارث المفجعة، إلا ان الامر المزعج والمؤرق والذي نعاني منه في هذه المنطقة هو التارجح والتفاوت الشديد في اسعار التذاكر، حيث يمكن لسعر التذكرة ان يتضاعف مرتين او ثلاثة اضعاف بين يوم وليلة، الامر الذي يسبب قلقاً وإزعاجاً للمسافرين وإرباكاً لهم في اتخاذ قراراتهم فتجد احدهم يضع دراسة كاملة عن توقيت رحلته، لاسيما إذا كانت عائلته معه او عدة اشخاص، وما إن كان هذا الموعد متعارضاً مع مناسبة ما ترتفع خلالها اسعار التذاكر نتيجة ارتفاع الطلب عليها، ثم يقوم بحجز تذكرته قبل عدة اشهر من موعد إجازته مثلاً، بعد مراقبة دقيقة لاسعار التذاكر لتفادي الارتفاع الكبير في السعر وعند تاكيد الحجز يفاجا بموظف الشركة يبلغه بان السعر قد تغير وتضاعف نتيجة لزيادة الطلب على هذه الرحلة، والاغرب من ذلك هو التفاوت الكبير في اسعار البطاقات بين الشركات المختلفة فقد وصل سعر تذاكر إحدى شركات الطيران الخليجية إلى ما قيمته اقل من (200) ريال فقط للسفر بين الدول الخليجية، في حين تجاوز سعر تذكرة الرحلة إلى (موسكو) والتي تستغرق 5ساعات في شركة اخرى من نفس البلد ما يوازي (60000) ستين الف ريال، وتجدر الإشارة هنا ان هذا السعر لمقعد واحد اي انك لن تستاجر الطائرة بالكامل او تشتريها!!
اين هو الاتحاد الدولي للنقل الجوي من هذه الممارسات اليس من اختصاصه وضع معايير واضحة لتحديد اسعار تذاكر السفر ومراقبة شركات الطيران الاعضاء واسعارها؟ .. هل صحيح ما يشاع عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) بانه اضحى اشبه بمنظمة احتكار وتحكم بالاسعار بدل تنظيمها؟
ولماذا لا يكون لدينا في منطقة الخليج العربي على الاقل اتحاد خاص ينظم عمل شركات النقل الجوي والاتفاق على تقارب الاسعار مع ظاهرة تعدد شركات الطيران في الخليج، ويريح سكان المنطقة (واغلبهم يسافر جواً سواء مواطنين او مقيمين) من تحكم شركات الطيران بالاسعار لاسيما ان اقطارنا اصبحت مصدر جذب للعمل والسياحة ويحد من هذا الفلتان غير المنطقي صعوداً ونزولاً في اسعار تذاكر الطيران الذي اصبح (مقلعا) فوق الخيال!!
|