[سعد الجهلاني]

رغم الشروع في مفاوضات ثلاثية الأطراف
استمرار الإضرابات في قطاع النقل يلحق أضراراً بالاقتصاد الفرنسي



باريس - مكتب "الرياض"، حسان التليلي:
تواصلت أمس الأربعاء لليوم الثامن على التوالي حركة إضراب عمال النقل العام وموظفيه عن العمل. وبالرغم من شروع الحكومة الفرنسية ونقابات الموظفين والعمال والمسؤولين عن قطاع النقل العام بواسطة السكة الحديد في مفاوضات أمس هدفها إيجاد مخرج لهذه الحركة فإن هناك احتمالا في أن تستمر عملية تنقل الفرنسيين والمقيمين فيها داخل البلاد بشكل يومي للعمل والدراسة شبه مشلولة لعدة أيام أخرى.. بل إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي أمس الأول حول هذه الإضرابات وأسبابها ومسبباتها من شأنها حمل كثير من المضربين على تشديد مواقفهم. فقد أكد نيكولا ساركوزي أنه لن يتراجع عن المشروع الذي أعلنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية ودعا بموجبه إلى إنهاء كل الامتيازات التي كانت لدى عدد من العاملين والموظفين في عدد من القطاعات ومن بينهم عمال السكة الحديد وموظفوها والذين كان بإمكانهم حتى الآن التقاعد قبل سن الستين .
وكان إصرار الرئيس الفرنسي على المضي قدما لوضع حد لهذه الامتيازات سببا أساسيا من أسباب شن الإضراب عن العمل في قطاع النقل العام لاسيما عبر السكة الحديد منذ ثمانية أيام. وقد قبلت النقابات العمالية بالدخول في مفاوضات مع الدولة وأرباب الشركات الوطنية المسؤولة عن النقل العام بواسطة الرتل. ولكن كثيرا من العمال والموظفين يتحفظون على هذه المفاوضات ويعتبرون أن الغرض الأساسي منها هو تركيع النقابات وحملها على القبول بالمشروع الرئاسي.

وقد تسبب هذا الإضراب في خسائر اقتصادية هامة قدرت بحوالي ثلاث مائة وخمسين مليون يور في اليوم . ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن ترتفع فاتورة الخسائر في ألأيام المقبلة في حال استمرار الإضراب. وهم يعتبرون أن هناك اليوم شرائح كثيرة من المجتمع ستتحرك في الأسابيع والأشهر المقبلة للتعبير عن غضبها إزاء غلاء المعيشة من جهة وتجميد أجورها من جهة أخرى.

وإذا كان موظفو القطاع العام قد أضربوا أمس الأول عن العمل ونزلوا بمئات الآلاف إلى الشورارع احتجاجا على انحسار القدرة الشرائية عندهم وغلاء المعيشة فإن هناك قناعة لدى كثير من المراقبين بأن الشارع الفرنسي لن يقف في المستقبل مع الحكومة خلافا لما هو عليه الأمر اليوم حيث تعتبر غالبية الفرنسيين أن ساركوزي على حق في وضع حد لامتيازات عدد من القطاعات منها قطاع النقل العام عبر السكة الحديد.