عمليات البزنس في دبي تعقد ليلاً في الخيم الرمضانية
انخفاض إنتاجية الموظفين في شهر رمضان بسبب الصيام عن العمل والطعام
كونا - وليد بوعباس:
أنت غير محظوظ اذا كانت لديك معاملات تنجزها في شهر رمضان وان تأخر انجازها الى ما بعد عيد الفطر امر وارد لان الاداء في معظم المؤسسات والدوائر الحكومية في العالم العربي خلال هذا الشهر يصل الى مرحلة الكساد الوظيفي لدى كثير من الموظفين حيث يبدعون في اهدار الوقت بحجج واهية.
الحياة الاقتصادية في دبي غيرت الكثير من هذه الافكار وان ظل البعض مصرا على العيش في جلباب الماضي غير عابىء بما يحدث حوله فقد تحولت السهرات الرمضانية والجلسات الى قاعات اجتماعات لانجاز الاعمال عوضا عن فترات العمل خلال النهار ولكن يبقى ضعف الإنتاجية للموظفين خلال الشهر الكريم علامة بارزة وان اختلفت نسبيا من مؤسسة الى أخرى.
وتشير اللقاءات التي أجرتها وكالة الانباء الكويتية "كونا" هنا مع عدد من الموظفين الى ان البعض ينتظر هذا الشهر للصوم عن العمل مثل صيامه عن الطعام والشراب مؤكدين ان الإنتاجية تتراجع بنسبة تصل الى 2في المئة لدى الموظفين الملتزمين وتصل أكثر من ضعف هذا الرقم لدى الفئة التي اعتادت عدم الالتزام بساعات العمل الرسمية في رمضان أو غيره.
وقال خالد فهمي موظف في احدى الدوائر الحكومية ان دوام شهر رمضان من اكثر الأشياء ثقلا وارهاقا على الانسان نتيجة السهر حتى وقت متأخر من الليل متهما في الوقت نفسه المؤسسات نفسها بأنها تشجع على ذلك من خلال حرصها على تأخير بداية الدوام الى التاسعة أو العاشرة صباحا بدلا من السابعة ما ادى الى قتل الحيوية والنشاط اللذين اعتاد عليهما الموظف.
واعتبر ان التكاسل والتقاعس عن العمل اصبحا عادة راسخة في أذهان الناس ولا يمكن تغييرهما الا بتغيير سياسة مؤسسات المجتمع وعلى رأسها الاعلام لانها المسؤولة عن هذه الظاهرة التي أدت الى ضعف إنتاجية الموظف الى ادنى درجة خلال هذا الشهر على مدار العام.
اما احمد السويدي وهو مدير ادارة بوزارة العمل فقال ان البعض يقضي في صلاة الظهر وقتا أكثر من العادة حتى يخرج من الصلاة مع انتهاء الدوام مضيفا ان الكثير من الموظفين يعتبر نفسه خارج الخدمة خلال الشهر الكريم في الوقت الذي يجب أن يكون الانسان فيه أكثر اخلاصا وبالتالي أكثر قدرة على العطاء ومساعدة المراجعين على سرعة انجاز معاملاتهم.
ويشاركه الرأي ايهم علي الموظف بدائرة السياحة والتسويق التجاري بالقول ان تخفيض ساعات الدوام ادى الى خفض الإنتاجية اكثر من 20في المئة لدى الموظفين الملتزمين أما زملاؤهم الذين اعتادو على البحث عن الاعذار فتنخفض إنتاجيتهم الى الضعف تقريبا. واشار الى ان معظم عمليات البزنس تتم ليلا في الخيم الرمضانية بل إن الكثير من الشركات أصبحت تحرص على هذا التقليد سنويا. وافاد انه على الرغم من حرص ارباب العمل في الشركات الخاصة على استغلال طاقات وأوقات موظفيهم الى أقصى درجة فان عدوى التقاعس التي تسيطر على الكثير من موظفي القطاع العام اصابتهم ليس نتيجة القرارات الحكومية القاضية بتخفيض ساعات العمل خلال الشهر الفضيل وانما لإيمانهم بأن المعاملة لن تنتهي بيسر وسهولة كما هي الحال في الأيام العادية.
واعرب امجد ناصر موظف علاقات عامة بشركة تجارية عن رأيه بهذا الموضوع بالقول ان التقصير أصبح سمة مرتبطة بالموظفين طيلة شهر رمضان نتيجة القراءة الخاطئة لايام الشهر ولياليه وكيفية ادارة وتصريف الوقت. وتابع ان الحصار التلفزيوني الذي يسرق معظم اوقات الليالي جراء البرامج المكثفة يزيد من أعباء الموظفين ويدفعهم الى تأجيل المعاملات التي يمكن تأخيرها الى مابعد رمضان.
واكد كمال يحيى وهو مدرس أول رياضيات أن اختصار أوقات العمل لمدة ساعتين يوميا خلال شهر كامل يؤثر على العملية التربوية ككل حيث يؤدى الى حذف بعض الموضوعات أحيانا والسرعة في الشرح أحيانا من اجل الانجاز في الوقت المحدد ما يؤثر سلبا على تحصيل الطلاب.
ووصف الدكتور مصعب الزبير اخصائي الامراض الباطنية شهر رمضان بشهر التقارير الطبية حيث لم يجد الموظفون الكسالى امام اصرار الدوائر التي يعملون بها على التزامهم فرصة للهروب سوى اللجوء للتقارير الطبية ما يؤثر بشكل سلبي على الإنتاجية. وقال ان الفهم الخاطىء لطبيعة الشهر هو الذي أدى الى هذه النتيجة بالاضافة الى الممارسات الغذائية الخاطئة التي تزيد من حالة الخمول والكسل لدى البعض مؤكدا ان تغيير العادات وممارسة الفهم الصحيح هما الحل لهذه الظاهرة ولكن التنفيذ صعب للغاية لصعوبة تغيير العادات.
ولفت الى ان المرأة هي الاكثر إنتاجا عبر تواجدها معظم النهار في المطبخ ولكن للاسف يذهب معظم إنتاجها الى بطون حاويات القمامة. وتبقى ظاهرة ضعف الإنتاجية والتكاسل في العمل تطل برأسها على المسلمين في مثل هذه الايام في شهر رمضان وتتجدد كل عام حتى كادت تصبح تشريعا.
|