حدائق الملك عبد الله العالمية تؤرخ 400 مليون سنة في الجزيرة العربية
- عبد الله الفهيد من الرياض - 08/09/1428هـ
مشروع حدائق الملك عبد الله العالمية، الهدية التي اتفق عليها سكان الرياض لخادم الشريفين بمناسبة البيعة، معلنة انطلاق مشروع عملاق، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل سيتجاوزه ليصل إلى العالمية، لعدة اعتبارات، منها، الفلسفة التي سينطلق بها مشروع الحدائق، الذي سيكون على أنماط الحدائق العالمية.
ويأتي الموقع الذي تربو مساحته على مليوني متر مربع، وتم تقديمه من قبل أمانة منطقة الرياض على طريق جدة السريع، وعليه فإن العنصر الرئيسي فيها، الحديقة النباتية، حيث تنقسم إلى قسمين، الأول مغطى ومتحكم في بيئاتها، وهذا القسم مكون من حديقتين عملاقتين مغلقتين، تم تصميمهم على شكل هلال، تزيد مساحته على 100 ألف متر مربع، وهو وفقا للمعلومات، فإن هذا الحجم يزيد على خمسة أضعاف حجم مشروع قبة عدن الشهيرة في بريطانيا، كما أن هذا الجزء من الإنشاء سيرتفع 40 مترا عن مستوى الأرض، ليصبح أضخم مشروع إنشائي من نوعه في العالم، كما أن من مميزاته، تنظيم درجات الحرارة والرطوبة داخله بشكل دقيق لكي يكون ملائما لنمو النباتات.
ومن المقرر لمشروع حدائق الملك عبد الله العالمية أن يغطي تاريخ الجزيرة العربية الطبيعي لـ 400 مليون سنة ماضية وحتى هذا الوقت الذي نعيشه، والهدف من ذلك ليس فقط أن تكون حدائق فحسب، بل سيكون من وظائف المشروع دعم الجانب التثقيفي لزائريه بالتغيرات النباتية التي حصلت منذ آلاف السنين في منطقة صحراوية مرت بتغيرات مناخية دراماتيكية على مر العصور.
كما سيتمكن الزائرين من السير عبر الزمن للاطلاع على تغييرات النشوء والتطور، والتكيف للنباتات التي أحدثت الطحالب، والسرخس، وحشيش البحر، والأشجار والنباتات الزهرية في عالم اليوم، ولهذا فالزوار سيعبرون بذلك إلى العصر الكربوني، والمنتزه الجوراسي المكون من غابات خفيفة من الأشجار، ليصلوا بعد ذلك إلى العصر الكريتاكوني حيث نمت الأزهار الأولى. ويصل الزوار بعد ذلك إلى العصر الزنزوني، حيث ظهرت الأعشاب الأولى، ثم إلى العصر البليوسيني الذي شهد ظهور أحواض الأنهر والغابات الخفيفة. وسيحتوي المشروع على أجزاء أخرى ستخصص لإنشاء حدائق ذات بيئات مختلفة مماثلة لما هو في بيئات العالم.
أما الجزء الثاني من الحديقة النباتية، فسيكون مفتوحا، ويضم النباتات المختلفة للبيئة المحلية ومماثلة للتكوينات البيئية لها، كما تضم "الحديقة النباتية": متحف للنباتات، بنك البذور، الحديقة الصخرية، الحديقة الصحراوية، أما ركن "الحديقة الدولية" فيضم مساحات مختلفة لإنشاء أنماط مختلفة من تصاميم الحدائق تعكس كل واحدة منها ثقافة و معالم لمن خصصت له، فعلى سبيل المثال توجد الحديقة الأمريكية، الحدائق الأوروبية، الحديقة الأسترالية، الحدائق الآسيوية، وحدائق أخرى إفريقية. فيما سيحتوي ركن "الحدائق المائية" على حديقة الثلج، حديقة الماء، حديقة الأسماك، حديقة الشلالات، فيما ستضم "حدائق الطفل" حدائق الاكتشاف، حدائق الدهشة، وملاعب أطفال.
فيما ستضم الحدائق العلمية، حديقة الزهور، الحديقة الفيزيائية، الحديقة الجيولوجية، حديقة الطيور، حديقة الفراشات، وحديقة الزواحف، كما يضم المشروع خدمات مركزية متكاملة، تشمل سوق الهدايا، مسرحا مكشوفا، مطاعم ومقاهي، وممرات للمشاة، ساحة للعروض، جلسات ومناطق للتخييم، ومناطق استراحة وخدمات متنوعة.
لعل ما يميز المشروع، إضافة إلى عناصره، أنه يقوم على الطاقة المتجددة واستخدام أقل كميات ممكنة من المياه، وكذلك تميزه باحتوائه على أكبر مبنى مكون من التيفلون في العالم، بموارد الطاقة المتجددة، وبالذات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، بينما سوف يتم تخزين المياه في خزانات تحت أرض للهلالين.
|