عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-2007, 08:27 AM   #8
سعد الجهلاني
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 52,139

 
افتراضي

المكسرات والأفلاتوكسين.. وكلاب الأمريكان نموذجاً!!
د.عبدالرحمن يحيى القحطاني
معظمنا سمع بقضية انتشار مادة الأفلاتوكسين السامة في العديد من أنواع المكسرات ..
وجميعنا يعلم أنه من حقنا كبشر - قبل أن نكون مستهلكين - أن نعرف ما هي تلك المنتجات الضارة..
ومعظمنا - إن لم يكن جميعنا - يقر بأن هيئة الغذاء والدواء لم تحسن التصرف عندما تكتمت على القضية وتعاملت معها بسرية غير مبررة، وذلك لعدة أسباب. الأول منها أن التلوث أُكتشف في العديد من قطاعي الجملة والتجزئة وهذا مؤشر عن حجم المشكلة، والاحتمال الأكبر أنها منتشرة في معظم أسواق المملكة، وبالتالي فلا مجال للتكتم على قضية بهذا الحجم. والسبب الثاني والأهم أن درجة التلوث والسمية التي اكتشفت عالية، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة الرياض في عددها 14296الصادر بتاريخ 1428/8/2ه.
ومن مبدأ إعطاء كل ذي حقٍ حقه، فتشكر الهيئة على هذا الاهتمام والكشف عن ذلك التلوث، ولكن في المقابل نعتب عليها كثيراً عدم الإفصاح عن المعلومات التي يحتاجها المستهلك لدفع الضرر عن نفسه. وهذا يجعلنا نطالبتها بسرعة نشر كامل المعلومات الضرورية حول تلك القضية والتعريف بتلك المنتجات الملوثة، وأنواعها والمؤسسات والشركات التي تبيعها وبلد المنشأ .. فهذا من أوجب واجبات هيئة الغذاء والدواء.
ومن الضروري بمكان أن تقوم هيئة الغذاء والدواء بتطوير ما يسمى بنظام الاستدعاء (Recall System) لسحب المنتجات الضارة والمخالفة للمواصفات والمقاييس، وهو نظام مطبق في العديد من دول العالم وتحديداً في أوروبا ودول أمريكا الشمالية. وغالباً ما ينقسم الاستدعاء في هذا النظام إلى قسمين الأول استدعاء إلزامي (إجباري) للمنتج حال وجود خطر صحي واضح على المستهلك، أو استدعاء طوعي في الحالات الأخرى. وينظر النظام في أحد أهدافه إلى حق المستهلك في الإطلاع على كافة المعلومات الضرورية للتعرف على المنتجات الضارة أو المخالفة للمواصفات والمقاييس، بما فيها نوعية المنتج والشركة المصنعة له والضرر الذي قد يحدثه على الصحة، ويدخل ذلك تحت سياسة حرية المعلومات (Freedom of Information) التي يحفظها النظام الأساسي لتلك الدول للمواطن. وفي دول مثل أمريكا وبريطانيا وكندا وغيرها يتم نشر تلك المعلومات من خلال المواقع الإلكترونية للجهات الرسمية كالهيئات المعنية بالغذاء والدواء، والتجارة، وحماية المستهلك.
كما يجب أن لا نلقي باللوم كله على الهيئة فقط، فهناك جهات أخرى لها دور كبير في هذا القصور، كما أن الهيئة لا يمكنها إطلاقاً مواجهة القضية لوحدها ويحتاج ذلك مساندة ودعم من قبل الجهات المعنية الأخرى وتحديداً وزارة التجارة ووزارة الشؤون البلدية.
ولا أخفيكم أن كثيراً من التساؤلات جالت في خاطري عند سماع هذا الخبر.. فهل يمكن أن تفسر هذه القضية الانتشار لبعض أنواع السرطانات في المجتمع السعودي؟.. وماذا عن بقية التسممات الفطرية (غير الأفلاتوكسين) كالأوكراتوكسين الذي يتواجد في بعض الحبوب كالقمح والشعير والذرة والشوفان، والذي يعتقد أنه يؤثر على وظائف الكلى.. وهل يمكن أن يفسر ذلك ظهور بعض حالات الفشل الكلوي (غير معروفة السبب) وخصوصاً لدى الفئات العمرية الشابة؟، على كل لا يمكن إثبات ذلك بهذه السهولة ويحتاج الأمر لدراسات وأبحاث علمية متعمقة. لا أريد أن أثير الهلع لدى المستهلك ولكنها تساؤلات تحتاج إلى نظر ومتابعة من قبل الجهات المعنية للبحث عن التسممات الفطرية الأخرى، ويستدعي الأمر اهتمام من قبل المراكز البحثية الطبية بوزارة الصحة والجامعات وغيرها.
أما أنتم أيها المستهلكون - وإزاء هذا التكتم حول القضية - فنصيحتي لكم بالتوقف عن تناول المكسرات (وليس الفستق فقط) لأن هذه المادة يمكن أن توجد في اللوز والبندق والفول السوداني وغيرها، ولننتظر إلا أن يتم الإفصاح عن ملابسات الموضوع من قبل الهيئة وطمأنتنا على سلامتها ومأمونية تناولها. وقد يشوب ذلك ضرر على بعض التجار، لكن القاعدة تقول أن مصلحة الجماعة (المستهلكين) مقدمة على مصلحة الفرد (التاجر).
وعوداً على سيئ الذكر الأفلاتوكسين.. فربما القليل منا يعرف أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية سحبت من أسواقها قبل عدة أشهر أطعمة معلبة ملوثة بتلك المادة، ونشرت كافة التفاصيل حول تلك المعلبات ومنتجيها على موقعها الإلكتروني بكل أريحية وبدون تحفظ!!..
بقي أن تعرف أيها المستهلك (الغلبان) أن تلك المعلبات كانت أطعمة لكلاب الأمريكان (أكرمكم الله)!! فانظر البون الشاسع بيننا وبينهم.
سعد الجهلاني غير متواجد حالياً