علي الحيدان
القصّة الكاملة
رحمك الله ياأبا هيفاء ... وربط على قلوب بناتك وزوجتك ووالدك الكلوم ورفع الله عن والدتك
ابو هيفاء
رجل محبوب من معارفه وزملائه
يحب البرّ والرحلات البرّية
كانت له عادة يوم الجمعة بالخروج الى الصحراء وكما تقول زوجته : كان حينما نجلس على الغداء ظهر الجمعة يقول مررت اليوم على رماح وصليت الجمعة هناك ......
وكان قبل يوم الجمعة الذي خرج به قد اشترى جهاز قارمن وربّما كان يريد تجريبه مع انه من أهل البرّ تقول زوجته كان معه كتاب يقلّب به وأظنه عن الصمان واحداثياتها
في يوم الجمعة الموعود قام عند صلاة الفجر وأكمل تجهيز العزبة والأغراض
أيقض أهله لصلاة الفجر وخرج الى ماكان معتادا عليه في كل جمعة
جاء العصر ولم يحضر وكانوا قد اتصلوا عليه صباحا فدقّ جرس الهاتف لكنه لم يردّ
وبعده فقد الجوال الاتصال بالشبكة
بدأ القلق يساور الجميع
استنفرت الجهود في البحث عنه
وكان لكثير من المنتديات والساحات جهد مشكور في ذلك منها منتدى مكشات وأعضائه الذين تبرع عدد منهم للخروج والبحث
خرجت طائرات البحث لتبحث عنه ولكن لعدم وجود مكان معين كانت الجهود تضيع سدى
كان الاتصال الأخير به على طريق الدمام
جائت أخبار انه شوهد عند منطقة سعد ... وقيل عند رماح واختلفت الأقوال
وجاء رجل وأخبرهم انه قد جائه رجل وسلّم عليه سلام معرفه ولكنّه لم يتعرّف عليه
وحينما سمع بخبر فقدانه وشاهد صورته عرفه
وقال إن ذلك في منطقة قريبة من الدّهو بالصمان
كُتبت الموضوعات ..... وضعت الجوائز ...... ولكن قدر الله نافذ
في ليل الأحد كان الراعي الباكستاني يسير مع أغنامه فشاهد الرجل المنكبّ على الأرض فخاف وهرب واتصل بكفيله الذي اتصل بالشرطة الذين حضروا لأخذ الجثة ولكن السيارة لم تكن موجودة عنده وكل مامعه كيس فيه أغراضه ومفاتيحه والقارمن
هل تعلمون أين وجد ؟؟؟
كان الرجل قد دخل منطقة الدهناء من طريق الدمام وقام بقطع الدهناء وحينما غرّزت السيارة بقي له أقل من الكيلو الواحد لنهاية الدهناء ولكن القدر جعل هذا الكيلو أخطر من 150 كيلو
نعم ... غرّزت السيارة ومكث بها خمسة أيام على تقدير المقدّرين
وسار عن السيارة خمسة كيلو مترات وهناك انهكه التعب وارهقه العطش وكان الماء الموجود معه بالسيارة قد انتهى
فجلس يصلي واتجه الى خالقه وبارئه ورفع سبابته الى السماء ....... وفاضت روحه الى بارئها ..... ووجد بعدها بأربعة أيام
قام مجموعة من الشباب بالخروج يوم الإثنين للبحث عن السيارة فوجدوها وأحضروها معهم الى الرياض ويقول لي من كان معهم بأنني أخذت الباكستاني الى مكان السيارة واتجهنا منها الى مكان وجود الجثة فوجدناه قد مرّ بجانب خيمة الراعي ولكن الله لم يشأ أن يراها وقدر الله نافذ
تعداها ولم يستطع المسير ... وأدركه الموت
رحمك الله ياأبا هيفاء
وكأنني به وجلاّ في تيك الأيام التي لارفيق معه الا الله ولا لحاف له الا السماء وفراشه الأرض
ماذا كان يجول في خاطره .... بمن كان يفكّر ... بنيّاته الستّ ... أم والده المريض ووالدته المتعبة من زمن
حينما مكث بسيارته يرجوا أن ييسر الله له من يساعده ويخرجه مما هو فيه
كل نبضة كانت تروي قصّة ورواية ماحدّث الزمان بمثلها ولا يعلمها الا من يعلم السرّ وأخفى
رحماك يارب رحماك ... بعبدك وابن عبدك وابن أمتك
لااااااااااإله الا انت ولا رب لنا سواك ... ارحمه واغفر له وثبته بالقول الثابت عند السؤال
وستتم الصلاة عليه بعد صلاة عصر الثلاثاء في جامع الراجحي بالرياض
القصة لم تنته بعد ولكن هذا مالديّ الآن وان ظهر جديد فسنوافيكم به
رحمك الله ياأبا هيفاء وجعلك من الشهداء وغفر لك وأسكنك الجنان وأرواك من نهر الكوثر وألحق أهلك بك في الفردوس الأعلى من الجنّة ياااارب العالمين