[الرشيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يعتبر الاقتصاد السعودي أكبر اقتصاديات دول الشرق الأوسط ومن غير المعقول أن تقتصر السوق المالية السعودية على عدد شركات يقل عن المائة بل لابد من زيادة العدد بقدر كبير من خلال طرح شركات جديدة ذات فائدة وجدوى قائمة على استغلال الميزة النسبية للاقتصاد السعودي القائم على البترول...
وبما أننا شعب لانهتم بالوقت ولا بالتوقيت فلم يكن لدى مسؤولينا أي فرق في تأخير عمليات الطرح بضع سنوات لتبدأ في عام 2006م غير عابئين بتأثير هذا التأخير على تنميتنا الاقتصادية ....ناهيك عما يصاحب ذلك من اجراءات روتينية رتيبة وتعقيدات بيروقراطية مملة (حتى القرف)....
وشرعنا بعمليات الطرح ولكن للأسف لم تخل العملية من العشوائية والمحسوبية والضبابية.... واتصفت تلك المرحلة بالعويل والنياح والمآتم ولطم الخدود وشق الجيوب من قبل غالبية المتداولين الصغار بينما كانت فترة ذهبية للقلة الذين طرحوا جزءا يسيرا من شركاتهم فامتلأت جيوبهم بحلاوة(علاوة) اصدار فاقت رؤوس أموال شركاتهم مع احتفاظهم بالنسب المسيطرة على تلك الشركات.....
ومن صور العشوائية والتخبط في عمليات الاكتتابات اتباع هيئة سوق المال عنصر المفاجأة في الاعلان عن كل اكتتاب مهما كان حجمه الأمر الذي جعل كثيرا من المستثمرين والمضاربين الكبار يعزفون عن السوق مخافة المباغتة ....ومن دخل منهم في السوق فلايكاد يلبث إلا مقدار يوم تداول فقط ....
إننا لانطالب بإيقاف الاكتتابات (أبدا فهذا محال ) ولكننا نطالب بجدولة تلك الاكتتابات حتى نهاية العام (حتى نعرف كوعنا من بوعنا)..فعملية الجدولة ستجنب السوق عنصر المفاجأة وستقضي على الشائعات وتولد الطمأنينة ...
إن أي مستثمر في سوقنا المالية لابد أن يأخذ جميع العوامل المؤثرة الحالية والمستقبلية في الاعتبار حتى تصبح قراراته رشيدة سديدة ومن أهم العوامل جدولة الاكتتابات ...
إننا نرجو ونأمل من هيئتنا الموقرة أن تسارع الى جدولة الاكتتابات من أجل حماية صغارنا المتداولين وقطعا لدابر الشائعات وناشريها المرجفين ومن أجل الحفاظ على ماتبقى من ثقة في سوقنا المالية....