«ديار» واثقة من تغطية الاكتتاب لجمع 865 مليون دولار رغم اتجاهات السوق
وزارة الاقتصاد الإماراتية تشتري 5% من الأسهم
دبي: عصام الشيخ
الارتفاع الحاد والمفاجئ الذي شهدته أسواق الأسهم الاماراتية، الأحد الماضي، والذي تصادف مع انطلاق الاكتتاب العام على أسهم شركة «ديار» العقارية كان بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل للطرفين.
فهذا الارتفاع الذي قادته أسهم دبي بحوالي 3.5% طرح تساؤلات على تأثير ذلك على الاقبال على اكتتاب ديار الذي يستهدف جمع 3.1 مليار درهم (865 مليون دولار) خلال فترة عشرة ايام. وتاريخيا، وجه المنتقدون اللوم الى موجة من الاكتتابات الجديدة في الانهيار الدراماتيكي لاسواق الاسهم خلال العامين الماضيين حيث اعتقد كثير من المحللين ان هذه الموجات المتعاقبة «شفطت» السيولة من السوق مما قاد في النهاية الى الانهيار. وعادة ما تهدأ اسواق الاسهم خلال فترة عمليات الاكتتاب، فتتراجع أحجام التداولات وتنخفض الاسعار رغبة من المستثمرين، وخاصة الافراد منهم للمشاركة في شراء الاسهم الجديدة والاستفادة من ارباحها بعد ادراجها في البورصة، إلا ان العكس تماما هو ما حدث في اول يومين من اكتتاب «ديار» التابعة لبنك دبي الاسلامي. وقال محللون ان الارتفاع القوي وعودة ما يبدو الثقة للسوق قد تحبط عزيمة المستثمرين وتثنيهم عن رمي اموالهم في اكتتاب قد لا يرون نتائجه إلا بعد مرور ثلاثة اشهر في الأقل في الوقت الذي يمكنهم فيه تحقيق أرباح في المضاربات اليومية.
وبدأ البعض يتساءل ايضا ما إذا كان اكتتاب «ديار» سيؤدي الى جمع اضعاف الاموال المطلوبة كما حدث في امثلة سابقة، خاصة ان اكتتاب «العربية للطيران» مطلع العام الحالي لم يتمكن من تسجيل فائض إلا بمرة ونصف المرة. الا ان زاك شاهين الرئيس التنفيذي لديار اعتبر ان المضاربات القوية على سهم بنك دبي الاسلامي خلال اليومين الماضيين اشارة ايجابية تدل على قناعة المستثمرين بشركة «ديار». وبالفعل، وصل سهم بنك دبي الاسلامي الاحد الى الحد الأعلى من الارتفاع السعري حيث بلغ 14.68% الى 8.7 درهم، محققا ربحا بلغ 1.11 درهم مع تداول 24.3 مليون سهم، وحافظ السهم على زخمه امس رغم انخفاضه بسبب عمليات جني الارباح. وقال شاهين لـ«الشرق الاوسط» في مقابلة هاتفية ان هناك قناعة تامة لدى المستثمرين بتأثير ايجابي للاكتتاب على بنك دبي الاسلامي بسبب تكهنات بتحقيق البنك لدخل يصل الى مليار درهم من هذه العملية. واعترف شاهين بأن طفرة الاكتتابات العامة في الامارات لم تعد كما كانت في الماضي، إلا انه قال إن نشاط الشركة في القطاع العقاري الذي يعتبر من القطاعات الاساسية في منطقة الخليج كفيل بنجاح الشركة في تحقيق أهدافها من طرح الاسهم للاكتتاب العام. وكشف ان وزارة الاقتصاد الاماراتية التزمت في اليوم الاول من الاكتتاب بشراء 5% من الاسهم المطروحة أي ما يعادل 158.9 مليون درهم. وقال «هذه هي المرة الاولى التي نرى فيها مثل هذه الخطوة في الامارات، فعادة ما تلتزم الوزارة بشراء اسهم شركة ما في فترة لاحقة من الاكتتاب». وتطرح الشركة اسهما بقيمة 178.3 مليار درهم موزعة على 178.3 مليار سهم بما يعادل 55% من اجمالي رأسمال الشركة، وهو اكتتاب يوصف بأنه الاكبر في تاريخ الامارات.
وباب الاكتتاب مفتوح أمام مواطني الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي فقط. وقال شاهين انه واثق من تغطية الاكتتاب بأضعاف، مشيرا الى التزام وزارة الاقتصاد وتلقي فرع واحد لأحد البنوك اكثر من 600 طلب اكتتاب من مستثمرين افراد في اليوم الاول. واضاف «هناك ايضا اهتمام كافٍ من المؤسسات ولدينا اتصالات كثيرة مع حكومات وشركات قابضة في الامارات والمنطقة تبدي اهتماما جديا بالمشاركة في الاكتتاب». ويقول محللون ان اكتتاب «ديار» يستقطب على ما يبدو اموال مؤسسات اكثر من اموال الافراد لأن المستثمرين يدخلون الشركة كخطة استراتيجية طويلة الأمد.
|