فنزويلا تؤمّم النفط وتنسحب من صندوق النقد والبنك الدولي
- كراكاس (فنزويلا) ـ رويترز - 15/04/1428هـ
جردت فنزويلا كبرى شركات النفط من السيطرة على مشاريع إنتاج الخام في حزام أورينوكو، في خطوة حيوية في اتجاه الرئيس هوجو شافيز نحو التأميم. وجاءت خطوة التأميم يوم عيد العمال بعد عام بالتحديد من مفاجأة رئيس بوليفيا إيفو موراليس، الحليف اليساري لشافيز، المستثمرين بإصدار أمر للقوات بالسيطرة على حقول النفط في البلاد، ما سرّع كفاح أمريكا اللاتينية لاستعادة السيطرة على مواردها. وقال ماركو أوجيدا أحد قادة العاملين في قطاع النفط قبيل احتشاد مقرر بمناسبة التأميم "أهمية ذلك أننا نستعيد السيطرة على حزام أورينوكو الذي يصفه الرئيس بأنه يحتوي على أكبر احتياطي نفطي عالمي".
إلى ذلك, أعلن الرئيس الفنزويلي قرارا يقضي بانسحاب بلاده من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي معتبرا أنهما "أداتان للإمبريالية" ترميان إلى استغلال البلدان الفقيرة. وقال شافيز في خطاب بثه التلفزيون "أعلن خروجنا من البنك الدولي ومن صندوق النقد الدولي وعليهما أن يعيدا إلينا الأموال".
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
جردت فنزويلا كبرى شركات النفط من السيطرة على مشاريع إنتاج الخام في حزام أورينوكو في خطوة حيوية في اتجاه الرئيس هوجو شافيز نحو التأميم.
وجاءت خطوة التأميم يوم عيد العمال بعد عام بالتحديد من مفاجأة رئيس بوليفيا إيفو بوراليس الحليف اليساري لشافيز المستثمرين بإصدار أمر للقوات بالسيطرة على حقول النفط في البلاد ما سرع كفاح أمريكا اللاتينية لاستعادة السيطرة على مواردها.
وقال ماركو أوجيدا أحد قادة العاملين في قطاع النفط قبيل احتشاد مقرر بمناسبة التأميم "أهمية ذلك أننا نستعيد السيطرة على حزام أورينوكو الذي يصفه الرئيس بأنه يحتوي على أكبر احتياطي نفطي عالمي".
وتقدر قيمة المشاريع الأربع بما يزيد على 30 مليار دولار ويمكنها تحويل نحو 600 ألف برميل يوميا من خام القطران الثقيل إلى الخام الصناعي القيم.
ووافقت شركات النفط الأمريكية كونوكو فيليبس وشيفرون واكسون موبيل وشركة بي.بي البريطانية وشتات أويل النرويجية وتوتال الفرنسية على تنفيذ مرسوم نقل السيطرة على الأعمال أمس، لكن فنزويلا العضو في "أوبك" شكت في أن كونوكو فيليبس قاومت بعض الشيء.
وفي بويترو بيريتو بالقرب من المنشآت التي تكرر خام أورينوكو استعد العمال في وقت مبكر أمس للاحتفال بالسيطرة على المشاريع برفع الأعلام وكتابة شعار شافيز "الوطن .. الاشتراكية أو الموت" على الجدارن.
وكان الزعيم الفنزويلي المناهض للولايات المتحدة في حالة احتفالية كذلك قبل احتشاد يقول أنه بمناسبة نهاية عهد وصفات السياسة الأمريكية التي فتحت أكبر الاحتياطيات النفطية في المنطقة أمام المستثمرين الأجانب.
وقال مساء أمس الأول للآلاف من العمال المهللين في احتشاد بشأن حقوق العمال "الاستثمار المفتوح لن يعود أبدا". وأضاف "نحن ننهي عهد الاستثمار المفتوح بدفنه عميقا في احتياطيات أورينوكو النفطية".
وتزيد شعبية شافيز بين الغالبية الفقيرة من سكان بلاده بسبب إنفاقه السخي على المدارس والعيادات الطبية والمساعدات الغذائية. وفنزويلا هي خامس أكبر مورد للنفط للولايات المتحدة وشهدت انتعاشا بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وتعهد شافيز بالسيطرة على 60 في المائة من المشاريع. وتسعى فنزويلا بخطى سريعة كذلك لتأميم مرفق الكهرباء وأكبر شركة اتصالات في البلاد.
وفيما يتعلق بالمشاريع وافقت الشركات الأجنبية على تسليم العمليات لكنها مازالت تتفاوض على استمرار امتلاكها حصصاً وحصولها على تعويضات قبل موعد نهائي مقرر الشهر المقبل.
وكانت "كونوكوفيليبس" هي الشركة الوحيدة التي رفضت توقيع اتفاق الأسبوع الماضي على التأميم إلا أنها قالت أمس إنها تعاونت"لضمان نقل سلس ومنظم للسيطرة على العمليات". وأضافت الشركة في بيان "لم يتم التوصل إلى اتفاقات فيما يتعلق بالتعويض الذي ستحصل عليه الشركة".
ويخشى محللون من القطاع أن تواجه شركة النفط الوطنية الفنزويلية مشاكل تتعلق بالإنتاج والسلامة عندما تفقد الإدارة والتكنولوجيا والخبرة التي كانت توفرها الشركات الكبرى.
من جهة أخرى، تعتزم فنزويلا الانسحاب من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومقرهما واشنطن في خطوة رمزية ينأى بها الرئيس الفنزويلي اليساري بنفسه عن منظمتين تمثلان المجتمع الاقتصادي الدولي.
وقال شافيز الذي يعتزم تأسيس بنك إقراض بديل تديره دول أمريكا الجنوبية ويمول جزئيا عن طريق إيرادات بلاده النفطية الضخمة أمس الأول، إن فنزويلا لم تعد تحتاج لمؤسسات تهيمن عليها "الإمبريالية" الأمريكية.
ومن شأن الانسحاب من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قطع العلاقات بين خامس أكبر مورد للنفط للولايات المتحدة وأكبر مؤسستين لإقراض دول العالم الثالث.
وقال شافيز الذي يعد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو مرشده في حفل عيد العمال "لا نريد الذهاب إلى واشنطن.. سننسحب". وأضاف "أريد أن أعلن رسميا خروجنا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي".
ويلقي شافيز اللوم على السياسات الاقتصادية للمؤسستين المتمثلة في تقييد الميزانية والتخصيص وفتح الأسواق في استمرار الفقر في دول أمريكا اللاتينية. ويريد شافيز إقامة دولة اشتراكية تستند إلى سياسات ترفضها المؤسستان في واشنطن مثل تلك التي أعلنها أمس الأول، وهي زيادة الأجور بحد أدنى 20 في المائة وتقليل ساعات العمل تدريجيا إلى ست ساعات في اليوم.
وخطوة الانسحاب من المؤسستين الدوليتين ذات دلالة سياسية لكن لن يكون لها تأثير مالي فوري يذكر. ومنذ أن تولى شافيز السلطة في 1999 خفضت فنزويلا تدريجيا تعاونها مع المنظمتين وقالت بعد سنوات ارتفعت فيها أسعار النفط إنها سددت آخر ديونها للبنك الدولي هذا الشهر.
وفنزويلا واحدة من عدة دول خاصة في أمريكا اللاتينية خفضت في السنوات القليلة الماضية اعتمادها على الوكالات الدولية ما حد من نفوذ المؤسستين.
واقترح بعض الزعماء اليساريين من أمريكا اللاتينية استضافهم شافيز في مطلع الأسبوع، الانسحاب من هيئة تابعة للبنك الدولي تحكم بين المستثمرين الأجانب والدول في إطار سعيهم لحرية أكبر في فرض شروط الاستثمار الأجنبي في بلادهم.
ويقوم شافيز بتأميم قطاعات كبيرة من الاقتصاد هذا العام وقاد أمس الثلاثاء حشدا ضخما لاستعادة السيطرة على مشاريع بمليارات الدولارات تديرها بعض كبرى الشركات في العالم.
وقال إن ذلك يعلن نهاية عهد السياسات التي تمليها واشنطن وعودة موارد فنزويلا إلى سيطرة الدولة. وأضاف "العجلة دارت دورة كاملة".
|