السوق يستعيد توازنه بعد عمليات التصريف الكبيرة
محمد العبد الله (الدمام)
استعاد المؤشر العام لسوق الاسهم المحلية توازنه بعد مرور ساعة من انطلاقة الجلسة ما قبل الختامية للاسبوع الجاري، حيث استطاع التغلب على المخاوف وعمليات التصريف الجماعية التي شهدتها تعاملات جلسة امس الاول «الاثنين»، حيث قادت عمليات البيع الكبيرة قبل اغلاق الجلسة بدقائق لخسارة المؤشر اكثر من 100 نقطة.. وقال محللون فنيون ان عمليات التصريف التي شهدتها الساعة الاولى من تعاملات امس «الثلاثاء» تأتي امتدادا لعمليات جني الارباح خلال الدقائق الاخيرة من جلسة تعاملات امس الاول «الاثنين»، خصوصا وان مؤشرات التحليل الفني كانت توحي بضرورة الخروج من السوق بعد التحول الكبير الذي شهدته الدقائق الاخيرة من تعاملات منتصف الاسبوع، من اجل استكشاف اتجاهات المؤشر العام، مشيرين الى ان انخفاض السيولة خلال تعاملات امس «الثلاثاء» خلال النصف الاول من الجلسة بالمقارنة مع حجم السيولة في الفترة ذاتها خلال تعاملات امس الاول «الاثنين» مردها الى الحذر الشديد من حدوث انتكاسة قوية، لاسيما وان التحولات الدراماتيكية التي شهدتها الدقائق الخمس الاخيرة في تعاملات «الاثنين» دفعت البعض لوضع مثل هذه التحولات في الحسبان، مما انعكس على تراجع السيولة والتي بلغت 5,5 مليارات ريال مقابل 7 مليارات ريال.
وتوقع حسين الخاطر «محلل فني» ان يواصل السوق مشواره الايجابي حتى نهاية الجلسة الختامية اليوم «الاربعاء»، خصوصا وان السوق استطاع الوقوف بقوة امام العراقيل التي وضعت امام عجلته في نهاية جلسة امس الاول «الاثنين» و استمراره في الانطلاقة الايجابية مع نهاية النصف الاول من جلسة ما قبل الاخيرة، مشيرا الى ان السوق في حالة اغلاقه بمقدار 40 – 50 نقطة، فان السوق سيواصل تحقيق نتائجه الايجابية، بحيث يرتفع بهذه المستويات في الجلسة الختامية، مبينا ان الاغلاق الايجابي في نهاية الاسبوع سيفتح الطريق امام عمليات جني ارباح في مطلع الاسبوع القادم، وبالتالي فان اللون الاخضر الذي استمر على مدى الايام الماضية سيتحول في اغلاق السبت القادم ليحل مكانه اللون الاحمر.
واوضح د. علي العلق استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان التحول الايجابي الذي تشهده سوق الاسهم المحلية يمثل عودة للثقة بعد وصولها الى مستويات منخفضة بعد تراجع المؤشر العام لأقل من 7 الاف نقطة بعد وصوله الى 21 الف نقطة قبل فبراير الماضي، مشيرا الى ان مشكلة السوق تكمن في الحالة النفسية فاذا سجل المؤشر ارتفاعا فان الحالة النفسية ترتفع باكثر من اللازم وعندما ينخفض تهبط الثقة بشكل اكبر، مما يدخل المتعاملين في هلع و خوف كبير و يقود في النهاية لعمليات تصريف واسعة، وبالتالي اتساع دائرة الخسائر في المحافظ الاستثمارية، مؤكدا، ان الايام الماضية تشير الى ان السوق بدأت في الاستقرار، خصوصا و ان الارتفاع الحالي ليس كبيرا وبالتالي فان المخاوف من حدوث انتكاسة قوية بدأت تتراجع بشكل واضح.. نظرا لاستقرار المؤشر خلال الفترة الماضية عند مستوى 7 الاف نقطة وذلك قبل ان يرتفع خلال الايام الاخيرة لمستويات تتجاوز 8000 نقطة، موضحا ان المؤشرات الحالية تبدو ايجابية، لاسيما وان المعطيات الاقتصادية تشير لاستمرار الاداء الجيد في الاقتصاد الوطني، سواء من خلال استقرار النفط عند مستويات 60 دولارا للبرميل او النفقات الحكومية الكبيرة و كذلك بسبب النتائج المالية الجيدة التي حققتها الشركات خلال عام 2006.
|