التصريحات السعودية توازن المعادلة.. والعوامل الأمنية والجيوسياسية تؤثر في المشهد
توقعات بتراجع أسعار النفط خلال الأسبوع الحالي
- "الاقتصادية" من تورنتو - 02/02/1428هـ
مع إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم بسبب عطلة الرؤساء واتجاه موجة البرد التي ضربت الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأمريكية تحديدا إلى الانتهاء ودخول السوق النفطية في أجواء الربع الثاني حيث يقل الطلب عادة، فإن اتجاه التقلب الذي شهده سعر برميل النفط الأسبوع الماضي مرشح إلى التكرار هذا الأسبوع بميل نحو التراجع، إلا إذا بدأ العامل الجيوسياسي وازدياد حدة التوتر الأمني في بعض المناطق في لعب دور لدفع الأسعار إلى أعلى.
تحركات سعر برميل النفط الأسبوع الماضي أوضحت قسمات هذا الاتجاه بوضوح. فقد بدأ الأسبوع بتراجع يزيد على دولارين إثر تصريحات من السعودية أنها ترى ألا داعي للقيام بخفض جديد للإنتاج من قبل منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك)، ثم جاءت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية على خلاف توقعات السوق ولتشير إلى حدوث أكبر سحب من مخزونات الغاز خلال فترة فصل الشتاء الحالي، لم تشهد السوق سحبا بمثل هذا الحجم منذ سبع سنوات.
وأعقب ذلك الأنباء التي تسربت عن احتمال قيام مجموعات نيجيرية بتوسيع نطاق عملياتها في استهداف مختلف مرافق الصناعة في سادس أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر مصدر للخام في القارة الإفريقية، رغم أن تلك التهديدات لم يرافقها عمل جدي بعد.
وظل وضع المخزونات الأمريكية عاملا رئيسيا في تحركات الأسعار. ففي الأسبوع الماضي أعلن أنه تم سحب 259 مليار قدم من الغاز حتى التاسع من هذا الشهر، وهو ما يقارب سحب 260 مليارا في كانون الثاني (يناير) من عام 1997، الأمر الذي يضع مخزون الغاز الموجود في حدود 2.1 ترليون قدم مكعب، أي أقل بنحو 193 مليار قدم مما كان عليه قبل عام، لكنه يزيد 268 مليار قدم فوق معدل خمس سنوات. وإذا استمر الطقس عاديا فمن المتوقع أن يبلغ المخزون 1.3 ترليون قدم مكعب، وهو ما يناسب المعدل التاريخي.
المفاجأة في بيانات إدارة الطاقة لم تقتصر على الغاز وحده، فالسحب من المقطرات كان أقل من المتوقع رغم موجة البرد التي بلغت ذروتها الأسبوع الماضي فقد تراجع المخزون 1.3 مليار قدم إلى 133.3 مليار بينما شارع المال في وول ستريت يتوقع سحبا يزيد على ذلك بنحو مليون برميل.
مخزونات البنزين من جانبها سجلت تراجعا في حدود 2.1 مليون برميل مقابل توقعات ببناء بنفس الحجم، وهو ما يشكل إضافة بالنسبة للمصافي التي شهدت ولأول مرة منذ فترة ثلاثة أشهر أكبر تراجع أسبوعي، مما يعني أن الإنتاج والاستيراد لم ينجحا في مقابلة الطلب على الاستهلاك، كما يتوقع استمرار هذا النهج خلال فترة الأسابيع القليلة المقبلة بسبب قرب موسم الصيانة، الأمر الذي سيضغط على الهامش التشغيلي للمصافي وما يمكن أن توفره للسوق من إمدادات.
الأسبوع اختتم بزيادة أكثر من دولار على سعر البرميل بسبب ضغط عامل زيت التدفئة فخام ويست تكساس الحلو الخفيف سجل زيادة في السعر بالنسبة لشحنات آذار (مارس) بلغت 1.40 دولار ليباع البرميل بسعر 59.39 دولار، بينما حقق خام برنت زيادة 1.35 دولار ليباع البرميل بسعر 58.95 دولار.
ومع اتجاه موجة البرد وفصل الشتاء إلى الانتهاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتوقعات محطات الأرصاد بموجة دفء، ودخول الربع الثاني حيث يقل الطلب على النفط عادة، يبقى سعر البرميل في انتظار تحركات جيوسياسية مثل التهديدات التي تطلق من حين إلى آخر تجاه الصناعة النفطية النيجيرية وغيرها مما يمكن أن يصيب الإمدادات من أي دولة منتجة العنصر الرئيسي لدفع الأسعار إلى أعلى مجددا، لكنها في النهاية تظل محكومة بالتحرك في إطار معين في حدود دولار صعودا وهبوطا.
|