ارتفاع السهم 10 ريالات في اليوم الأول لتداوله
تحسن أداء السوق ينقذ «العبد اللطيف» من تجرع كأس «سبكيم»
محمد العبدالله (الدمام) أحمد العرياني (جدة) محمد سعيد الزهراني (الطائف)
تباينت ردود أفعال السوق في اليوم الأول لادراج وتداول أسهم العبداللطيف للاستثمار الصناعي بين منطقة واخرى، ففي حين كان لاقبال كبيرا في الطائف على البيع من قبل المتعاملين، اختفت مظاهر الطوابير أمام البنوك ومكائن الصرف الآلي في كل من جدة والدمام بسبب قلة عدد المكتتبين في الشركة من جهة واتساع نطاق وسائل التعامل الالكتروني أمام المتداولين. في الطائف شهدت أسهم العبد اللطيف التي طرحت أسهمها أمس للتداول إقبالا كبيرا على بيعها من قبل المستثمرين والتي لم تخالف التوقعات الاقتصادية بارتفاعها أكثر من سعر الاكتتاب بـ 10 ريالات تقريبا. . وأرجع عدد من المحللين الاقتصاديين هذا الارتفاع إلى تحسن السوق بوجه عام في أول يوم تداول ما ساعد على ارتفاع السهم أسوة بباقي شركات السوق. المحلل الاقتصادي خالد الجميعي يرى إن سبب ذلك الإقبال الكبير على البيع هو خوف المكتتبين من سيناريو سبكيم عندما نزلت عن سعر الاكتتاب وثانيا هناك قناعة كبيرة تولدت عند المكتتبين هو المكسب البسيط أفضل من الخسائر المفاجئة التي يباغتهم بها السوق السعودي بعكس ما كان يفعله المكتتبون في السابق وهو إحجامهم بالبيع في ظل ارتفاع الأسعار وربما حققت لهم مكاسب خياليه.
وقال لقد أعاد سهم العبد اللطيف قليلا من الثقة والتفاؤل لصغار المستثمرين في تحقيق الربحية حتى لو كانت قليله.
وفي الدمام اختفت مظاهر الطوابير امام البنوك المحلية و مكائن الصرف الالي امس السبت مع ادراج سهم «العبد اللطيف» في السوق.. فقد ساعد تواضع عدد المكتتبين في الشركة والذي بلغ اكثر من 700 الف مكتتب في تقلص الطوابير.. وبالتالي فان الحركة على منافذ البيع اصبحت غير ملموسة بالنظر الى قلة ملاك الاسهم بالمقارنة مع اجمالي المكتتبين في عمليات الطرح الاولية السابقة، لاسيما وان موجة الاكتتاب اثناء طرح شركة «العبد اللطيف» تراجعت بشكل كبير، نظرا لاستمرار موجات الهبوط في المؤشر العام و فقدان كافة الاسهم للجزء الاكبر من القيمة السوقية من جانب ومن جانب اخر ساهم فشل سهمي «سبكيم» و«الحكير» في تحقيق قيمة الاكتتاب خلال اليوم الاول للادراج في احداث عزوف جماعي عن الاكتتاب، الامر الذي تمثل عدم وصول المكتتبين في «العبد اللطيف» لمستوى المليون وهو سابقة اولى من نوعها على مدى الاكتتابات السابقة.
بالاضافة لذلك فان القنوات المتعددة التي ادخلتها كافة البنوك المحلية خلال الفترة الماضية، المتاحة امام ملاك الاسهم، ساهمت كثيرا في اختفاء مظاهر الازدحام و الطوابير الطويلة التي كانت تقف امام بوابات البنوك منذ الصباح الباكر خلال الفترة الماضية، اذ اصبح بالامكان تنفيذ الاوامر سواء بالنسبة للبيع او الشراء بكل سهولة ويسر بعيدا عن الانتظار لفترات طويلة، فهناك الهاتف المصرفي والصرف الالي وخدمة الانترنت، وبالتالي فان المكتتب سيجد العديد من الوسائل لتنفيذ الاوامر مما ساعد في اختفاء هذه المظاهر التي كانت تصبغ عمليات الادراج في اليوم الاول.
وقال محللون فنيون ان محاولة البعض الاحتفاظ بالاسهم لفترة طويلة وعدم التسرع في البيع خلال الساعات الاولى من الادراج.. شكل عنصرا حيويا في ابقاء قيمة السهم عند مستوى معين، نظرا لاختفاء الظواهر التي سادت عمليات البيع الجماعي عند الادراجات السابقة، فالعديد القليل شكل عاملا اساسيا في احتفاظ السهم بمستوى محدد من الربحية، حيث تراوحت بين 5- 7 ريالات في السهم الواحد، مشيرين الى ان الكثير من ملاك الاسهم يفضلون الاحتفاظ بها بدلا من الحصول على مكاسب قليلة لا تلبي الرغبات و تفي بالمدة الطويلة التي استثمرت فيها الاموال خلال الفترة الماضية. وقال عمر الغامدي «مواطن» ان سعر سهم «العبد اللطيف» منذ انطلاقته الاولى يعتبر ايجابيا بالنظر لقدرته في تجاوز قيمة الاكتتاب البالغة 42 ريالا.. بيد ان السعر ما يزال متواضعا للغاية، وبالتالي فانني لست مجبرا على البيع و الحصول على فتات من الارباح، مشيرا الى ان هناك فئات تحاول الضغط على السهم دون الانطلاق للاستحواذ على الكميات المعروضة، تمهيدا لرفع سعره في الفترة القادمة.
بينما قال انور المادح «مواطن» ان القلق والخوف من انخفاضه لمستويات دون قيمة الاكتتاب.. دفعته للبيع بقيمة 47,25 ريالا للسهم، بالرغم من قناعته بان السعر ما يزال دون المستوى المطلوب، بيد ان التجارب الماضية اعطته قناعة بضرورة استغلال الفرصة وعدم الانتظار حتى ينخفض و بالتالي عوضا من الحصول على ارباح قليلة يحاول الهرب باقل الخسائر.
واوضح سامي مسفر «مواطن» ان الحصول على ربح قليل لا يتجاوز 170 ريالا للاسهم، افضل من الاحتفاظ بها و التعرض لخسائر تتجاوز هذه القيمة، لاسيما وان الاسهم تبدأ عملية فقدان القيمة خلال الايام القادمة، مما يدفع البعض لمحاولة التسرع في اتخاذ قرار البيع والاكتفاء بالقليل من الارباح..وفي جدة شهد تداول اسهم العبد اللطيف للاستثمار الصناعي الذي بدأ صباح أمس عمليات بيع وشراء كبيرة على الأسهم الذي افتتح على 46.50 ريالا ووصل الى 53 ريالا ثم استمر الضغط على السهم نظرا لفتح نسبة التذبذب..
واعتبر عدد من المتداولين أن سعر بيع السهم كان جيدا نظرا لما تشهده حركة سوق الأسهم بشكل عام والتي واجهت تصحيحا قويا هوى بمؤشر بالسوق الى أرقام متدنية جدا خلال عام..
وشهدت صالات التداول أمس إقبالا من قبل المستثمرين على تداول السهم كما استخدم المساهمون الوسائل الإلكترونية التي أصبحت الحل الأمثل للمتداولين لأجراء عمليات البيع والشراء بعد أن شهدت هذه الوسائل تطورا ملحوظا.
وقد تم طرح 30% من مجموع رأس مال الشركة للاكتتاب العام، بسعر 42 ريالا للسهم الواحد في إطار خطة توسعية أعدتها المجموعة لتطوير نشاطها الذي بدأته منذ أكثر من نصف قرن في المملكة. وتعد شركة العبداللطيف من المنشآت الصناعية المتخصصة في إنتاج السجاد والموكيت والبطانيات ومستلزماتها. وقال عمر العبداللطيف ان الإقبال على عملية تداول السهم يعكس ثقة المستثمرين ودعمهم الكبير للشركة وهي دليل واضح على ثقة المستثمرين في الأداء المتميز للشركة وفرص نموها المستقبلي.
واشار الى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الخطط الاستراتيجية للمجموعة والتي تستهدف التوسع في نشاطات الشركة، وتعزيز ملاءتها المالية على نحو يتيح لها تدشين آفاق جديدة في صناعة المنسوجات والسجاد، ودعم قدرة المجموعة التنافسية في ظل ما تشهده من اندماجات اقتصادية عملاقة.
|