(من السوق) عبء كبير وصراع أكبر
خالد العبدالعزيز
عبء التشكيك في السوق وجهها إلى البيوع الغريبة بالأمس، ودفع ذلك بالمزيد من الفرص المغرية بأكثر مما كان متوقعاً.
والثقة هي ما تحتاجه السوق الآن، أكثر من ذي قبل، ولن يتحقق لها ذلك طالما أنها تنخرط في اتجاه بيعي مفاجئ يدفع فيه المتعاملون الأسعار إلى مزيد من الحرج، وإلى مزيد من المستويات غير المرغوب فيها.
ومن غير المعقول أن توسع السوق فيه من خطوات انعزالها عن اقتصاد البلاد الذي يعيش في أفضل حالاته، التي لم يعشها من قبل، إضافة إلى الاستقرار السياسي الذي نعم به البلاد، والذي يشجع على الاستثمار بشكل أوسع مما هو قائم الآن.
المسألة تتلخص في الصراع بين قوى شراء راغبة بأسعار أفضل، وقوى بيع مستسلمة للمخاوف وتتخذ قرارات بيع غير صائبة لا تصب في مصلحتها ولا في مصلحة السوق.
وسيمتد ذلك الصراع في هذه المرحلة وسيكون حتماً في صالح قوى الشراء ان خارت قوى البيع وسيخلف خللاً في موازين العرض والطلب.
والخلل في موازين العرض والطلب سيستمر، وان تخلصت السوق من البيع العشوائي كما تخلصت منه في الساعتين الأخيرتين من تعاملات الأمس، وتخلى فيه المؤشر عن هبوطه فإن هناك آمالاً بتقليص حجم ذلك الخلل.
ومن الطبيعي أن تخرج السوق بإجماليات ضعيفة كالتي خرجت بها بالأمس، عندما يبتعد المشتري الجاد عنها في بداية التعاملات، ويدفع البائع بالأسعار إلى الأسفل بشكل مغر للمشتري.
لا توجد سوق مالية ناشئة في العالم نمت فيها نسبة وأعداد المستثمرين كالسوق المالية السعودية، وبالشك فإن ذلك خلق تداعيات سلبية سواء عند ارتفاعات السوق بحيث ترك اندفاعاً في الشراء وخلّف معه مبالغة في الصعود، أو في انخفاضها حين ترك اندفاعاً في البيع وخلف مبالغة حادة في الهبوط.
الاستياء المتزايد من أوضاع السوق ترك عوامل نفسية، ومن خلاله اتجهت السوق إلى إخراج أسعار مغرية وخصوصاً الأسهم الاستثمارية، والتأثيرات السلبية التي كانت ملازمة لبداية تعاملات الأمس جاءت إلى السوق من تراكمات يوم سابق.
المشتري الذي يدخل السوق وفق تحضيرات جيدة وجادة، صافي الذهن، خال من تأثيرات أي تشويش تعج به مواقع الانترنت، أو ضجيج يدفع به الإعلام، سيحسن من أوضاعه والعكس صحيح بالنسبة للبائع.
.