عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2006, 06:54 AM   #1
مياميم
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 1,595

 

افتراضي بشـــــــــــــــرى خـــــير للجميع ----------------------------------"وبشر الصابرين"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي أعضاء وقراء
(تداول الخير)
"كلنا مسلمون وكلنا نؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطئنا لم يكن ليصيبنا"

إن من حكمة الله جل شأنه, ان يبتلي عباده, وان يمتحن صدق ايمانهم في كثير من الامور, كالخوف, والجوع, والفقر, وفقد الاحبة, والفراق, والخسارة في التجارة, ونقص الاموال, وغير ذلك من الاهوال والمصائب, التي تحتاج الى نفوس قوية بإيمانها, وعزائم جبارة لتحملها, والصبر عليها, والتعايش معها, دون تبرم, ودون اعتراض, بل رضا واحتسابا لله, مصداقا لقوله سبحانه:
"ولنبلونهم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين, الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا اليه راجعون" البقرة156،155

وقد وعد الله هؤلاء بالفوز العظيم, وانه سبحانه سيوفيهم اجورهم, وسيعطيهم بتوسعة, وبلا حساب ولا نهاية لما يعطي "انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب" الزمر10.

والواجب علينا أن نتدبر, ونستخلص ما للصبر من مكانة ومنزلة رفيعتين, من خلال الآيات الكريمة, التي يوصي بها الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم "محمدا" صلى الله عليه وسلم بالتحلي بالصبر, وذلك في قوله تعالى: "فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل" الاحقاف35، وقوله تعالى: "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم" القلم48، وهذا رسول الله سيدنا "يعقوب" عليه السلام, يتوسل الى الله العلي القدير, ان يهبه الصبر, حتى يستطيع تجاوز المحنة، وذلك في قوله تعالى على لسان "يعقوب" عليه السلام: "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" يوسف18.


إن الصبر على المكاره والآلام, فيه تكفير عن خطايا الانسان الصابر المحتسب, مصداقا لقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب, ولا هم ولا حزن, ولا اذى ولا غم, حتى الشوكة يشاكها, الا كفّر الله بها من خطاياه", كما بيّن لنا عليه الصلاة والسلام, ان الشدة والقوة والعزيمة, ليست في التعجل في صرع الاخرين, ولا في إلحاق الاذى بهم عند حدوث الخصومات والنزاعات, ولكنها في القدرة على امتصاص الغضب, وعلى تحمل الاذى, وعدم الدخول في عراك قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه, وعليه الا يلقي بالاً لما قد يتقوله الناس عنه, حتى لو انهم وصفوه بالخور والضعف والجبن, عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة, انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب", وخرج الامام احمد وابو داود من حديث معاذ بن انس الجهني, عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
"من كظم غيظا وهو يستطيع نفاذه, دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره في اي الحور شاء"
وكظم الغيظ صفة من صفات عباد الله المؤمنين المتقين, مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" آل عمران134.

فل نصبر ونحتسب ونستغل ما حصل لكسب الحسنات ولا نغضب ونلعن ونثور فتضيع الأثنتين ونخسر المال في الدنيا والأجر على الصبر في الأخرة فعاقبة الصبر محمودة في الدنيا والأخرة،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختكم مياميم

(التي خسرت أكثر من 90% من رأس مالها ولاتقول إلا اللهم لك الحمد على كل حال وعلى الله المشتكى وإنا لله وإنا اليه راجعون)
مياميم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس