خام برنت يتراجع رغم تعهد السعودية خفض إمداداتها
سنغافورة، لندن - رويتز:
هبطت أسعار النفط الخام الأمريكي للعقود الآجلة واحداً بالمائة أمس الاثنين وتراجع خام برنت في لندن بأكثر من دولار للبرميل رغم تأكيد السعودية أكبر مصدر للنفط خفض الامدادات في نوفمبر تشرين الثاني في إطار اتفاق أوبك على خفض الإنتاج. وقال تجار إنه ينبغي اتخاذ خطوات أخرى لاقناع المستثمرين بان جميع الدول الأعضاء في اوبك مستعدة لان تحذو حذو السعودية.
وهبط الخام الامريكي 86سنتاً إلى 58.47دولاراً للبرميل. وكان سعر النفط في تعاقدات نوفمبر تشرين الثاني قد تراجع يوم الجمعة بمقادار 1.68دولار أي بأكثر من اثنين في المائة ليسجل اقل مستوى لهذا العام.
وتراجع سعر خام برنت في عقود ديسمبر كانون الأول إلى 58.62دولاراً للبرميل منخفضاً بمقدار 1.06دولار قبل أن يصل إلى 58.75بهبوط قدره 94سنتاً.
وقالت مصادر بصناعة النفط ل"رويترز" أمس بأن السعودية أخطرت مصافي صينية ويابانية وكورية جنوبية بخفض مبيعات الخام بنسبة تصل إلى ثمانية في المائة.
ويشتري العملاء الآسيويون نحو 50بالمئة من الصادرات السعودية.
وقبل اسبوعين علت شركات النفط العالمية الكبرى بخفض الكميات التي ستورد إليها في نوفمبر تشرين الثاني ويوم الجمعة اتفقت اوبك على خفض الانتاج 1.2مليون برميل يومياً.
وقال كيث سانو المدير بقسم تجارة السلع الأولية في سوميتومو كورب "النعيمي يقول انه سيفعل(يخفض الإنتاج) وتبين بيانات سابقة ان السوق تغير اتجاهها حين يدلي بمثل هذه التصريحات.. الارجع ان اوبك ستخفض الانتاج مرة أخرى في ديسمبر".
وتتحمل السعودية نسبة 32في المائة من تخفيضات أوبك وهو ما يعني 380الف برميل يومياً. ومن المعتاد ان تطبق ارامكو تخفيضات متساوية على عملائها في اسيا ومن شأن خفض الامدادات لآسيا بنسبة ثمانية بالمائة ان يسحب نحو 280الف برميل من السوق.
وكان هذا اكبر خفض منذ يناير كانون الثاني عام 2002ويعادل نحو 4.3في المائة ن امدادات سبتمبر ايلول ولكنه فشل في وقف تراجع الأسعار من أعلى مستوياتها التي سجلتها في يوليو تموز عند 78.40دولاراً للبرميل.
وقال بعض وزراء أوبك انه قد يتم خفض 500الف برميل يومياً أخرى عندما تلتقى المنظمة في نيجيريا في ديسمبر كانون الاول. واضافوا انهم يشعرون بقلق من زيادة مخزونات الوقود في الدول المستهلكة ومن انخفاض متوقع في الطلب على نفط أوبك في 2007م.
ولكن اختلاف وزراء أوبك بشأن كيفية تنفيذ التخفيضات قبل المحادثات التي تم ترتيبها على عجل أدى لتشكك التجار في كيفية تطبيق المنظمة للتخفيضات.
ولتفادي قضية الحصص ونصيب السوق والتي قال محللون انها بدأت تؤثر على مصداقية المنظمة لم تنشر اوبك سوى قائمة بالتخفيضات الفردية ولكنها تركت الحصص الرسمية للانتاج دون تغيير.
وقال محللون ان ارتفاع الأسعار نسبيا يعني ان هناك ضغوطا مالية أقل على اعضاء اوبك للعب بشكل جماعي، ولا تزال الأسعار أعلى ثلاث مرات عما كانت عليه في يناير كانون الثاني عام
2002.وقال توبين جوري من بنك الكومنولث الاسترالي "السوق متشككة جدا في ان تفي اوبك بالتخفيضات الموعودة في انتاج النفط الخام" وتابع "انضباط اوبك في الالتزام بأهداف الانتاج كان متراخيا في افضل الاحوال في الماضي".
وأدى ارتفاع انتاج اوبك الى تضخم المخزونات قبل ذروة الطلب الشتوي وارتفعت مخزونات الخام الامريكي بمقدار 23.1مليون برميل عن نفس الفترة من عام 2005.وفي حين هبطت مخزونات التقطير بما في ذلك زيت التدفئة في ابيانات الحكومية الاسبوع الماضي فقد ظلت أعلى بمقدار 18.8مليون عن نفس الفترة من العام الماضي.
وكانت السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بدأت تطبيق اول قرار تتخذه اوبك بخفض الانتاج منذ ما يزيد على عامين وابلغت العملاء الرئيسيين في آسيا أنها ستخفض الامدادات بنسبة تصل الى ثمانية في المائة الشهر المقبل.
وارتفعت اسعار النفط بعض الشيء عقب الاعلان عن تخفيضات الامدادات ولكنها لازالت دون 60دولارا للبرميل وقرب ادنى مستوياتها في العام الجاري نتيجة شكوك بشأن تطبيق دول اخرى القرار.
وقال مصدر في مصفاة يابانية "تلقت شركتنا اخطارا من السعودية في مطلع الأسبوع".
وستحصل المصافي على ما بين 92و 93في المائة من الكميات التي اتفقت على شرائها بموجب عقود سنوية مع شركة ارامكو السعودية للنفط التابعة للدولة.
وقال مصدر تجاري ان الامدادات لشركة يونيبك المسؤولة عن المعاملات التجارية لشركة سينوبك اكبر مصفاة في آسيا وأكبر عميل للسعودية في القارة ستخفض بنسبة بين سبعة وثمانية في المائة. وتشتري يونيبك حوالي 90في المئة من واردات الصين من السعودية والتي تبلغ 500الف برميل يوميا.
وقالت مصادر ان مصفاتين في كوريا الجنوبية تشتريان النفط السعودي ايضا اكدتا خفض الامدادات اليهما بنسبة بين خمسة وسبعة في المائة. وفي تايوان اخطرت شركة البترول الصينية بخفض الامدادات بنسبة سبعة بالمائة تقريبا واخطرت شركة بهارات بتروليوم الهندية بخفض مماثل.
ومن المعتاد ان تطبق ارامكو تخفيضت متساوية عى معظم عملائا في آسيا الذين يشترون حوالي 3.5ملايين برميل يومياً او نصف صادرات المملكة ومن شأن خفض الامدادات لآسيا بنسبة ثمانية بالمائة ان يسحب نحو 280الف برميل من السوق.
وعادة ما تخطر ارامكو العملاء بكمية الخام التي سيحصلون عليها في منتصف الشهر السابق على الموعد المحدد للشحنات. وكانت قد ابلغت العملاء في آسيا في وقت سابق من الشهر الجاري انهم سيتسلمون كامل الامدادات المتفق عليها في نوفمبر تشرين الثاني كما كان الحال على مدى العام ونصف العام الماضي.
وفي منتصف اكتوبر تشرين الأول ذكرت شركات نفط كبرى ان الامدادات اليها ستنخفض بنسبة خمسة بالمائة تقريبا في الشهر المقبل ولكن بدا حينها انها الوحيدة التي ستتأثر بالخفض. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت شركات النفط الكبرى ستحصل على تخفيضات أكبر.
ويوم الجمعة اتفقت أوبك على خفض الإنتاج بمقدار 1.2مليون برميل يومياً متجاوزة الكمية التي كان يجري مناقشتها وتبلغ مليون برميل يومياً فقط في محاولة لوقف تراجع الأسعار بنسبة 25بالمائة من أعلى مستوياتها التي سجلتها في يوليو/ تموز.
ولكن الخفض الكبير المفاجئ فشل في الحيلولة دون تسجيل الخام الأمريكي مستوى منخفضاً جديداً في نفس اليوم.. وشكك عدد كبير من التجار فيما إذا كان جميع الأعضاء سيلتزمون بالتخفيضات بالكامل رغم المساندة القوية من وزير النفط السعودي علي النعيمي.
وربما تزيل الاخطارات التي تلقتها الشركات في مطلع الأسبوع بعض شكوك التجار وتساعد اوبك على استعادة مصداقيتها.
وقال النعيمي وغيره من الوزراء ان هناك احتمالاً لخفض الإنتاج بواقع 500الف برميل أخرى في الاجتماع الدوري الذي تعقده أوبك في ابوجا في ديسمبر كانون الأول لبحث مخزونات الخام والوقود المرتفعة في الدول المستهلكة والانخفاض المتوقع للطلب على نفط أوبك.
وعوضت أسعار الخام الأمريكي جزءاً من خسائرها لترتفع إلى 59.47دولاراً للبرميل عقب انباء خفض الإمدادات السعودية ولكنها نزلت فيما بعد إلى 59.34دولاراً للبرميل ليزيد سنتاً واحداً عن سعر الإغلاق السابق.
وتتحمل السعودية أكبر حصة في تخفيضات أوبك وتصل لحوالي 32في المائة أو 380ألف برميل يومياً.
تعليق واحد
|