مؤشر الأسهم السعودية يجاهد من أجل صناعة مسار صاعد قبل عطلة العيد
اليوم تتوقف تعاملات سوق المال.. والعودة في 28 أكتوبر الحالي
جدة: «الشرق الأوسط»
أظهر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال التعاملات الأخيرة جهادا واضحا، من أجل صناعة مسار صاعد، وذلك قبل نهاية تداولات رمضان، التي تنتهي بنهاية أعمال الجلسة الأولى اليوم، ليكون المسار الصاعد جاهزا مع أولى تعاملات ما بعد عيد الفطر في الثامن والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ويأتي ذلك بعد أن ظلت الأسعار في مسار هابط على مدى أسبوعين تقريبا، على اعتبار أن التراجع بدأ منذ تداولات الثلاثاء من الأسبوع قبل الماضي، فيما بدأت أولى محاولات إنعاش السوق بشكل حقيقي مع الدقائق الأولى لتداولات الجلسة الثانية من تعاملات الأحد الماضي.
وكانت الأرباح التاريخية التي سجلتها الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» قد ألغت فعليا مسارا هابطا كان قاب قوسين أو أدنى من كسر قاع انهيار السوق الذي بدأ في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي. وأعطت النتائج المالية لشركة سابك التي يعتبر سهمها واحدا من أهم الأسهم القيادية في السوق، أملا في إمكانية استعادة المسار الصاعد المفقود منذ نحو شهرين.
وفي هذا الخصوص، قال لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال السعودية، أن المؤشر العام يحاول الابتعاد عن شبح التدهور الذي كان يحيق به أثناء تعاملات بداية الأسبوع الحالي.
وذهب إلى أن مزاج التراجع الذي كان طاغيا خلف شاشات تداول الأسهم منذ نهاية تعاملات الأسبوع الأسبق، قد يتغير ليكون إيجابيا، خاصة أن بداية تعاملات السوق أمس تظهر رغبة واضحة في تصعيد الأسعار لدى صناع السوق، بعد أن ظلت الأسعار في قيعان تجميع واضح.
وعن إمكانية توقف نشوة الأسعار بزوال الأثر الوقتي لنتائج شركة سابك، قال الحميدي إن من الصعب الجزم بأن المؤشر العام مقبل على تراجعات إلى قيعان لم يصل إليها خلال انهيار فبراير (شباط) الماضي، ما لم تظهر أخبار غير سارة تدعم تدهور الأسعار.
وعبر عن اعتقاده بأن الرغبة في البحث عن قيعان جديدة تبدو غير موجودة على أرض الواقع، مشددا على أن الـ10028 نقطة، ثم 9471 نقطة، أهم نقاط وقف الخسارة في حال تدهور الأوضاع، على الرغم من أنه يرى «فرص الصعود أوفر حظا من فرص التراجع، وذلك وفقا للمقاييس العلمية».
وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز الفهاد وهو محلل لتعاملات سوق المال، إن «من أهم المبررات الظاهرة لتراجع الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين انتهاء المهلة الممنوحة لمحافظ الشركات التي تعمل في سوق المال»، وهي المهلة التي تنتهي في الثالث والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وهو موعد يصادف عطلة رسمية في البلاد.
وشدد على أن قرب العمل بتداولات الفترة الواحدة، يأتي ضمن أهم أسباب تغيير معالم التداولات المعتادة في السوق السعودية، على اعتبار أن الأسبوع الحالي يمثل آخر أيام حياة تداولات الجلستين المنفصلتين، على أن تبدأ تعاملات ما بعد العيد بفترة واحدة تمتد من الحادية عشرة صباحا حتى الثالثة والنصف ظهرا.
من جانبها قالت لـ«الشرق الأوسط» خلود السويلم، وهي مصرفية ومراقبة لتعاملات سوق الأسهم، إن هناك حاجة ملحة للبحث عن طريق العمل وفق استراتيجية الاستثمار، والخلاص من استراتيجية المضاربة التي تعتمد عادة على حركة السيولة الانتهازية.
وبينت أن المضاربة جزء من عافية أي سوق تتعرض للانهيار، وأنها سمة عادة ما تأتي بعد حالة التراجع الحادة، إلا أن ذلك لا يمنع توجيه نداء عاجل للأموال الاستثمارية، وذلك لضمان استعادة السوق لعافيتها.
وقالت إن السيولة الانتهازية تعطي انطباعا بأن القادم أسوأ، بعد أن شهدت البورصة هزات سعرية عنيفة وهي تودع أحداث الربع الثالث وحتى أثناء مطلع تداولات الربع الرابع من العام الحالي، الأمر الذي استدعى عودة المؤشر العام إلى منطقة العشرة آلاف نقطة
|