مؤشر الأسهم السعودية يراوح حول 11 ألف نقطة.. والسوق تبحث عن المتداول الاستثماري
تداول 26 مليون سهم في «إعمار» بقيمة 249 مليون دولار يرفع السهم لليوم الثاني على التوالي
الرياض: محمد الحميدي
تراوح تداولات سوق الأسهم السعودية حول مستوى الدعم الرئيسي عند 11 ألف نقطة كرقم صريح وحاجز معنوي تتفق معطيات السوق على الوقوف عنده خلال الفترة الماضية، في ظل تراجع صريح وواضح أيضا لأسهم الشركات الصغيرة والتي اشتعلت عليها المضاربات الحامية خلال الشهرين الماضيين تسبب في رجوعها لمستويات حادة ونسب هبوط متتالية. وتأتي آثار الهبوط كنتيجة طبيعية لصعود متتال في أسهم بعض القطاعات لاسيما أسهم الشركات الصغيرة منها، ووصولها إلى مستوى سعري مرتفع بدون مبررات استثمارية، دعا وقتها المراقبون لأوضاع السوق بالتحذير من عواقبها.
في المقابل، يرى المراقبون أن بعض الأنباء الأخيرة لاسيما ما يخص رفع رأسمال «مصرف الراجحي» سيكون لها أثر قوي على المؤشر يمكنه من ارتفاعات خلال الفترة القريبة المقبلة، ومن شأنها أن تدعم موقف المؤشر العام لاسيما مع توقعات تغير في استراتيجيات المحافظ وقوى السوق وفقا للمستجدات القائمة.
وشهدت تداولات امس حركة حامية على سهم «إعمار» الذي سجل ارتفاعا لليوم الثاني على التوالي وبالنسبة القصوى تقريبا، حيث بدأ التداول عليه عند الافتتاح بواقع 34.50 ريال، سجل بعدها تراجعا طفيفا بخسارة ربع ريال، قبل أن يقفز ويتوجه نحو تحقيق النسبة كاملة عند 36.75 ريال، قبيل إغلاقه، مسجلا بذلك صعودا قوامه 9.7 في المائة، بتداول كبير قدره 26 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 935.3 مليون ريال (249 مليون دولار)، نفذت عبر 83.6 ألف صفقة. وفي هذا الصدد، يذكر يوسف الرحيمي المحلل الفني لمؤشر الأسهم السعودية، أن ما تمر به حركة الهبوط هي عملية طبيعية ومتوقعة نتيجة عمليات التصريف التي تقوم بها المحافظ في الأسهم الصغيرة، مضيفا أن هذا التراجع مرشح للمزيد في ظل افتقاد السوق حاليا للمتداول الاستثماري الذي يمكنه أن يزيد من ثقل السوق ويعطي موثوقية أكثر في التداولات. وقال الرحيمي لـ«الشرق الأوسط» إن الإشكال الذي تعاني منها سوق الأسهم المحلية هو عدم وجود سيولة استثمارية يمكنها ترسيخ التداول وإضفاء الثقة بالتعاملات، مبينا أن الفترة الحالية التي تشهد الإعلان عن النتائج المالية للربع الثالث كشفت بجلاء عدم وجود المتداول المستثمر لاسيما مع وجود الفرص المغرية للشراء، كما أن الفترة الماضية لم تشهد إقبالا كبيرا على الشركات القيادية.
ولفت الرحيمي إلى بعض الأنباء التي أعلن عنها أخيرا سيكون لها الأثر المباشر على المؤشر العام وعلى تفاعل المتداولين، مؤكدا أن مستوى الدعم القوي الذي يقف عليه المؤشر العام قد يستمر في تماسكه لفترة ولكنه معرض للتراجع إلى مستوى يخترق 10700 نقطة وحتى 10200 نقطة في حال تواصل التعامل بالمضاربات دون النظر إلى الاستثمار، مبينا أن السوق التي تسيطر عليه المضاربات البحتة يعتبر سوقا خطرا ولا يمكن التكهن به.
من جهة أخرى، أوضح علي العنزي محلل مالي ومصرفي سعودي أن سبب حال الحيرة في السوق هو ترقب نتائج أعمال أبرز الشركات القيادية التي لم تعلن حتى الآن نتائجها، مؤكدا أن بإعلان نتائج تلك الشركات القيادية سيتضح وجهة المؤشر العام.
وأضاف أن هناك تباطؤا في نتائج معظم شركات العوائد لاسيما في القطاع البنكي بالمقارنة مع أعمال الربع الثالث بالربع الثاني.
من جهته، قال عبد الله بن محمد العتيق وهو متداول يومي في سوق الأسهم المحلية، أن وضع الأسهم الصغيرة يثير الخوف لاسيما أنها كانت الأكثر نشاطا وديناميكية خلال الأشهر الماضية وزادت من شهية المتداولين للدخول فيها والتداول في أسهمها، مشيرا إلى أن هناك شرائح واسعة كانت خارج السوق متفرجة في وقت قريب ودخلت في رحى التداولات وتسبب لها في خسائر مع عودة المؤشر الحالية إلى الوراء.
وأضاف أن المحافظ تتعرض لضغوط وخسائر نتيجة التراجعات التي تقع حاليا على أسهم الشركات الصغيرة وتصل إلى مستويات حادة، موضحا أن هناك إستراتيجية لإيقاف خسائر المحافظ والاقتناع بما تحقق، والاستعداد لانتهاز فرص جديدة.
وزاد العتيق بقوله «هناك عمليات تصريف لا يستهان بها من قبل صغار المتعاملين وذلك مع قرب انتهاء تداولات الأسهم بمناسبة عيد الفطر المبارك، وذلك لإيجاد سيولة بهدف الحاجة للمصروفات خلال هذه الفترة».
|