سوق الأسهم السعودية تبدأ المخاض الجديد وفق «الصورة ليست كلها جميلة»
وسط ممارسة الشركات الخفيفة «الإغواء» لصغار المتعاملين
http://www.asharqalawsat.com/2006/08...omy.378799.jpg
الرياض: محمد الحميدي
دفع سلوك سوق الأسهم السعودية أمس إلى ترشيح أن حركة التداولات في الفترة المقبلة ستتشكل عبر مخاضها الجديدة في رسم صورة جديدة للتداولات تذكر بما «قد مضى» من تفاعل وحماس وتشجيع، إثر التحركات الأخيرة التي تشهدها أسهم شركات المضاربة. وكشفت التداولات بأن حركة المضاربة تتنامى بشكل واضح للعيان وتقوم بعملية رقص إغرائي للمشاهدين (المتعاملين) من الخارج للدخول مرة أخرى في إشارة إلى أن قوى مضاربات السوق بدأت في استراتجياتها الجديدة لحبك تداولات مغرية وديناميكية جديدة لكيفية صنع الثراء الفاحش سريعا!.
ودلل على هذه الفرضية الوضع القائم للشركات الخاسرة والخفيفة والتي بدأت في ممارسة الإغواء لجذب صغار المتعاملين للشراء وتسجيل الأرباح السريعة وبنسب قصوى صعودا أو على الأقل في مستويات بين 5 و8 في المائة كما توضح خلال الأيام الماضية من الأسبوع الماضي وتداولات يوم أمس. وشهدت سوق الأسهم السعودية بمكوناتها ما سجلته ملاحظات «الشرق الأوسط» التي من أبرزها ارتفاعات مغرية جدا للشركات الخفيفة وضمن سياسة المضاربات فاتحة الشهية المستهدفة صغار المتعاملين.
وأقفل مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس، عند مستوى 11650 نقطة، تمثل صعودا طفيفا بواقع 0.6 في المائة، وهذا يسجل انخفاضا من أعلى نقطة سجلت أمس والتي لامست 11739 نقطة، قبيل توجه بعض المحافظ لتصفية مكوناتها من الأسهم أواخر دقائق التداولات. وبلغ حجم ما تداولاته قوى السوق أكثر 356 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 24.8 مليار ريال، نفذت عبر 471 ألف صفقة.
الشبيب: الصورة ليست كلها جميلة وصف في حديث لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب محلل فني سعودي، بأن صورة المؤشر العام فنيا تتنبأ بصعود لا محالة، وهي متفائلة بحسب القراءة الفنية التي تستقرأ لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام على هذا النسق المتصاعد، مستدركا إلى القول إن هذه الحركة الديناميكية خلقت في المقابل ضرورة بهبوط السوق ويرشح أن يكون اليوم أو غدا.
وأضاف الشبيب أن صعود المؤشر يوم أمس فوق حاجز المقاومة 11710 يعطي إشارة الهبوط الاضطراري المؤقت بقصد جني الأرباح، وهو لن يطول بحسب وصفه «سيكون الصعود في الفترة المقبلة بين 120 إلى 150 نقطة كحدود قصوى مقابل تراجع تصحيحي يتراوح بين 70 و80 نقطة».
وزاد الشبيب بأن صورة المؤشر «قناة صاعدة» لا يمكن الاعتماد عليها بالكلية دون حرص إذ أن الصورة ليست كلها جميلة وإنما هناك بعض التصحيحات التي لا بد أن تنفذ في شكل عمليات جني أرباح، مشيرا إلى التذكر بالسلبيات التي قد تنتج عن تفعيل دور المضاربات التي تعيشها سوق الأسهم المحلية.
العنزي: الشائعات تنتشر من ناحية أخرى، أرجع منور العنزي وهو محلل فني لسوق الأسهم السعودية، الحركة المنتعشة للتداولات في سوق الأسهم المحلية إلى بعض التحولات في سلوك قوى السوق والتي يمكن أنها اعتمدت منذ منتصف الأسبوع الماضي على بعض الشائعات المتواردة والتي يمكن أذا ما تم إقرارها من قبل هيئة سوق المال توجه المتعاملين نحو شركات العوائد.
وقال العنزي لـ«الشرق الأوسط» إن شركات العوائد حاليا لا تشهد إقبالا من قبل المتداولين نتيجة الحركة الملتهبة لإنعاش شركات المضاربة وخاصة ذات الأسهم القليلة مع زيادة لمعان الأرباح السريعة وهي ما ستغري المتعاملين بالتوجه نحو الشراء والتفاعل مع قوى المضاربات الحالية.
وأبان العنزي أن الوضع الحالي (انتعاش المضاربات) لا يزال في بدايته، وهو ما سيزيد من خطورة السوق حيث أنه في أي لحظة قد تعاود السوق هبوطها المروع، مستدلا بما وقع أمس من حركة هبوط المؤشر السريعة مع توجه محافظ قليلة نحو تصريف الأسهم «البيع».
* الحربي: متفائلون
* من جانبه، ذكر لـ«الشرق الأوسط» ماجد بن عبد الله الحربي، متداول في إحدى قاعات البنوك جنوب العاصمة الرياض، بأن المتعاملين متفائلون جدا بما آلت إليه تطور السوق لاسيما الانتعاش الذي وقع على معظم الشركات، مفيدا بأن هناك حركة حضور جيدة بدأت تزداد في قاعات التداول مع حركة المؤشر المنتعشة.
وأبان الحربي عن التمنيات المتزايدة من قبل المتعاملين ولا سيما الصغار منهم بمواصلة السوق وفق هذا النهج الذي تسير عليه من ارتفاعات جيدة تصل إلى الحدود القصوى في بعض الشركات، وذلك أملا بعودة جزء من الخسائر التي حققتها معظم شرائح السوق، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني التسليم بالتلاعب أو استدراج المتعاملين لتنفيذ إستراتيجية الوهم والخسارة لاحقا.