كبار السن يهبون لنداء اكتتاب «إعمار المدينة الاقتصادية» منذ ساعات الصباح الباكر
ازدحامات عند الدخول تسفر عن تحطم باب زجاجي لأحد فروع البنوك
الرياض: «الشرق الأوسط»
انطلق صباح أمس اكتتاب الشركة المشغلة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية باهتمام واسع من السعوديين لاسيما من قبل كبار السن والذين بدأوا يقفون أمام أبواب المصارف السعودية منذ ساعات مبكرة، مما خلق ازدحامات في بعض الفروع، مقابل انحصار كبير لحضور شريحة الشباب الذين استفادوا من الخدمات التقنية البديلة. وكشفت مصادر مكتتبة وبنكية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن وجود ازدحامات تسببت في تحطم زجاج لاحد فروع البنوك، جراء تكدس الراغبين في الاكتتاب منذ ساعات الصباح الأولى رصدها أحد مديري الفروع بأنها كانت منذ السابعة والنصف صباحا، في حين كانت محاولات من بعض موظفي المصارف لتحويل جموع المكتتبين نحو فروع أخرى في محاولة للتهرب من ازدحام الاكتتاب.
وذكر عادل علي (تحفظ عن ذكر اسمه الأخير) وهو مدير أحد فروع البنوك بجنوب العاصمة الرياض بأن حالات الازدحام كانت شديدة مع بدء الدوام الفعلي للبنك تسبب في تحطيم الباب الزجاجي الخارجي بعد تدافع بغية الدخول السريع وحجز مكان في المقدمة للاكتتاب في المشروع الجديد. وقال عادل علي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أغلب الشرائح التي جاءت للاكتتاب في فروع البنوك كانت من كبار السن لعدم استطاعتهم استخدام الوسائل التقنية الجديدة.
وأكد عادل علي بأن التعامل الإلكتروني انتشر بشكل لافت جدا بين السعوديين ولكن لا تزال فئة كبار السن هم من يقومون بتنفيذ جميع الإجراءات الكتابية والتنفيذية عبر المصارف، مقابل حركة استخدام كبيرة لشبكة أجهزة الصراف والوسائل الإلكترونية الأخرى من قبل الشباب والذين لم يكن لهم حضور لافت في فروع البنوك.
من ناحيته، ذكر أحد المكتتبين الذي رمز إلى اسمه الأول والأخير بـ(ح. م) وهو من كبار السن الذي ألتقته «الشرق الأوسط» في مصرف «الراجحي» بفرع العريجاء أقصى جنوب غربي الرياض، أنه لا يثق بتاتا بأجهزة الحاسب الآلي لاحتمالية كثرة الأخطاء فيها، وقال «لا أشعر بالراحة أو الطمأنينة عند الاكتتاب عبر الحاسب أو الأجهزة الإلكترونية، كما أنني لا بد أن أسجل جميع البيانات يدويا». وأضاف (ح.م) بأن واجهة عدد من المشكلات أبرزها هي رفض بعض فروع المصارف الاكتتاب إلا عبر الفرع الذي تم فتح الحساب فيه.
وأضاف أن ذلك خلق قلقا بين بعض المكتتبين وساهم في خلق ازدحامات في بعض الفروع، مقابل فروع لا يوجد بها ازدحام من أجل الاكتتاب. ووجد (ح.م) صعوبة في عملية الاكتتاب، حيث وصل إلى البنك في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس، ووجد جمعا كبيرا من الراغبين بالاكتتاب، وقال« موظفو البنك كانواً غير متعاونين، من الممكن أن يكون ضغط العمل هو من دعاهم لذلك، لكن نتمنى أن تكون البنوك بكافة فروعها ممن أوكل لها عملية الاكتتاب أن تستعد جيداً لكل ما قد يعكر صفو سير عملية الاكتتاب، فهذا يسهل على البنك نفسه وعلى الراغبين في الاكتتاب من المواطنين».
إلى ذلك، لاحظت «الشرق الأوسط» نشاطا من جميع العناصر البشرية في المصارف بما فيهم حراس الأمن والذين قاموا بالمساعدة في تعبئة البيانات لبعض العملاء، بجانب قيامهم بعملية الترتيب والتنسيق داخل الفروع، كما قام مديرو الفروع ونوابهم بالمساعدة في التسجيل وإتمام الإجراءات مع منافذ استقبال العملاء.
من جهته، أوضح أحد العاملين في أحد فروع البنوك جنوب الرياض (لم يرغب الأفصاح عن اسمه) بأن هناك نوعا من التهرب من خدمة العميل فيما يخص الاكتتاب إذ قال «عمد بعض الموظفين في بعض الفروع إلى تحويل بعض المكتتبين إلى فروع أخرى في محاولة لعدم زيادة حجم الازدحام، تحت عذر «أن كل شخص لا يمكنه الاكتتاب إلا في الفرع الذي فيه حسابه».
من جانب آخر، عم الهدوء بعض المصارف السعودية حيث سارت عملية الاكتتاب فيها بشكل طبيعي، والتقت «الشرق الأوسط» بماجد السياري الذي خرج لتوه من أحد البنوك وأنهى عملية الاكتتاب وقال «أنهيت إجراءات الاكتتاب في غضون 20 دقيقة، ولم تعتريني أية مشاكل، حيث عمدت على أن أكتتب لي ولأفراد أسرتي» وعن مدى المصداقية في عمليات الاكتتاب التي تمر بين الفينة والأخرى قال السياري «في آخر عمليات الاكتتاب وجدت أن المكررات الربحية العائدة على الشركة عالية جداً، لذا وجدت نفسي رافضا أن اكتتب». ورداًُ على جواب حول عملية الاكتتاب الحالية قال «هنا تختلف الأمور، حيث هذا الاكتتاب يعد من جانب الملك عبد الله بن عبد العزيز وله ضمانات كبيرة، وليس هناك أي مجال للخوف والرهبة مثلما حدث في اكتتابات أخرى سابقة».
وشدد أنس عبد الله أحد المستثمرين الراغبين في الاكتتاب في الشركة الجديدة على أهمية الطرح في الوقت الراهن، لما له من رد بعض الخسائر التي تلقاها المستثمرون في سوق الأسهم أخيرا، وكذلك الانعكاسات النفسية على المستثمرين من جراء هذا الاكتتاب.
|