[سعد الجهلاني]

( من السوق ) أعطال سيئة!
خالد العبدالعزيز
لم تترك السوق وحالها في تعاملات الأمس، حتى وان تعرضت لعطل فني.
ولم يترك القائمون على تنظيم السوق وحالهم في أعقاب العطل الفني، وتطاول بعض من المتعاملين على كل ما يمت للسوق المالية بصلة.
ولم يترك تنبؤ في السوق الا وتم التطرق له، وبعض التنبؤات كانت تقيس الحال لشريحة من المتعاملين تتعامل مع السوق بضيق ولا تفرق فيه بعد بين وجودها في سوق مالية لها نظم وأساليب وطرق تعامل، وبين وجودها في أسواق غير مالية يسيطر عليها شيء كبير من الفوضى.
ولعل في ذلك العطل الذي حدث بالامس الفرصة أن نسترجع شيئا من الجهود الحثيثة التي يجب أن تدرك من قبل المستثمرين، فيما يتعلق بالجهود المبذولة لرفع كفاءة التداول، وايجاد الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة الاعطال الفنية التي أزعجت المستثمرين.
ولا يلام المستثمرون ان كانو شديدي العصبية تجاه الاعطال الذي حدث في العاشرة والنصف من صباح أمس، وتم السيطرة عليه واعادة التداول مع بداية تعاملات الفترة المسائية.
كما لا يلام القائمون أيضا على السوق المالية عن الاعطال، خاصة أنهم مدركين لفداحة أضراره على المستثمرين، والا لما تم التوجه لتغييره واستبداله بأنظمة الجيل الجديد، من نظام التداول ساكسس، الى نظام نشر الاسعار تارجن، الى نظام مراقبة السوق، الى نظام التسويات والتقاص.
ويجب أن تمنح الجهة المشرفة على السوق الفرصة لاثبات جدارتها وكفاءتها في وضع السوق المالية على الطريق الصحيح، وأن نتحاشى الاضرار ان قولا أو غيره بأي من المخلصين في أداء عملهم، خاصة أن اتفاقية في مجال رفع المستوى التقني لأنظمة التداول بدء العمل بها وستستغرق أشهرا محدودة للانتهاء منها ليتحول بعدها النظام الألي الى المستوى المأمول.
ومن لا يميز بين الجهود التي تبذل، والجهود التي لاتبذل، هي فئة ضيقة الأفق ومحدودة التفكير، ومتخبطة في تصرفاتها، وسريعة الاحكام، ولاترقى الى ما يجب أن تكون عليه من وعي، لتلمس العذر لما هو عليه النظام الآلي الحالي، والتفاؤل بما سيكون عليه بعد الانتهاء من تنفيذ الاتفاقية.
النهوض بالسوق لن يأتي بالاحكام السريعة، ولن يتحقق بالتصرفات العصبية والافعال المتشجنة، بل سيأتي بتكاتف جهود المجموعة في اظهار سوق تعمل بكفاءة من خلال تتبع مواطن الضعف، ومن خلال مواطن الضعف تأتي مرحلة البناء الحقيقة للسوق.