تصاعد العنف بالشرق الأوسط وتباطؤ بناء المخزونات الأمريكية يرفعان أسعار النفط فوق 70 دولاراً
كتب - عقيل العنزي:
عاودت أسعار النفط أمس إلى التحليق فوق 70 دولاراً للبرميل متحفزة بعوامل جيوسياسية نتيجة إلى تصاعد موجة العنف بمنطقة الشرق الأوسط وعلى الأخص في العراق حيث ازدادت وتيرة الهجمات الإرهابية ما يفقد الآمال في عودة المنشآت العراقية إلى الإنتاج بكامل طاقتها الإنتاجية وتحسن تدفق النفط من منطقة الخليج العربي بالإضافة إلى تفاقم مشكلة الأمن في فلسطين بسبب الممارسات الإسرائيلية مما يهدد أمن المنطقة بشكل عام.
وتعزز المسار التصاعدي للأسعار بعد خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي حث فيه إيران على سرعة التجاوب مع المطالب الدولية وإيقاف برنامجها النووي حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من دولار في بورصة ناميكس، وصعدت بمقدار دولار ونصف الدولار بعد أن اظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة أقل من المتوقع في مخزونات البنزين بالولايات المتحدة. وبلغ سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف لتسليم أغسطس 70,40 دولاراً للبرميل مرتفعا 1,06 دولار. وقفز سعر عقود البنزين لشهر يوليو في ناميكس 5,69 سنتات إلى 2,0625 دولاراً للجالون، كما ارتفع سعر خام مزيج برنت إلى 68,60 دولاراً.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أوضحت أمس في تقريرها الأسبوعي أن إنتاج المصافي الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 16 يونيو الحالي قد ارتفع بمقدار 138 ألف برميل يوميا إلى 16 مليون برميل يوميا نظرا لكونها كانت تعمل بنسبة 93,3٪ من طاقتها الإنتاجية. وارتفع معدل الواردات الأمريكية من النفط الخام بمقدار 447 ألف برميل يوميا إلى 11 مليون برميل يوميا، وصعد حجم المخزونات من النفط الخام بمقدار 1,4 مليون عن معدله للأسبوع ما قبل الماضي إلى 347,1 مليون برميل.
وتتوقع المصادر النفطية أن تستمر أسعار النفط في المحافظة على مستوياتها الحالية بالقرب من 70 دولاراً للبرميل إلى نهاية العام الحالي تقويها عوامل الطقس في الولايات المتحدة الأمريكية واحتمال تعرض بعض المناطق التي توجد بها منشآت نفطية إلى عواصف مدمرة تنهك تلك المرافق البترولية التي لا تزال تعاني من تبعات أعاصير العام الماضي التي سببت كساحا لمعظم مرافق إنتاج الطاقة في خليج المكسيك الذي يزود أمريكا بنسبة 30٪ من احتياجاتها من الطاقة.
ويشير المراقبون النفطيون إلى أن شركات النفط العالمية تعاني من شح التقنية وقلة الحفارات النفطية لا سيما تلك التي تعمل في المياه العميقة وذلك لكثرة الإقبال عليها من قبل شركات عالمية منافسة تسعى إلى توسيع استثماراتها في مجال الطاقة يشجعها بقوة ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات أضحت مغرية للمستثمرين وجذابة لرؤوس الأموال.
أسعار المعادن التي عانت خلال الأيام الماضية من نكسة سعرية بسبب تحسن صرف الدولار وزيادة الفائدة من البنوك المركزية، اتخذت مسارا صعوديا في نهاية التداولات ليوم أمس حيث صعد الذهب إلى 590 دولاراً كما انتعشت الفضة وزاد سعرها إلى 10,42 دولارات.
|