رئيس «أرامكو» : زيادة طاقتنا الإنتاجية تلعب دورا بارزا في استقرار سوق النفط العالمي
عبد الله بن جمعة: مجموعة من العوامل تضغط على الأسعار وآسيا غير مسؤولة
لندن: خالد الطويلي كوالالمبور: «رويترز»
كشف عبد الله بن صالح بن جمعة، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، عن البرامج الإستراتيجية التي تقوم بها شركة «أرامكو» السعودية، والتي تعتبر أكبر منتج للبترول في العالم، لمواجهة التحديات التي يمر به العالم حيال أمن الطاقة، مشيرا إلى أن الشركة تعمل بشكل نشط لزيادة طاقتها الإنتاجية عبر عدة مشاريع عملاقة لتضيف في غضون الخمس إلى الست سنوات المقبلة طاقة تبلغ نحو 3 ملايين برميل في اليوم، وهو ما يزيد على إنتاج دولة مثل فنزويلا، وسيكون جزءا من هذه الزيادة موجهاً لتعويض التراجع الطبيعي، فيما يهدف الجزء الآخر لزيادة الطاقة القصوى للإنتاج التي تحتفظ بها الشركة، والتي من المخطط أن تصل بنهاية 2009 إلى 12 مليون برميل في اليوم. جاء ذلك أثناء مشاركة جمعة كمتحدث رئيسي عبر بث مباشر بالفيديو فجر أمس من الظهران إلى كوالالمبور، حيث احتشد في مركز المؤتمرات في العاصمة الماليزية ما يزيد على ألف متخصص ومسؤول بترولي من مختلف دول آسيا والعالم في انطلاق فعاليات «مؤتمر آسيا السنوي للزيت والغاز» الذي انعقد هذا العام تحت شعار (موازنة مصالح المنتجين والمستهلكين). وقد ركز عبد الله جمعة في حديثه على جانبين، تطرق في الجانب الأول إلى مناقشة الحالة الراهنة لصناعة البترول العالمية، بما تتسم به من ارتفاع في الأسعار وقلق متزايد بشأن أمن الطاقة، وتأثير ذلك على القارة الآسيوية وما تضطلع به من دور حالي ومستقبلي في أسواق البترول، في حين تطرق الجانب الآخر إلى ما تقوم به السعودية عبر شركة بترولها الوطنية (أرامكو) السعودية، للإسهام في تأمين مستقبل الطاقة ودعم استقرار الأسواق.
ومن أبرز المتغيرات الهيكلية في ناحية الطلب على الزيت الخام أن الدول ذات النمو السريع خارج منظمة التعاون والتنمية، كالصين والهند، هي التي أصبحت تقود النمو. كما أضاف أن حجم الواردات الدولية من الزيت الخام في ازدياد كبير، وسيؤدي ذلك إلى أن الزيت الخام سيقطع مسافات أطول عبر خطوط التجارة الدولية من أماكن انتاجه للوصول إلى وجهته النهائية في مناطق الاستخدام. إلى ذلك قال علي بخش، نائب الرئيس الإقليمي لشركة «سعودي بتروليوم» التابعة لـ«أرامكو» السعودية في سنغافورة، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» من سنغافورة: «المعلومات التي قدمها رئيس أرامكو شرحت مدى التزام السعودية حيال تأمين طاقة موثوقة للعالم، وعبرت عن مكانة منطقة آسيا في المنظور العالمي لأرامكو السعودية وذلك من خلال حرص الشركة على أن يكون لها حضور واضح عبر مشاريع مشتركة ومكاتب رئيسية بالقرب من المستهلكين في مناطق الطلب ذات النمو العالي، ومن خلال الاستثمار في تنمية مشاريع بترولية كبرى سواء في مجال الانتاج أو في مجال توسعة وبناء المصافي بما يخفف مشكلة شبكة التكرير العالمية التي تعاني من الاختناق وهي من المشكلات التي تشغل بال الكثير من المختصين في صناعة الطاقة». كما أشار بخش إلى أن أسباب ارتفاع الأسعار، حسب كلمة عبد الله جمعة، لا تعود إلى واقع العرض والطلب ولكن إلى ظروف خارج ذلك الإطار.
ونقلت وكالة رويترز عن جمعة قوله: «من الظلم بكل جلاء إلقاء اللوم في أسعار النفط المرتفعة على الدول الآسيوية المستهلكة». وكانت اسواق النفط قد اهتزت نتيجة زيادة قياسية في حجم الطلب من الصين بلغت 15 في المائة في 2004 بينما تراجع الطلب في دول مثل تايلاند واندونيسيا العام الماضي نتيجة خفض الدعم الحكومي للنفط الذي كان سببا في تحفيز الواردات. وقد أسهمت جميع هذه المتغيرات الهيكلية في أنماط الطلب إلى زيادة الضغط على شبكات النقل والإمداد الإقليمية والعالمية. كما أكد عبد الله جمعة أن العوامل الهيكلية ليست محصورة في النواحي الكمية إذ أن هناك نواحي ذات طابع نوعي تؤثر على أمن الطاقة، ومنها على سبيل المثال أنواع الزيوت الخام المتوفرة في العالم والتي تتجه إلى الأنواع الأثقل ذات التركيبة الحمضية، وإلى مواصفات المنتجات المكررة التي تسير في اتجاه معاكس نحو الأنواع الأخف ذات المواصفات البيئية العالية، وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى ضغط كبير على أسواق المنتجات المكررة وقدرتها على توفير الكميات المطلوبة في الوقت والمكان المناسبين.
ودعا جمعة الى التعاون بين المنتجين والمستهلكين لتأمين موارد الطاقة في المستقبل، وذكر ان مجموعة جديدة من شركات النفط الآسيوية مثل «بتروناس» اضحت اكثر نشاطا في توفير الامدادات. ولكنه ذكر ان المخاوف بشأن امدادات الطاقة تلقي بظلال كثيفة على جهود تحقيق التوازن في الاسواق. وأضاف «نرى حساسية أكبر لجميع التهديدات. وتعمل زيادة التعاملات الآجلة على تضخيم التأثير.. انه بمثابة تأثير تضخمي». وفي حين أن النمو الذي تشهده دول آسيا قد غير من ديناميكية الأسواق العالمية، ربما بشكل دائم، أكد عبد الله جمعة أنه من غير الإنصاف النظر لارتفاع الأسعار وإلقاء اللوم بشكل منفرد على دول الاستهلاك في آسيا.
|