المتداولون عبروا لـ «عكاظ» عن سعادتهم بتخفيض العمولة:
إلغاء تداولات الخميس فرصة للاستقرار النفسي والبدني وتعميق السوق
عمرو أحمد عبدالواحد (جدة)، محمد العبدالله (الدمام)
أكد محللون فنيون ان الغاء تداول يوم الخميس وتخفيض عمولة البنك في عمليات البيع والشراء للأسهم.. سيترك انعكاساته الايجابية على السوق بشكل عام، كما انه سيعطي الهيئة نفسها فترة لمراجعة نشاطات الايام السابقة بشكل مستمر، كما ان تلك القرارات تعطي المستثمرين فترة لإعادة ترتيب اوضاعهم، كما يمثل تصحيحاً للوضع الشاذ، خصوصاً ان اغلب البورصات الخليجية تتمتع باجازة يوم الخميس.
يرى المحللون ان تخفيض العمولة على عمليات شراء وبيع الاسهم بنسبة 20% سيعطي السوق زخماً قوياً في زيادة حجم التداولات اليومية، مما يشجع صغار المستثمرين على زيادة العمليات التي يطلبون تنفيذها خلال الجلسات سواء الصباحية او المسائية.
واشادوا، بطريقة هيئة السوق المالية في تنفيذ القرارات الاخيرة، حيث اتسمت بالحكمة في تطبيق القرارات، من خلال اعطاء فترة زمنية للمستثمرين لدراسة اوضاعهم، خصوصاً ان القرارات التي اصدرتها الهيئة تنص على تطبيقها بعد اسبوعين من تاريخ اعلانها، مما يوفر المناخ المناسب لتقبل القرارات، بحيث تستوعب السوق هذه القرارات بشكل ايجابي، بخلاف القرارات التي اصدرتها هيئة السوق المالية في الفترة الماضية، والتي عادة ما تتصف بالسرعة في التطبيق.
وقال د. علي العلق استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان القرار الذي اصدرته هيئة السوق المالية بإلغاء تداول يوم الخميس، يمثل احد المطالب التي نادى بها المتعاملون في السوق خلال الفترة الماضية، وبالتالي فإنه يمثل استجابة لتلك المطالب التي تهدف الى رفع الاداء بشكل عام، مشيراً الى ان القرار يعطي هيئة السوق المالية فترة كافية لمراجعة الانشطة التي شهدتها البورصة خلال تعاملات الايام الماضية، مما يعزز من قدرتها على المراقبة والتصدي لكافة اشكال التلاعب التي يسعى البعض لممارستها، من اجل تغيير مسار السوق باتجاهات تغلب عليها المصالح الذاتية.
واضاف ان عقليات التداول في السوق المالية اصبحت جزءا من الحياة اليومية للمواطن السعودي، وبالتالي فان الغاء التداول يوم الخميس يعطي فترة راحة تغلق يوم الخميس، مما يعني ان السوق السعودي يمثل حالة شاذة ينبغي تصحيحها، بحيث تسير في نسق البورصات الخليجية، كما ان اغلب البورصات العالمية تعمل 5 ايام اسبوعيا، حيث تعطل يوم السبت والاحد بخلاف السوق المالية في المملكة التي تعمل لمدة 6 ايام.
فرصة لزيادة التداول
ورأى ان تخفيض العمولة سيؤدي الى زيادة التداول في السوق، مشيرا الى اهمية اتخاذ الخطوة الاخرى والمتمثلة في فصل عمليات السمسرة في الاسهم وعمليات بيع وشراء الاسهم عن البنوك، وكذلك فصل عمليات الوساطة عن العمليات البنكية كذلك، فضلا عن فصل عمليات ادارة الاستثمارات في المحافظ الاستثمارية عن الاعمال البنكية.
واكد ان القرارات التي اتخذتها هيئة السوق المالية ستجد اصداء ايجابية على السوق، حيث سيلمس الجميع انعكاساتها خلال تعاملات الاسبوع القادم، لا سيما وان السوق وصلت لحدود دنيا، بحيث انخفضت مكررات الربحية لمستويات قياسية، اذ اصبحت مغرية للدخول، الامر الذي دفع المستثمرين لتعديل محافظهم الاستثمارية للدخول مجددا.
وقال ان اي خطوة ايجابية من قبل هيئة السوق المالية ستؤدي لزيادة الثقة، ما ينعكس بشكل ايجابي على المؤشر في المستقبل، خصوصا وان اساسيات السوق واساسيات الشركات باتت مغرية حاليا.
ووصف حسين الخاطر «مستشار مالي» قرارات هيئة السوق المالية بالغاء تداول الخميس وتخفيض نسبة العمولة واعطاء نسبة الخصم بـ«الحكيمة» بخلاف القرارات التي كانت تصدر سابقا، خصوصا وان القرارات الجديدة حددت موعد تطبيقها بعد اسبوعين، مما يعطي المستثمرين الوقت الكافي بدراسة اوضاعهم وتقبل تلك القرارات بشكل ايجابي، مما يخلق الاجواء المناسبة على السوق المالية بشكل عام.
الالغاء متوقع
وقال ان الغاء تداول الخميس لم يكن مفاجئا للجميع، اذ كان متوقعا منذ فترة طويلة، حيث مثل الغاء تداول يوم الخميس اثناء مراحل التجزئة.. جس نبض للسوق، اذ لم يكن قرار الهيئة بالغاء التداول يوم الخميس بسبب التجزئة، بقدر ما كان يهدف للتعرف على ردود الافعال ومدى تجاوب المستثمرين للاغلاق، حيث اعطت تلك التجربة قناعة تامة بضرورة الغاء تداول الخميس، نظراً لتقبل الكثير من المستثمرين لمثل هذا القرار.
وقال: تخفيض العمولة التي تتقاضاها البنوك المحلية نتيجة عمليات بيع وشراء الاسهم بقيمة 20% سيخلق اجواء ايجابية على صغار المستثمرين، الذين سيكونون اكثر استفادة من القرار، حيث سيتيح لهم فرصاً لزيادة عمليات البيع والشراء في الجلسات الصباحية والمسائية، كما ان كبار المستثمرين سيستفيدون كذلك من قرار تخفيض العمولة، لا سيما ان المحصلة النهائية ستكون مبالغ كبيرة، سيوفرها تخفيض نسبة العمولة، مما يرفع من السيولة، وبالتالي انعكاس وجود السيولة على حجم التداولات.
وفي جدة عبر محمد العمري (متداول) عن سعادته بالقرارات الايجابية الاخيرة مبدياً تفاؤله بالمرحلة المقبلة للسوق .. واشار الى ان تخفيض العمولة كفيل بتشجيع المتداول على تنفيذ عمليات الشراء والبيع بكل حرية .. مؤكدا ايجابية الغاء تداول يوم الخميس ليجد المتداول وقتا كافيا ليتنفس الصعداء من خلال الاستجمام مع اسرته.
و تفاءل توفيق السعدي (تاجر) بتأثير القرارات الجديدة على مستقبل السوق.. خصوصاً عودة العمولة للوسطاء المرخص لهم كونه سيعيد الحافز لتنفيذ عمليات الطلب والعرض من اجل تحصيل العمولة وفقاً للاتفاق مع البنك.. كما اشاد بإلغاء تداولات يوم الخميس مؤكدا انها فرصة للاستقرار البدني والنفسي و التواصل مع الأهل.
و اشاد عمر الريان (متداول) بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين مؤكدا ان الثقة لن تغيب عن السوق السعودي دام انها تحت ظل القيادة الحكيمة.
واضاف: شعرت بالارتياح لانتهاء التصحيح مع الارتداد القوي للمؤشر هذا الاسبوع.. والآن ستدعم هذه القرارات بإذن الله السوق السعودي ليعود لقوته ويعكس حقيقة اقتصاد الوطن الغالي.
وأكد نوار ابو خالد (متداول) بأن السوق يسير في مساره الصحيح وان القرارات الأخيرة وحسن توقيتها كفيل بتعويض الخسائر السابقة وفتح صفحة جديدة مغلفة بالافراح مع سوق الأسهم.. مشيرا الى ان تخفيض العمولة في حد ذاتها سيدعم الثقة وسيرفع من الروح المعنوية.. ناهيك عن القرار الحكيم بالغاء فترة الخميس حتى لاينشغل المتداول يومياً عن حياته الطبيعية.
|